كرونو

من مباراة الذهاب
من مباراة الذهاب

كلاسيكو | الجيش للتأكيد والرجاء لرد الاعتبار

عثمان رضى (البطولة)

يتجدد غدا و للمرة الثالثة في ظرف عشرة أيام المواجهة- القمة بين فريقي و في "كلاسيكو" الكرة الوطنية، و هذه المرة ضمن منافسات، و كما تابع عشاق كرة القدم الوطنية فإن اللقاءين الأولين انتهيا بتذوق كلا الطرفين لطعم الفوز.

 

الجيش الملكي كان المبادر وتمكن من اقتناص فوز ثمين  من قلب مركب محمد الخامس بالبيضاء في ذهاب ثمن نهائي كأس العرش بهدف وحيد وقعه المهاجم عبد السلام بن جلون، أما اللقاء الثاني و الذي كان برسم فقد انتهى لصالح الفريق الأخضر بهدفين لهدف في لقاء حماسي و ساخن سواء على أرضية الميدان أو في المدرجات.

 

لقاء الغد سيحمل لا محالة العديد من معالم  الإثارة و التشويق و الندية، خاصة و أن نتيجة اللقاء لا تحتمل القسمة على الاثنين، و أن فريق الرجاء البيضاوي مطالب بتحقيق نتيجة الفوز و لا شيء غير الفوز وبفارق هدفين إن هو أراد المرور إلى الدور المقبل، بينما تبقى نتيجة التعادل كافية للفريق العسكري لملاقاة المغرب الفاسي في الدور المقبل.

 

الثالثة ثابثة

سيكون إذن ملعب الفتح بالعاصمة الإدارية للمملكة مسرحا للقاء الحاسم بين الجيش الملكي و الرجاء البيضاوي برسم دور ثمن نهائي كأس العرش، و استنادا للمعطيات آنفة الذكر و بالنظر للقاءين الأولين فإن مستوى الفريقين هذا الموسم متقارب جدا، لكن على مستوى  مسابقة كأس العرش فالامتياز يبقى للفريق الرباطي الذي حسم لقاء الذهاب لصالحه و تمكن من اقتناص فوز ثمين خارج ميدانه.

 

و على الرغم من هذا الامتياز العسكري إلا أن النتيجة لم تحسم بعد نظرا لقوة الفريق الأخضر، الذي لن يرض أن يخرج من المسابقة مبكرا و على يد أحد خصومه التقليديين، في المقابل فإن الفريق العسكري سيسلح كتيبته بعاملي الأرض و الجمهور و اللذان سيشكلان عنصر ضغط على الفريق الخصم.

 

وعلى العموم فإن الضغط سيكون متبادلا بين كلا الطرفين،نظرا لأهمية هذا اللقاء الذي سيحسم في أمر الفريق المتأهل للدور المقبل و الذي سيلاقي فريق المغرب الفاسي، فإذا كانت المباراة الأولى لقاء ذهاب و الثانية تندرج ضمن منافسات البطولة الوطنية فإن المباراة الثالثة ستكون ثابتة.

 

توازن الرعب

من تابع لقاءي الرجاء و الجيش سيلاحظ تكافؤ مستوى الفريقين هذا الموسم، عكس الموسم الفارط الذي انتصر فيه الرجاء ذهابا و إيابا في منافسات البطولة، فكلا الفريقين أقدما على عدة تغييرات في التشكيلة كما ضخا دمائهما بلاعبين جدد، و هو ما يعكس عزم الفريقين على تحقيق أحد الألقاب هذا الموسم، و في الوقت الذي حافظ الفريق العسكري على استقرار جهازه الفني المتمثل في الإطار الوطني رشيد الطاوسي فإن الرجاء استعان نهاية الموسم الماضي بخدمات الإطار الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي تألق مع الدفاع الحسني الجديدي و قاده للتتويج بلقب كأس العرش.

 

التكافؤ يتجسد أيضا على أرضية الميدان، فخطوط الفريقين الدفاعية و الهجومية و خط الوسط متقاربة جدا، ففي اللقاء الأول تواضع الفريق الأخضر، و بدا خط دفاعه مترهلا، بينما ظهر العساكر أكثر استعدادا و تصميما على الفوز، و كان قاب قوسين أو أدنى  من إحراج الفريق المضيف في أكثر من مناسبة، لكن في اللقاء الثاني ظهر الرجاء أكثر انضباطا  على المستوى التكتيكي خاصة بعد التغييرات التي قام بها المدرب عبد الحق بن شيخة بإقحامه لمهاجمين صريحين        ( بورزوق و ليس مويتيس)و اعتماده على ثلاثي الوسط (مابيدي و فتاح و عقال) في المقابل ركن الفريق  العسكري للوراء و ارتكب دفاعه لعديد من الأخطاء كلفته هدفين حاسمين من مابيدي و الزكرومي الذي ناب على هجوم الخصم و تكلف بنفسه بمهمة التسجيل ضد مرماه.

 

 و بلغة الأرقام فإن معطيات اللقاءين السابقين تؤكدان أن الكفة لا تميل لأي طرف من الطرفين، فكلا الفريقين ذاقا طعم الفوز، كما تلقت شباكهما لهدفين و سجل هجومها هدفين، أما على مستوى احتكار الكرة و السيطرة على مجريات اللعب فإن الكفة مالت للفريق العسكري في اللقاء الأول لتعود في اللقاء الثاني لترجح كفة الفريق الأخضر، مع امتياز معنوي لممثل العاصمة الذي خاض اللقاءين خارج ملعبه.

 

قمة بدون جمهور

اتسم اللقاء الأخير بين الرجاء و الجيش بالتشويق و الإثارة، لرغبة الفريق الأخضر في إعادة الاعتبار لنفسه بعد الهزيمة "الكارثية"  في اللقاء الأول أمام خصمه الكلاسيكي بهدف لصفر في عقر داره و أمام جماهيره، و كذلك لإرادة الجيش الملكي لتجديد نتيجة اللقاء الأول و تأكيده للجميع أن العساكر عازمون على القيام بموسم استثنائي.

 

و قد رافق الفريق العسكري عدد كبير من المناصرين ملأت جهة "الفريميجا" من مركب محمد الخامس، و  كان ينتظر أن ترد جماهير الفريق الأخضر بالمثل و تحج بكثافة إلى ملعب الفتح رغم صغر مدرجات الملعب مقارنة مع المجمع الرياضي مولاي عبد الله الذي احتضن "الكلاسيكو" في السنوات الأخيرة، لكن ما هو أكيد هو أن ملعب الفتح  كان من المنتظر أن يكون مملوءا عن آخره بالجماهير العسكرية و الرجاوية مما  كان ينذر بقمة جماهيرية كبيرة.

 

لكن بالموازاة مع ذلك فقد لوحظ في اللقاء الأخير تشنج أعصاب مجموعة من اللاعبين و حساسية مفرطة أيضا ،و هو ما عكسه عدد التوقفات و الأخطاء أثناء اللقاء. و لم تقتصر هذه الحساسية المفرطة و تشنج الأعصاب على ارضية الميدان و دكة البدلاء فقط بل امتدت أيضا إلى المدرجات، ففي لحظات عديدة أوقف حكم اللقاء المباراة بعد قيام العديد من العناصر المحسوبة على جماهير الفريق الأخضر من القيام بسلوكيات غير رياضية و رشق لاعبي الخصم بالقارورات و الحجارة، بل امتدت هذه السلوكات الغير الرياضية لخارج الملعب رغم المواكبة الأمنية المشددة للجماهير داخل الملعب و خارجه.

 

و على خلفية هذه الأحداث و حتى لا تتكرر من جديد، اتخذت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قرار منع الجماهير البيضاوية و الرباطية من ولوج الملعب و متابعة اللقاء، و بالتالي فإن لقاء "الكلاسيكو" سيقام في مدرجات فارغة مما سيفقد المواجهة حماسها  الجماهيري المعهود.

 

عرض المحتوى حسب: