بقلم : يوسف الشافعي (البطولة)

انتهى جدل الكلاسيكو حتى قبل أن يبدأ .. وفقدت قمة كأس العرش بين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي حلاوتها خارج الملعب لتتحول إلى "طبخة" تفتقر لملح الطعام المتمثل في "الجماهير" والتي تضفي رونقا وجمالا على مباريات كرة القدم في كل أرجاء المعمور.

الحديث عن الجماهير في المغرب وظاهرة "الالتراس" التي شبهها البعض ب"عصابات إجرامية" تخطط لنصب كمين للإيقاع بجمهور آخر تكررت في المغرب كثيرا وخاصة في مواجهات الغريمين الأزليين الجيش الملكي والرجاء الرياضي.

سيسيل المداد والحبر في الصحف وسيتجمر 'فطاحلة' التحليل الرياضي حول الاستديوهات لتدارس القرار الجديد بإجراء قمة كأس العرش دون جمهو على أرضية ملعب الفتح ، ستضيع الحقيقة وراء مؤيد ومعارض ..

قرار لعب المباراة دون جمهور "الويكلو" طُبخ على نار هادئة في جامعة لقجع .. هناك من سيتحدث عن إجحاف في حق "العساكر" نظرا لأن لقاء الذهاب أجرى في قلب "كازابلانكا" وفي تواجد جماهير الرجاء ، وهناك من سيؤكد أن القرار "شر ولابد منه" لتفادي مجرزة مشابهة لما حصل في "الخميس الأسود" الشهير بالدار البيضاء..

جماهير الجيش وصفت الجامعة ب"الفاسدة" وبمحاباتها لرجال "الرئيس" محمد بودريقة ، حيث لم يستصغ العساكر القرار "الظالم" حسب قولهم .. لكن هل كان للعساكر نية في متابعة اللقاء ؟ ,وهل كان تنقل جماهير الرجاء بهدف الاستمتاع بالمباراة ؟؟  أم أن الخطط كانت مدبرة لنصب الكمين وتحويل مدينة الرباط لساحة "قتال" ..

وبعد أحداث الفوضى التي صاحبت مباراة الدوري المغربي للمحترفين بين الطرفين في نهاية الأسبوع الفارط ، كان حريا بجامعة لقجع إضافة بعد التوابل للطبخة وإنزال عقوبات في حق جماهير الرجاء الرياضي بحرمانها من متابعة فريقها لعدد محدد من المباريات ، ليس لشيء وإنما لإطفاء غضب الجماهير "العسكرية" التي تستشيط نارا بسبب القرار الأخير..

استوقفتني تغريدة لزميلي الصحفي في موقع "البطولة" محمد زايد الذي أكد أن القرار كان مناسبا دون أي أدنى شك في انتظار قرار أكثر جرأة وشجاعة في المستقبل .. وأضم صوتي لصوته لكن كان لزاما على الجامعة الوصية أن تتدارس القرار من جميع الجوانب لتفادي الوقوع في فخ جديد..

ستتعالى الأصوات المنددة بهذا القرار الذي أضحى حقيقة لا مفر منها .. تمنينا في وقت من الأوقات أن تسود ثقافة "الحرية" بين الجماهير في إطار محدد بعيدا عن الشغب والفوضى ، لكن ما حدث ويحدث يجعل قرار "الويكلو" .. "شرا ولابد منه" لأننا نبحث عن سلامة الأشخاص والأبدان ولكن ؟؟ يجب على الجامعة تعديل القرار والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه العبث في ملاعبنا..

سأفتح نافذة قبل الختام .. من كان وراء القرار؟؟ ..  ولماذا لم يتم اعتماد القرار من قبل مباشرة بعد أحداث الخميس الأسود ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ... أسئلة حائرة تبحث عن إجابات دامغة وحلول ميدانية..