بقلم | محمود علي
عرفت مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم عبر تاريخها العديد من الأرقام القياسية والإحصاءات المختلفة والأمور المدهشة، لكن الأمر الذي سيبقى راسخاً في أذهان الإسبان والعرب وحتى العالم، هو أن فريقاً عربياً وأفريقياً اقتحم تلك المسابقة العريقة في يوم ما واستطاع أن يناطح كبارها، الذين هم أيضاً كبار العالم بالوقت الحالي، وهو المغرب أتليتكو تطوان.
المغرب التطواني في سابقة لم تحدث من قبل ولن تحدث فيما بعد، نجح في المشاركة في الليغا الإسبانية عام 1950 ووصل إلى أبعد من ذلك، عندما بلغ ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، بعد عام واحد من صعوده لبطولة الأضواء والشهرة، ولكن كيف ذلك؟
في عام 1922 تأسس نادي المغرب أتليتكو تطوان مدمجاً من ناديي كلوب دي فوتبول تطوان وكلوب إسبانو ماروكي، ليُصبح الممثل الأشهر لمدينة تطوان، ولمّا كانت المدينة والبلاد ككل تحت السيطرة الإسبانية، اضطر الفريق إلى المشاركة في مسابقات الدوري الأدنى في إسبانيا.
وبالفعل شارك الفريق في تلك المسابقات إلى أن تدرج ليصل إلى دوري الدرجة الثانية الإسبانية ومنه إلى الأولى في سابقة غير معتادة حتى على الإسبانيين أنفسهم.
وصعد الماط إلى الليغا الإسبانية موسم 1950-1951، المسابقة التي انطلقت عام 1929 أي بعد سبعة أعوام كاملة من تأسيس المغرب التطواني، ليشارك فيها جنباً إلى جنب مع أعظم فرق العالم على غرار ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد.
ولم يكتف الفريق بذلك فقط، بل أنه نجح في عام 1951 في الوصول إلى ربع نهائي كأس ملك إسبانيا في إنجاز كبير، قبل أن يصطدم بالعملاق برشلونة، الذي أوقف مسيرته قبل أن يتوج بعد ذلك بطلاً للكأس.
انطلق من العالمية وعاد إليها
ولأنه استغرق كثيراً من الوقت في التواجد في بطولات إسبانيا التي حفر تاريخاً فيها لن يندثر أبداً، غابت عن خزائنه البطولات الوطنية حتى بعد عودته للمشاركة فيها، وذلك بسبب التهميش وقلة الدعم.
لكن ذلك لم يمنعه من وضع اسمه في سجل شرف الفائزين ببطولة الدوري المغربي لمرتين في موسمي 2011-2012 و2013-2014.
وسبحان الله، كان خروجه إلى النور من الليغا مع الريال والبارسا وسيكون كذلك ظهوره للعالم في أحدث البطولات التي سيشارك فيها أيضاً مع ريال مدريد أحد أهم أقطاب كرة القدم الإسبانية، وذلك في واحدة من أهم البطولات العالمية، كأس العالم للأندية التي ستقام في البلاد بعد أقل من شهرين، ليعود من جديد إلى العالمية ووسط الكبار كما كانت انطلاقته الحقيقية.
لمتابعة الحلقة السابقة (من هنا)
