كرونو

الرجاء الرياضي
الرجاء الرياضي

أغادير...لعنة تطارد الرجاء ؟!

عثمان رضى (البطولة)

بعد إغلاق المركب الكبير للدار البيضاء من أجل الصيانة، نزل فريق ضيفا على عاصمة سوس بأغادير، هناك أين سيستقبل الفريق مباراته القادمة أمام فريق أولمبيك خريبكة في الدورة السابعة من البطولة الوطنية، ، و سيلعب الفريق الأخضر بمركب "أدرار" الكبير الذي كان شاهدا على أحد أثقل الهزائم التي تلقاها الفريق في تاريخه بعد هزيمته الأسبوع الماضي على يد فريق حسنية اغادير بخمسة أهداف لثلاثة.

 

 و في أغادير أيضا بصم الفريق الأخضر على حضور متميز في كاس العالم للأندية الأخيرة بعد فوزه في اللقاء الأول من هذه المنافسة على أوكلاند سيتي النيوزيلندي و في اللقاء الثاني على مونتيري المكسيكي في لقاءين تاريخيين خفقت معهما قلوب كل المغاربة.

 

و الغريب في الأمر أن مدينة أكادير و خلال العديد من المحطات التي مر منها الفريق غالبا ما كانت فأل خير و شر للفريق الأخضر، فعندما يحط الفريق الرحال بهذه المدينة يضع محبو الفريق أيديهم على قلوبهم توجسا من أي "لعنة" جديدة قد تلحق بالفريق و خوفا من أزمات جديدا قد تعصف باستقراره كما حدث في الكثير من المناسبات.

 

زلزال أغادير الذي يضرب الرجاء...

قبل أيام قليلة تلقى فريق الرجاء البيضاوي ثاني هزيمة له هذا الموسم على يد فريق غزالة سوس حسنية أغادير و بحصة عريضة لم يكن ليوقعها اشد المتشائمين من محبي النسر الأخضر بعد أن تلقت شباك خالد العسكري خمسة أهداف كاملة، و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تلا اللقاء مجموعة من التصدعات و المناوشات التي لحقت الفريق بعد اللقاء.

 

أول الضحايا من لقاء أغادير كان المستشار الذائع الصيت و المعروف في الأوساط الرجاوية رشيد البوصيري، الذي قرر الفريق أخيرا إقالته من منصبه و أعلن رسميا خروجه من القلعة الخضراء من أصغر الأبواب بعد  أن دخلها كبيرا، و ضربت "لعنة أكادير" البوصيري بعد أن طالته انتقادات كثيرة في الآونة الأخيرة.

 

و لم تتوقف لعنة أغادير عند هذا الحد، و لم تمس فقط الجهاز الإداري للفريق بل امتد أيضا للاعبي الفريق و كان الضحية هذه المرة المدافع الرجاوي و ابن مدرسة الفريق إسماعيل بلمعلم الذي غادر إقامة الرجاء أمس بعد الضغوطات الكبيرة و الانتقادات اللاذعة التي تلقاها من الجماهير و مسئولي الفريق بعد أدائه المتواضع في الآونة الأخيرة، ليقترب بلمعلم من مغادرة الفريق بدوره في الانتقالات الشتوية المقبلة.

 

و قبل حوالي ثلاث سنوات، في عهد الرئيس السابق عبد السلام حنات، خاض الفريق الأخضر معسكرا إعداديا بعاصمة سوس، و لم ينته في أحسن الأحوال، عندما حدثت مجموعة من الانفلاتات في جسم الفريق و غادر المعسكر حينها كل من محسن متولي و بوشعيب المباركي، قبل أن يلحق بهما مدرب الفريق محمد فاخر، و هو الحدث الذي زعزع البيت الرجاوي و أخل بتوازن الفريق ذلك الموسم، ليبصم على موسم سيء احتل فيه المركز الرابع.

 

بالإضافة إلى ذلك فإن ملاعب أغادير تعد أصعب الملاعب التي يلعب فيها فريق الرجاء، سواء في ملعب الانبعاث أو في ملعب أدرار، الرجاء البيضاوي اعتاد في الآونة الأخيرة أن يعاني الأمرين في ميدان حسنية أغادير و كثيرة هي المناسبات التي ينهزم فيها هناك رغم مروره من أحسن أوقاته.

 

في أغادير ذكريات جميلة أيضا

كان تخوف عشاق الفريق الأخضر من لعب فريقها بأغادير إبان كاس العالم للأندية أن تلاحق "لعنة أغادير" الفريق من جديد، لكن لحسن الحظ شكلت مدينة أغادير هذه المرة مصدر سعادة للفريق الأخضر، كيف لا و الرجاء استطاع أن يفوز في أولى لقاءاته في البطولة العالمية، كما أن الحظ  -و على غير عادته- كان في جانب الفريق خاصة في اللقاء الثاني أمام مونتيري المكسيكي، و الذي حسمه الرجاء في الأشواط الإضافية بهدفين لهدف.

 

و على غير العادة في الآونة الأخيرة كان مرور الرجاء البيضاوي من مدينة أغادير، مدونا بمداد من ذهب في سجل الفريق الأخضر، و ستتذكر الجماهير المحبة  مدينة أغادير في دجنبر 2013 و الابتسامة تعلوا محياهم، و الحنين يعود بهم للحظات جميلة صنعتها أقدام لاعبي الرجاء البيضاوي، و خفقت معها قلوب الملايين من المغاربة.

 

علاقة الرجاء بهذه المدينة لا تقتصر فقط على المباريات التي خاضها الفريق و الذكريات الجميلة و السيئة التي لازمته في هذه المدية الجميلة، بل ترتبط أيضا بمجموعة من الأعلام و الشخصيات الرياضية البارزة التي صنعت تاريخ و مجد الرجاء البيضاوي، فيكفي أن نذكر الأب الروحي لقطبي الدار البيضاء و مؤسس الرجاء البيضاء "الأب جيكو" الذي ينحدر من سوس العالمة و بالضبط من مدينة تارودانت، و الذي يرجع  له كل الفضل في إشعاع كرة القدم في الدار البيضاء و في خلق احد أقوى و اشهر الأندية المغربية و هما الرجاء البيضاوي و الوداد البيضاوي.

عرض المحتوى حسب: