• أتالانتا
    فيورنتينا
  • لوريان
    باريس سان جيرمان
  • أولمبيك مارسيليا
    نيس
  • موناكو
    ليل
  • كريستال بالاس
    نيوكاسل
  • مانشستر يونايتد
    شيفيلد يونايتد
  • وولفرهامبتون
    بورنموث
  • إيفرتون
    ليفربول

كرونو

حفيظ الدراجي
حفيظ الدراجي

رأي خاص | ما بعد عجز الدراجي عن الكتابة بالرياضة..!

بقلم | محمود علي

 

أربعة أسابيع كاملة مرت على المعلّق والإعلامي والكاتب الرياضي الكبير، حفيظ دراجي، وهو لايزال غير قادر على الكتابة في الرياضة في عموده المعروف بإحدى الجرائد الجزائرية، أمر قد لا يشغل بال الكثيرون، وقد يكون عابراً بالنسبة لآخرين، لكنه يُجسد حال واقع مرير نعيشه الآن.

 

صحيح أنني لم أحظـ بشرف مقابلة الدراجي من قبل، لكني استشفيت من خلال متابعتي له أن التطورات السياسية التي شهدتها بلاده بالفترات الآخيرة، بدءاً من الانتخابات الرئاسية وانتهاءً بنتيجتها بفوز الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، أنها السبب الرئيسي في تغير اتجاه مقالاته نحو السياسة بالآونة الآخيرة، ربما لأنه كان يأمل ويحلم بتغيير لم يتحقق.

 

قد يكون لديه كل الحق في التعبير عن وجهة نظره كما يحلو له، باعتباره مواطن جزائري، لكن هذا إذا كنا سنتعامل مع مقالاته على أنها مقالات مواطن جزائري وليس كناقد وإعلامي ومعلق رياضي.

 

فالدراجي الناقد والإعلامي والمعلق ليس مجرد شخص وإنما هو شخصية مرموقة لها وزنها في المجال الرياضي، يتخذه الكثيرون قدوة من داخل أو خارج المجال، ويمتلك قاعدة كبيرة من المعجبين الذين تختلف ميولهم وجنسياتهم ودياناتهم، وكذلك آرائهم السياسية.

 

قد يختلف معه البعض كروياً، لأنهم يرونه في آرائه الرياضية-من وجهة نظرهم- يميل نوعاً ما لفريق على الآخر، لكن في النهاية هذا يعد مقبولاً، باعتبار أنه يمتلك الحنكة أو الخبرة التي تجعلك لا تشعر بذلك في نبرات صوته أثناء تعليقه على مباراة أو آخرى، لكن ما يؤخذ عليه هو أنه أحياناً يخلق لنفسه اختلافات وعداوات سياسية مع أشخاص من المفترض أنهم من معجبيه، بسبب الآراء السياسية، كما أنه قد يُشعل ناراً بين أبناء بلد واحدة، ونرى ذلك بوضوح في بعض الأحيان من خلال تعليقات القراء على مقالاته السياسية.

 

وأعتقد أننا جميعاً على اتفاق أن الآراء السياسية في أوطاننا العربية حالياً هي بمثابة تمهيد لفتنة حتى لو لم يكن الغرض منها ذلك، فإنها بالضرورة ستصنع فتنة، لأننا وبالرغم ما ندعيه عن رغبتنا في الديموقراطية، لسنا أهلاً لها، بدليل أننا أول الأشخاص التي قد تؤدي الاختلافات السياسية فيما بينهم إلى ما يشبه لحرب.

 

لذلك، كان من الضروري على ناقد ومعلق عملاق بحجم وقيمة الدراجي أن يعي ذلك جيداً، وأن يدرك أنه ملك جماهيره وليس ملك نفسه، وأنه بخلاف ذلك قدوة للعديد من الصحفيين الشبان، الذين نود أن نؤصل فيهم مبدأ الفصل بين السياسة والرياضة، حرصاً عليهم وحرصاً على المهنة نفسها، التي هي أنقى بكثير من أي مهنة آخرى لها صلة بالسياسة، وكان يتعين عليه أن يعي أن رأيه لا يجب أن يمثله وحده، وهذه ضريبة المهنة التي تمثل له العشق الأول والآخير.

عرض المحتوى حسب: