كرونو

عيسى حياتو
عيسى حياتو

هكذا بعثرت غينيا أوراق "الكاف"

عثمان رضى (البطولة)

يبدو أن جدل ك لم ينته بعد و من الصعب جدا أن ينتهي مع انطلاق المنافسة و حتى بعد  نهايتها، و السبب طبعا هو وباء ايبولى الفتاك الذي دفع إلى طلب تأجيل هذا الحدث حتى لا تتسرب حالات مصابة إلى مواطنيه، مع احتمال مشاركة منتخبات افريقية معروفة بتفشي هذا الوباء في جسد عدد غير يسير من مواطنيها، على غرار و السرياليون و  و غيرها من البلدان الإفريقية التي سجلت حالات مصابة بهذا الوباء الخطير.

 

و في بيان رده و رفضه للقرار المغربي المطالب بالتأجيل، حاول الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن يهون من مخاوف المغاربة، أو ربما ليدحض كل الحجج التي قدمها، و جاء في بيانه أيضا، أن كل الدول التي تعرف تفشيا لهذا الوباء الفتاك إما أقصيت من الأدوار التمهيدية او من الصعب جدا أن تتأهل للنهائيات في إشارة إلى منتخب غينيا بيساو الذي كان يجري لقاءاته بمدينة الدار البيضاء بالإضافة إلى منتخب مالي الذي سجل في بلده أيضا عدد من الحالات المصابة.

 

و لأن الكرة "غدارة" و لا تعترف بالتكهنات، تأهلت مالي بعد فوزها على المنتخب الجزائري و تأهلت أيضا غينيا معقل هذا الوباء الخطير و أقصيت نيجيريا و مصر عملاقا الكرة الإفريقية، ووضع الاتحاد الإفريقي للعبة و جمهورية غينيا الاستوائية في شخص رئيسها  في موقف متأزم، هذا الأخير فتح أبواب بلاده لهذه التظاهرة "الموقوتة" بوباء الابولى، و فتح فاهه لإغراءات عيسى حياتو و "رباعتو" دون أن يضرب ألف حساب لعواقب هذا القرار الارتجالي.

 

و يبدو أن تفكير غينيا الاستوائية في العواقب المحتملة جاء متأخرا نوعا ما ، فقد أعلنت مؤخرا عن تقدمها بطلب جلب أكثر من 50 طبيبا من كوبا من أجل مراقبة القادمين من مختلف الدول الإفريقية و المحتمل إصابتهم بهذا الداء، وما يمكن أن نفهمه من هذا الإجراء هو أن غينيا الاستوائية و معها "كاف" عيسى حياتو أقرا و لو ضمنيا بمخاوف المغرب من هذا الوباء وبالأخطار المحتملة لمثل هاته التجمعات و في مثل هذه الظروف على صحة المواطنين الأفارقة.

 

و إذا كانت غينيا الاستوائية قد أقدمت على أولى الخطوات الوقائية من هذا الداء، و قامت بأول الإجراءات، فإن الأنظار الآن تتجه إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم و ردة فعله المحتملة من تأهل كل من مالي و غينيا، الذي لم يكمن يتوقع أن يتأهلا لهذا الحدث الكروي القاري، أما أولى الاجتهادات فترجح إمكانية منع الجماهير الغينية و المالية من مرافقة منتخبها.

 

 و إن حقا أقدم الاتحاد على هذا الإجراء فإنه يعتبر لا محالة مسمارا جديدا قد دق في نعش كاس إفريقيا للأمم 2015 و التي فقدت الكثير من بريقها و توهجها، أما في حالة سماحها للمواطنين الغينيين بالتنقل لغينيا الاستوائية و تشجيع منتخبها، فمن المرجح أن يمتنع العديد من النجوم عن المشاركة في هذه الدورة أو ربما ستجد العديد من الأندية  الأروبية مبررا لمنع نجومها من المشاركة و الإلتحاق بمنتخباتهم و هذه هي الفضيحة الكبرى التي ستفقد الكأس الإفريقية طعمها الذي ألفناه في الدورات السابقة.

 

في المقابل ارتفعت في الآونة الأخيرة مجموعة من الأصوات التي حيت الموقف المغربي و قدرت اقتراحاته و أهدافه، فعندما زار صحافي جزائري رئيس الاتحاد المالي لكرة القدم و سأله عن رأيه في القرار المغربي الأخير، كان رده مثلجا للصدور عندما قال أنه و انطلاقا من عقيدته كمسلم فلا يمكن إلا أن يقدر و يحي الموقف المغربي لأنه في نهاية المطاف لا يطمح سوى إلى حماية الإنسان الإفريقي من هذا الوباء اللعين.

 

 أما الرئيس الغيني ألفا كوندي فقد أكد اليوم على هامش القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش أمام عدد من كبار الشخصيات العالمية يتقدمهم نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ، أكد ان المغرب وقف إلى جانب غينيا في احلك أيامها و قدم لها دعما كبيرا من أجل مواجهة الصعوبات التي تواجهها و كذا التصدي لهذا الوباء الفتاك ،علما أن المغرب فتح أبوابه للمنتخب الغيني من أجل إجراء مبارياته الإقصائية بالدار البيضاء.

 

و الأكيد أن قيام غينيا الاستوائية و الكاف بكل هذه الإجراءات و تفشي الخوف من هذا الوباء بين الأوساط الكروية و الرياضية الإفريقية، يقوي المقترحات المغربية و الموقف المغربي أيضا، و يضع غينيا الاستوائية و صديقتها "الكاف" في مواجهة مباشرة مع وباء ايبولا، و يؤكد فرضية أن عيسى حياتو و "رباعتو" لا يهمه سوى ما يجنيه من هذه التظاهرة و لا يكترث لحال وصحة المواطنين الأفارقة الذين تكالبت عليهم الظروف و الطبيعة و سوء المعيشة و الأمراض و الأوبئة و الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

 
 

عرض المحتوى حسب: