كرونو

لقطة لجماهير الوداد البيضاوي في الملعب الكبير بمراكش
لقطة لجماهير الوداد البيضاوي في الملعب الكبير بمراكش

لنرفع القبعة للفن الأحمر في الملاعب‎

عادل الداودي - البطولة (a.eddaoudi@elbotola.com)

تركت مجزرة بورسعيد 2012 صدى وفكرة سيئة عن كرة القدم المصرية، وهكذا تفعل بعض الجماهير من المناطق المغربية في ترك صورة سيئة عنها لأنها تعتقد أن الشغب الجماعي سيحميها ويُعلي من قيمتها في الملاعب، غير أن جمهور على سبيل المثال في مباراة المراكشي فسّر للجميع ما معنى "التشجيع الحضاري" و"أفضل جمهور".

 

ليس هناك جدل حول الصورة الرائعة التي قدّمها "إلترا الوينرز" وباقي الفصائل التي تشجع نادي القلعة الحمراء، فبهذا التشجيع الحضاري والمميز سيعود وداد الأمة لمعانقة الألقاب حتى ولو كان بأنصاف اللاعبين، فمن غير المعقول أبداً أن تستمر النتائج السلبية في حضور هذا "الفن الأحمر" في المدرجات والذي يُلهب العقول والأذواق قبل أي متعة على أرض الملعب.

 

أحببت هذا الجمهور، وأعتقد أن الكثير من المغاربة من متتبعي كرة القدم الوطنية سيُعجبون به، بل إن الكثير من المدن باختلاف تضاريسها وأناسها سيرحبون بهم دائماً وبلا مشاكل، فهم أبانوا عن رقيهم وأن هدفهم من ولوج الملعب هو الاستمتاع والتشجيع، وليس التخريب و"تهراس الضلوع "، لكن هذا قد يأتي من "غير وعي" و"الله يهدي" لتعود الأمور لنصابها.

 

في كل الأحوال، لم تكن العصا لتُصلح الأبناء عند عصيانهم وارتكابهم للأخطاء، بل الحل دائماً كان بتوعيتهم وإرشادهم، والطريق التي يجب أن تسلكها الجماهير في الملاعب الوطنية هي التشجيع الحضاري وعدم انتظار تعليمات أحد حتى تمر مباراة فريقهم في أجواء تُبهج الجميع وتسُرُّ أباءهم الذين تعذر عليهم الذهاب للملعب واكتفوا بالمشاهدة على التلفاز.

 

وما يجب أن يعرفه المُخرّبون المتخصّصون أن الملاعب لم ولن تكون أبداً جحراً للراغبين في ممارسة عنفهم على الأبرياء دون أي عقاب، والسلطات الأمنية تدرك جيداً أن فئة من المشجعين لا يهتمون أصلاً لكرة القدم وهدفهم واضح ويظهر جلياً من أول صراع أو تلاسن قد يحدث، ولعل الحجج التي قدّمت كأسباب للشغب أكبر دليل على أننا "نُعطي الحجة لمن لا حجة له."

 

عرض المحتوى حسب: