كرونو

منتخب المغرب
منتخب المغرب

هل استقر الزاكي على تشكيل "الكان"؟؟

عثمان رضى (البطولة)

طل من جديد على متابعيه و عشاق كرة القدم المغربية، عندما خاض الخميس الماضي و يوم أمس لقاءئين وديين أمام كل من نظيره من افريقيا الوسطى و المنتخب الكيني، و المناسبة هي استعداده لكأس افريقيا للأمم التي ستحتضنها بلادنا للمرة الثانية في تاريخها (إن لم يتم التأجيل)، أما الهدف فهو الوقوف على التشكيلة القارة التي دأب الناخب الوطني بادو الزاكي منذ تعيينه على رأس الأسود على تشكيلها و فك شفرتها، لكنه و لحد الآن لم يستطع أن يقف عليها أو أن يرسم ملامحها رغم اللقاءات الودية العديدة التي أجراها سواء داخل الوطن أو خلال معسكر البرتغال.

 

لكن و من خلال اللقاءين الماضيين أعطى بادو الزاكي بعض الإشارات عن الكوموندو الذي من المحتمل أن يعتمد عليه في "كان" المغرب 2015، و هي التشكيلة التي لم  تخرج عن توقعات و تكهنات المتابعين و المهتمين بالمنتخب  المغربي، و تتألف هذه التوليفة من أنس الزنيتي في حراسة المرمى، المهدي بن عطية و عصام عادوى و داكوسا و الكاروشي في الدفاع، بالإضافة إلى القادوري و مبارك بوصوفة و يونس بلهندة و نبيل درار في الوسط ثم أمرابط و عبد الرزاق حمد الله في الهجوم، وهي التشكيلة التي عدلها بادو الزاكي في اللقاء الثاني بإدخال كل من نبيل الزعر مكان الكاروشي و عبد العزيز برادة مكان أمرابط ثم الحارس ياسين بونو مكان زميله أنس الزنيتي.

 

"الفريق الذي يفوز لا يغير"

هي العبارة الفرنسية الشهيرة التي يعتبرها جل خبراء كرة القدم قاعدة كروية يعتمد عليها غالبية المدربين، و يمكن القول أن هذه القاعدة تنطلي عن تشكيلة المبارتبن السابقتين التي أظهرت انسجاما واضحا، و بصمت على اداء جميل، بل اكثر من ذلك تمكنت من تسجيل رباعية كاملة في اللقاء الأول و ثلاثية نظيفة في ثاني اللقاءات،رغم تواضع المنتخبات التي واجهها المنتخب و التي لا ترق لمستوى منتخبات الصفوة كما أنها لم تخلق أية مشاكل للمنتخب المغربي.

فعلى مستوى الدفاع، عاد من جديد، العميد مهدي بن عطية المنتقل حديثا لنادي بايرن ميونخ الألماني،  و قد بثت عودة بن عطية الثقة في مدافعي المنتخب المغربي و أعادت التوازن إلى هذا الخط الذي اعتراه الكثير من الخلل في الآونة الأخيرة، كما نسجل  أيضا انسجاما و تفاهما واضحا بين الثلاثي بن عطية – داكوسطا و عدوة الذي بدا أكثرة لحمة من ذي قبل و هو العامل الذي يشكل عنصر ارتياح لدى الناخب الوطني خاصة و انه كان مصدر قلق و نقطة ضعف بالنسبة للمنتخب الوطني، كما عرفت المباراة الثانية تألق المدافع الآخر أشرف لزعر الذي حرث الرواق الأيسر.

أما على مستوى خط الوسط، و الذي يضم لاعبين يتميزون بالسرعة على غرار مبارك بوصوفة و القادوري  بالإضافة إلى نبيل درار و نور الدين أمرابط على مستوى الأطراف، فقد أضفوا حركية و ديناميكية على أداء الأسود كما أنهم كانو وراء كل المحاولات الخطيرة و الأهداف المسجلة، هذا ناهيك عن الانسجام الواضع الذي طبع أدائهم خلال اللقاءين و قد انعكس ذلك جليا في الهدف الرابع  من اللقاء الأول الذي جاء نتيجة  لجملة تكتيكيا جميلة بدأها مبارك بوصوفها، صنعها القادوري و أمرابط و أنهاها عبد الرزاق حمد الله.

و على مستوى الخط الأمامي برز بشكل لافت في المباراة الأولى المهاجم السابق لاولمبيك آسف و الهداف الحالي لغوانزهو الصيني عبد الرزاق حمد الله، الذي أرسل إشارات واضحة مفادها انه قادم بقوة و عازم كل العزم على نيل الرسمية رفقة المنتخب، و منافسة مهاجم غرناطة الاسباني يوسف العربي الذي يمر من فترة صعبة رفقة فريقه الاسباني و المنتخب الوطني أيضا، و قد تمكن حمد الله من تسجيل هايتريك في اللقاء الأول و اظهر إمكانيات و حس تهديفي كبيرين، لكنه فقد الكثير من نجاعته في المباراة الثانية بعد إضاعته لسيل من الفرص.

 

صراع مع الزمن

يبدو إذن أن الناخب الوطني بادو الزاكي يخوض  صراعا مع الزمن من أجل تشكيل منتخب قوي قادر على مقارعة كبار المنتخبات الإفريقية، و تحقيق نتائج إيجابية في "الكان" المقبل الذي من المنتظر أن تحتضنه بلادنا منتصف يناير المقبل، و قد وضع بادو الزاكي من خلال تصريحاته السابقة نيل اللقب نصب عينيه، علما ان الجامعة الملكية لكرة القدم وضعت سقف المباراة النهائية فقط كحد أقصى للمنتخب المغربي، و هو التحدي الذي و إن لن يكون مستحيلا إلا انه يبقى صعب المنال نظرا لقوة الخصوم التي من الممكن ان يلاقيها المنتخب المغربي، و التي استعدت منذ زمن طويل على غرار غانا و نيجيريا و الكوت ديفوار و الجزائر و السينغال و غيرها من المنتخبات الافريقية العريقة و القوية التي ستكون حاضرة بنسبة كبيرة في هذا العرس القاري الكبير.

و أمام هذه التحديات، و من خلال اللقاءين الماضيين يظهر أن "أسود الأطلس" عازمون على مقارعة الزمن من أجل تحقيق اللحمة و الانسجام بين مختلف خطوط المنتخب المغربي، فرغم أنها لقاءات ودية أمام منتخبات متواضعة، لعبت العناصر الوطنية بجدية و حماس كبيرين، كما أنها باتت أكثر نجاعة هجومية بعد تسجيلها لسبعة أهداف في لقاءين دون نسيان الحصانة الدفاعية التي أصبحت منيعة ضد الأهداف إذ لم تستقبل شباك المنتخب أي هدف.

و حتى لا ننام في العسل و نكرر الأخطاء التي ارتكبناها في الآونة الأخيرة خاصة في عهد المدرب البلجيكي ايريك غيريتس، عندما كان يتألق في المباريات الودية و يعزف على وتر الخيبات في اللقاءات الرسمية، فإن هذه المباريات الودية التي حاضها المنتخب و حتى المباريات الودية اللاحقة لا تعكس بشكل جلي الوجه الحقيقي للمنتخب نظرا لتواضع الخصوم واعتبارهم كمنتخبات الدرجة الثالثة في القارة السمراء.

و في حال تأجيل "الكان" بسبب الإيبولا، فإن الوقت مازال أمام منتخب بادو الزاكي من أجل تعزيز الانسجام و تدارك الهفوات و اصلاح العيوب التي مازالت تعتري المنتخب خاصة في خط الدفاع، كما أن ن أمنتالفرصة سانحة ايضا لمجابهات منتخبات إفريقية و عالمية قوية ستكون كفيلة لأن تظهر وجهنا الحقيقي على مرآة كرة القدم العالمية، و في حال عدم التأجيل فبادو الزاكي أكد في تصريحاته قبيل اللقاء الماضي أن المنتخب سيكون في كل الأحوال جاهزا للحدث القاري.

 

نجاعة محلية

رغم أن اللقاء الأول لم يشهد سوى مشاركة لاعبين فقط من البطولة الوطنية كأساسيين، و اللقاء الثاني لم يعرف دخول أي لاعب محلي، إلا أن هذا الأخير أثبت مكانته و "نجاعته" في تشكيلة المنتخب، ففي لقاء كينيا شكل دخول المهدي قرناص   اللاعب السابق للقرش المسفيوي والمنتقل حديثا للدوري النرويجي في ربع ساعة الأخيرة الفارق بعد تسجيله للهدف الأول بمجهود فردي و بطريقة رائعة، بعد أن عجزت التشكيلة الأساسية من ترجمت الفرص إلى أهداف طيلة 70 دقيقة.

تألق المحلين تجسد أيضا عبر محسن ياجور الذي تمكن من ختم هجمة تكتيكية متقنة إلى هدف ثالث جميل و من تمريرة محكمة من لاعب الجيش الملكي  أيوب الخالقي الذي دخل بدوره في الجولة الثانية، و إلى جانب الخالقي و ياجور فقد عرفت المباراة أيضا دخول عبد الصمد شاكير عميد الجيش الملكي.

تألق لاعبي البطولة الوطنية في المباراة الأخيرة سيترك لامحالة وقعا جيدا لدى الناخب الوطني، كما أن مكانتهم في ال"كان" المقبل ستكون مهمة  إن لم نقل أساسية. 

عرض المحتوى حسب: