كرونو

ميسي ورونالدو
ميسي ورونالدو

الكلاسيكو و المغاربة .. قصة هوس !

عثمان رضى (البطولة)

تتجه  غدا أنظار الملايين من عشاق المستديرة عبر العالم ل "كلاسيكو الأرض" الذي سيجمع بين الغريمين  التقليديين و ، برسم الجولة التاسعة من البطولة الاسبانية (لاليغا)، و تستأثر قمة الكلاسيكو أيضا باهتمام الآلاف من المغاربة الذين باتوا ينقسمون إلى عشاق للملكي الأبيض و مهووسين بالفريق الكتلاني العتيد.

فغدا و على الساعة الخامسة مساء موعد لقاء الغريمين التقليديين، سيتوقف نبض جل الشوارع المغربية، و ستملأ المقاهي عن آخرها، و المحظوظ هو من حجز لنفسه مكانا قبل ساعات من انطلاق اللقاء،و سيتجه اهتمام العديد من عشاق الكرة إلى المستطيل الأخضر لملعب السانتياغو برنابيو، معقل الفريق الملكي و مسرح المباراة.

 

المقاهي ب"شبابيك مغلقة"..

جرت العادة أن يطلق وصف "الشبابيك المغلقة" على الملاعب التي تحتضن مباريات كبيرة و تستنفد تذاكرها قبل إجراء اللقاء، لكن في هذه الحالة وبما أن اللقاء سيجرى بملعب سانتياغو برنابيو بالعاصمة الاسبانية مدريد، فإن المهووسين بمشاهدة المباراة من المغرب سيتجمع غالبيتهم إلى مختلف مقاهي المملكة، بغية متابعة اللقاء و التشجيع الجماعي للفريق المفضل.

و في الوقت الذي كانت المقاهي المغربية تستقبل المشجعين من كلا الطرافين، فيجتمع محبي الريال و البرصا في مكان واحد، فيتبادلون الشعارات و التشجيعات، طفت على السطح في الآونة الأخيرة ظاهرة المقاهي "الخاصة" أو تلك المخصصة فقط لجماهير ريال مدريد أو برشلونة.

والظاهر أن الدافع وراء بروز هذا النوع من المقاهي، هو العدد الهائل من الرواد الذين تستقبلهم في كل لقاء من لقاءات الفريقين، و كذا إلى رغبة أرباب هذا النوع من المقاهي في جلب اكبر عدد من الزبناء العاشقون للريال أو البارصا، دون أن نغفل  بعض السلوكيات التي بدأت تبرز في الآونة الأخيرة، كالملاسنات والصراعات و المناوشات التي تقع بين الفينة و الأخرى بين محبي الفريقين.

أما الغريب في الأمر هو كون هذه المقاهي تملأ عن آخرها ساعات قبل انطلاقة اللقاء، فالمحظوظ سيحجز لنفسه مكانا قبل اللقاء بكثير، أما من تأخر لدقائق، فليس أمامه سوى مشاهدة اللقاء واقفا أو خوض رحلة الألف ميل من أجل إيجاد مقهى آخر قد يجود عليه بكرسي يجلس عليه او لا يجود.

 

لأهل الشمال قصص أخرى...

و إن باتت "ظاهرة الكلاسيكو" مستشرية في جميع نواحي و مدن و قرى المغرب، إلا أن لأهل شمال البلاد قصص أخرى مع عملاقي الكرة الاسبانية ريال مدريد و برشلونة و خاصة مع الكلاسيكو الذي يجلب اهتمام جميع عشاق كرة القدم بمدن الشمال، فخلال 90 دقيقة من اللقاء تتوقف نبضات قلب المدينة و تتسمر الأوجه و الجفون على شاشات التلفاز، و تشل الشوارع و الممرات و تملأ المقاهي و البيوت، أما الحدث ليس إلا كلاسيكو اسبانيا.

أما سبب هذا الاهتمام الكبير بالكرة الاسبانية عموما و بالكلاسيكو خصوصا فهو راجع لطبيعة المنطقة و سكانها، فكما هو معلوم لا يفصل بين مدن الشمال و اسبانية سوى كيلومترات قليلة، فإسبانيا قريبة جدا من مدن شمال المغرب، و لا يتجسد هذا القرب فقط من خلال المسافة بل كذلك من خلال القرب اللغوي و التاريخي، فاللغة الثانية لأهل الشمال هي اللغة الاسبانية، أما تاريخيا فسبق لإسبانيا أن استعمرت لسنوات عديدة شمال المغرب.

بل أكثر من ذلك فإن لشمال المغرب و اسبانيا علاقات و أواصر كروية ضاربة في القدم و تعود إلى عهد الاستعمار تجسدت بالخصوص في تمثيل العديد من اللاعبين الأسبان للفرق الشمالية إبان الاستعمار الاسباني، و في مشاركة أندية مغربية كالمغرب التطواني أو (أتليتيكو تطوان) في البطولة الاسبانية في وقت من الأوقات.

أما على المستوى الجمعوي، فتتموقع في هذه المنطقة العديد من الجمعيات المحبة و المساندة  للفريقين الاسبانيين، و التي لا تنفك على التعبير عن حبها و عشقها اللامتناهي للريال و البرصا.

 

الليغا أهم من البطولة !!

أمام هذا الإقبال الكبير للمغاربة على الليغا و مباريات الريال و البارصا و خاصة لقاء الكلاسيكو، يلاحظ العزوف المتزايد لعشاق الكرة بالمغرب على متابعة مباريات البطولة الوطنية إلا في ما ندر من المسابقات، و السبب كما يبدو هو المتعة الكبيرة التي تقدمها مباريات الريال و البارصا في الدوري الاسباني، في مقابل تواضع مردود البطولة الوطنية و اللاعبين المغاربة، بالإضافة إلى النجوم اللامعة و الأسماء الكبيرة التي يضمها الفريقين على غرار أحسن لاعبين في العالم كريستيانو رونالدو و ليونيل ميسي.

بل أكثر من ذلك بات مسئولو البرمجة لمباريات البطولة الوطنية يأخذون بعين الاعتبار لقاءات ريال مدريد و برشلونة في برمجتهم لمباريات البطولة، من  أجل إقبال جماهيري و متابعة تلفزية جيدا، و هو بالضبط ما حدث قبل أيام  عندا تقدم فريق مغربي كبير كالوداد البيضاوي بطلب تأجيل لقاءه أمام شباب الريف الحسيمي و الذي يتزامن مع موعد لقاء الغد في "الكلاسيكو" حتى لا تتضرر خزينة الفريق من عزوف جماهيرها الغفيرة على مدرجات اللقاء، و هو الطلب الذي قوبل بالرفض من قبل الجامعة ليس من  أجل حفظ ماء وجه الكرة المغربية و قيمتها، بل ببساطة بسبب التزاماتها مع القنوات الناقلة.

و هو ما حدا بمجموعة من أنصار الفريق الأحمر إلى الدعوة عبر مختلف الصفحات في مواقع التوصل الاجتماعي و عبر جميع الوسائل، من رسائل مشجعة و أشرطة مصورة  من اجل الإقبال الكبير على اللقاء، و الذهاب لمركب محمد الخامس عوض التوجه إلى أقرب مقهى من مقاهي الدار البيضاء.

 

الفايسبوك "ملتهب"...

لا يقتصر المغاربة في نقاشاتهم و جدالاتهم حول لقاء الكلاسيكو على المقاهي و الشوارع و الأماكن العمومية فقط ، بل تتسرب كذلك إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي تلتهب في الساعات الأخيرة بتعليقات و منشورات و نقاشات رواد مواقع التواصل الاجتماعي من محبي كلا الفريقين.

ففي هذه الفترة قبيل ساعات قليلة من الكلاسيكو، تكثر الأرقام و الإحصائيات المرتبطة باللقاء، و كل فريق يؤيد فرضية انتصار فريقه باعتماده على الأرقام التي تعكس قوة فريقه و نجومه، كما تنتشر بقوة صور نجوم الفريقين خاصة صور الدون كريسيانو رونالدو و البرغوت الأرجنتيني ليونيل ميسي، ملهم عشاق البارصا و صانع أحلامهم في لقاءات " الكلاسيكو" الأخيرة.

أما في الصفحات الفيسبوكية الخاصة بكرة القدم، أو المتخصصة في الليغا، فتكثر التعليقات و النقاشات، و التي قد لا تخلو في أحيان كثيرة من مجموعة من المناوشات و الملاسنات ، دون أن نغفل الإبداعات الفيسبوكية و الصور الممجدة لفريق من الفريقين أو الساخرة أيضا.

عرض المحتوى حسب: