كرونو

وليد الركراكي
وليد الركراكي

وليد الركراكي على خطى غوارديولا يمشي..

عثمان رضى (البطولة)

 

بعد أن أفل نجم العديد من المدرين هذا الموسم بالبطولة الوطنية، إثر تدبدب نتائج فرقهم سواء في البطولة الوطنية أو في منافسات ، خرج المدرب المغربي الشاب  و اللاعب الدولي السابق عن  هذه القاعدة و خطف الأضواء من الجميع  رفقة كما فرض نفسه بكل قوة ليكون مدرب عام 2014 بامتياز.

 

لم يكن يدري وليد الركراكي و هو يشرف على دكة بدلاء الفريق الرباطي خلفا للطيب ذكره جمال السلامي، أنه سينال هذا القدر من الإعجاب في هذه الفترة  الزمنية الوجيزة جدا، و ستتجه صوبه كل الأنظار رغم حداثة عهده بمهنة التدريب و خوضه للتجربة الأولى في الكرة المغربية، بل أكثر من ذلك سيتمكن وليد من الفوز بأول لقب له في مسيرته التدريبية الحديثة مع فريق الفتح الرباطي عدنما نال يوم أمس كأس العرش على حساب النهضة البركانية مخالفا بذلك كل التوقعات.

 

و يبدو أن الإطار الوطني الشاب قد دون اسمه من ذهب في سجل المدربين المغاربة و الأجانب الذين كان لهم شرف قيادة فرقهم لرفع الكأس الفضية، لكن وليد الكراكي الذي خبر الكرة الفرنسية و الاسبانية كلاعب، يعتبر أصغر المدربين الذين نالو هذا اللقب التاريخي العريق و أحدثهم تجربة.

 

و رغم القيام بالنبش في تاريخ المتوجين بالمسابقة و في تاريخ المدربين الذين حملوا اللقب، فمن الصعب جدا أن تجد مدربا حقق ما أنجزه الركراكي في سنته الأولى في مشواره التدريبي بل في شهوره الأولى مع فريق قوي لكنه ليس بتاريخ و حجم أندية قوية أخرى كالرجاء و الوداد و الجيش، و لا يتوفر فريقه على نجوم كبار، بل استطاع في فترة وجيزة أن يجمع شمل الفريق و أن يخلق الانسجام بين مختلف الخطوط و يلعب بطريقة جماعية ساهمت بشكل كبير في الوصول إلى ما وصل إليه.

 

و يبدو أن قدوة الركراكي في مشواره التدريبي هو المدرب الاسباني الداهية و أحسن مدرب في العالم، الربان السابق لبرشلونة و المدرب الحالي لبايرن ميونخ الألماني، فغوارديولا أيضا و خلال تحوله من لاعب لكرة القدم إلى مدرب تمكن بدوره من تحقيق أول لقب له مع البارسا في أول موسم له مع الفريق، ليحقق بعد ذلك العديد من الألقاب الخيالية و الانجازات الباهرة التي سحرت العالم وألهمت الملايين من عشاق المستديرة.

 

بيب غوارديولا تمكن في وقت سابق مع فريق برشلونة من نيل 6 ألقاب في موسم واحد مباشرة بعد لقبه الأول في موسمه الأول مع الفريق،و رغم اختلاف الظروف و قوة المنافسات و قيمتها، فالأكيد أن وليد الركراركي سيحاول بدوره تحقيق ألقاب أخرى مع الفتح،سيكون أولها لقب البطولة الوطنية ثم السعي بعد ذلك إلى تحقيق ألقاب أكبر، خاصة و أن الفريق ينعم في استقرار إداري و مادي و تقني قل نظيره في الساحة الرياضية المغربية.

 

و الأكيد أيضا أن حداثة سن وليد، و طموحه الكبير سيزيد من نهمه نحو تحقيق الألقاب و الانجازات، إن مع الفتح الرياضي أو مع أندية مغربية و أجنبية أخرى، و مع موهبته الحالية و اختمار تجربته المستقبلية سيضع اسمه لا محالة ضمن خانة المدربين الكبار ليس فقط على المستوى الوطني و المحلي بل على الصعيد العالمي أيضا، و لا شك أن التجربة التي خاضها  الرجل مع رشيد الطاوسي  كمدرب مساعد للمنتخب الوطني المغربي ساعدته كثيرا و جعلته يستوعب الدروس و يغوص في خبايا هذه المهنة الصعبة و هو ما انعكس على شخصيته و أداءه أيضا.

 
 
 

عرض المحتوى حسب: