بقلم | محمود علي

لطالما سمع الكاتب الإنجليزي، جورج جيبسون، عن مدينة "ميلانو" الإيطالية الشهيرة  مثلنا جميعاً، لكنه لم يُدرك قيمتها إلا عندما قرر الذهاب إليها وتشجيع الإنتر، الفريق الذي يُفضله ليس فقط عن غريمه ميلان في المدينة وإنما عن كل الفرق في إيطاليا.

الصحفي الشاب الذي تخرج من جامعة ليفربول والحائز على ماجستير في العلاقات الدولية، روى رحلته الآخيرة إلى مدينة ميلانو الإيطالية، ليكشف لنا عن الخبايا والكواليس التي ربما لا تظهر على العلن، وذلك في أحدث كتاباته.

يقول جيبسون: "سر ارتباطي بالإنتر رغم أني أشجع إيفرتون يعود إلى عمي، فعندما كان عمري 6 سنوات، اشترى لي عمي قميص الإنتر ولمست تقارباً بينه وبين قميص فريقي المفضل، وهو ما جعلني أميل إليه في إيطاليا عن ميلان أو يوفنتوس وروما.

وفي 19 أكتوبر الماضي من عام 2014 الحالي، آخيراً سنحت لي الفرصة لتجربة التشجيع من ملعب "سان سيرو" مباشرةً في رحلة مع أحد أصدقائي لمشاهدة مباراة بين إنتر ونابولي، وشملت رحلتنا تذاكر السفر، والإقامة، والرحلات الجوية، والطعام.

التذاكر

أول ما تحتاجه لدخول المباراة التذاكر، وأنا كنت قلقاً جداً بشأن ذلك، خوفاً من ألا نتمكن من تحقيق مرادنا بحضور المباراة أو لا نستطيع القيام بذلك، لكننا لجأنا إلى الموقع الرسمي للإنتر واشترينا التذاكر عبر البريد الإلكتروني ثم طبعناها بسهولة.

وكانت أسعار التذاكر تتراوح بين 25 و180 يورو، مع أن صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" الإيطالية ادعت آنذاك أن أسعار التذاكر ستصل إلى مبلغ 360 يورو.

لكن في النهاية حصلنا على تذكرتين كانت الواحدة فيهما مقابل 45 يورو نحو مقعد من مقاعد "سيكوندو روسو" أحد مقاعد الدرجة الثانية بالقرب من الكورفا "curva"، حيث كنا نرغب في معايشة أجواء الكورفا هناك.

الفندق
لتحقيق أكبر استفادة من الرحلة قررنا البقاء ثلاث ليال من يوم الجمعة إلى الإثنين، وتوجهنا صوب فندق من فئة الأربع نجوم في منطقة التسوق الشعبية في شارع "كورسو بيونس آيرس"، وبلغت تكلفته حوالي 160 يورو للفرد مقابل المبيت ثلاث ليال، مع وجبة إفطار والحصول على واي فاي "النت الهوائي".

كان الفندق يبعد عن محطة المترو "ليما" بدقيقتين، المترو بدوره يأخذك إلى رحلتين، الأولى صوب ساحة ديل دومو في مدة تتراوح بين 5 و 10 دقائق والثانية إلى سان سيرو في غضون حوالي 25 دقيقة.

ماذا ترى في ميلانو؟
ميلانو هي مدينة رائعة، وفي يومين فقط هناك يُمكنك أن تجد كل ما تحتاجه، فالكاتدرائية "كنيسة مسيحية"، تعد واحدة من أفضل الكاتدرائيات في أوروبا، في حين أن حديقة "باركو سيمبيون" لا تقل إثارة للإعجاب عنها، فهي مكان رائع للاسترخاء والهروب من ضجة المدينة.

الأجواء في ميلان تُشبه الأجواء في باريس، لكن دون الأماكن السياحية في تلك الآخيرة، فجاذبية ميلان تكمن في ثقافة القهوة الإيطالية، وبالفعل توجها نحو إحدى المقاهي والتقطنا بعض الصور هناك، وتناولنا القهوة ونحن نقرأ عدد صحيفة لاجازيتا لهذا اليوم.

الغذاء

كما توقعنا الطعام كان مذهلاً، المعكرونة أو البيتزا تكلفتها تتراوح بين 6 و 10 دولار بحسب المطعم، كما عثرنا على مطعم لشواء شرائح اللحم الإيطالي بالقرب من مترو "بورتا جنوفا"، كما كان متاحاً هناك وجبات من البرجر، لم أذق أفضل منها في حياتي.

الحانات
معظم الحانات هناك ليست كنظام الحانات في بريطانيا، ففي منطقة "كورسو كومو" قرب محطة "غاريبالدي" يوجد بعض من أشهر النوادي الليلية في المدينة، توجهنا نحو أحدهم، وجلسنا لمتابعة مباراة بين ساسولو ويوفنتوس..مشروب "البيرة" الإيطالية يكون مدرجاً لك وتُقدمه النادلة، هي لا تستطيع مساعدتك أكثر من ذلك، ولكنك تشعر وكأنك تعيش في حلم، وكل ذلك بما لا يقل عن مبلغ 6 يورو فقط.

وعن بداية الذهاب نحو "سان سيرو" لحضور المباراة نكمل لكم رواية جورج جيبسون لاحقاً..