كرونو

جماهير الرجاء البيضاوي
جماهير الرجاء البيضاوي

تاريخ الكرة المغربية (3): الرجاء..فخر المغرب

بقلم | محمود علي

 

لم يكن الرجاء البيضاوي كسائر الأندية المغربية منذ بداية نشأته، فقد كان مختلفاً في ميلاده، في تاريخه وفي مسيرته، وحتى في ألقابه وإنجازاته.

 

فالنادي الذي وُلد كروياً عام 1949 أُسس بشكل مختلف تماماً عن أي نادٍ آخر، إذ أن القرعة بدايةً هي التي اختارت اسمه ليكون رجاءً، والرجاء في اللغة العربية هي الكلمة الأكثر تهذيباً لعرض طلب ما.

 

فبعد أن لجأ مؤسسو النادي الذين اعتادوا الاجتماع في حي درب السلطان الشعبي الشهير في مدينة الدار البيضاء  إلى السيد حجي بن عبادجي ذو الأصول الجزائرية والذي كان يحمل الجنسية الفرنسية لتولي رئاسة النادي، من أجل التحايل على القانون الفرنسي آنذاك، الذي كان يشترط ضرورة إسناد رئاسة أي نادٍ لشخص فرنسي، قرروا اللجوء إلى القرعة للاحتكام إلى اسم النادي، خاصةً بعد أن انقسموا إلى فئتين، فئة تميل إلى اسم الفتح وفئة آخرى تميل إلى اسم الرجاء.

 

والغريب في الأمر أن القرعة التي أُجريت لثلاث مرات، اختارت اسم الرجاء في المرات الثلاث، وكأنها كانت ترى فيه القيمة التي نستشعرها الآن عندما نذكر اسم الرجاء من بين كبار الفرق العربية والأفريقية.

 

التأثر بكيان الدولة

ولأن الرجاء وُلد شعبياً من رحم المغرب كشعب، وكأحياء تُمثل كيان الدولة الحقيقي، فقد كان اختيار لون قميصه وشعار النادي، لابد أن يكون متلاحماً مع الدولة.

 

وبالفعل، استقر مؤسسوه على اللون الأخضر ليكون لون قميص الفريق، وهو لون مستوحى من لون العلم المغربي الذي يتكون من اللونين الأحمر والأخضر، وكان هذا اللون بالنسبة لهم هو الخيار الإجباري، بعد أن اختار الوداديون اللون الأحمر سابقاً.

 

ولمّا أحبوا اختيار رمز فريقهم، اختاروا النسر، ولم يكن ذلك الاختيار هباءً، فقد كان يرمز إلى المعاناة التي عاشتها المغرب تحت وطأة الاستمعار، والنسر يعني الشموخ، وهو ما أرادوه من وراء ذلك الاختيار، كانوا يريدون التفاخر بشموخ بلادهم وصمودها في وجه المحتلين، وهي الصفات التي يتميز بها النسر، الذي لا يخشى المواجهة ولا يكل من الصمود.

 

قيادته لبلاده إلى العالمية

لا يوجد أي رابط بين ما سبق ذكره وبين عالمية الرجاء التي سنتحدث عنها في قادم السطور، ولكن ما قد يُمكننا تخيله، هو أن القدر وحده قرر أن يجعلهم مفخرة المغرب، التي طالما أرادوا الافتخار بصمودها، عندما عبروا عن ذلك في ألوان قمصانهم وشعار ناديهم.

 

فبالرغم من أن خزائن الفريق تضم العديد من الألقاب المحلية والأفريقية، إلا أن القدر جعله يدخل التاريخ من الباب الواسع ومن البوابة التي لا يدخل منها إلا الكبار، وذلك عندما أصبح أول فريق مغربي وأفريقي يُشارك في كأس العالم للأندية نسخة عام 2000 والتي حقق فيها المركز السابع.

 

ولم يكتف بذلك فقط، بل أنه وبعد 13 عاماً قرر مقاسمة مازيمبي الكونغولي في رقم قياسي جديد، عندما بلغ في نسخة عام 2013 لكأس العالم للأندية الدور النهائي قبل أن ينهزم أمام بطل أوروبا بايرن ميونيخ الألماني بهدفين للاشيء، ليُصبح ثاني فريق أفريقي بعد مازيمبي يُحقق هذا الإنجاز، الذي قد تُولد أجيال وترحل أجيال دون أن تراه مكرراً على المستويين العربي والأفريقي.

 

لمتابعة الحلقة السابقة من هنا

عرض المحتوى حسب: