كرونو

المغرب التطواني
المغرب التطواني

هل تتجاوز تطوان المحنة المحلية وتتألق في العالمية؟

عثمان رضى (البطولة)

غريب هو حال كرة القدم المغربية، و متقلب هو مزاج الأندية المغربية لكرة القدم، ففي فقط يتألق فريق في موسم معين و يبصم على أحسن لقاءاته و على أجود أدائه لكنه يعود بسرعة للتواضع، و يفي بوعده مع النتائج السلبية، فهل تتذكرون الموسم الماضي و ما كان يصنعه في البطولة الوطنية و بأندية البطولة؟ و هل تتذكرون تلك المجموع الشابة التي خلقت العجب و قهرت كبارة الأندية المغربية؟ و هل تتذكرون أيضا ذلك الأداء الفاتن الذي كان ينسج في ملعب سانية الرمل و في مختلف الملاعب الوطنية حتى صاروا يلقبونها بالتيكي تاكا المغربية؟ و هل تتذكرون ذلك المدرب الذي صنع المفاجئة بمجموعة شابة و بأسماء مغمورة ووثق في نفسه حتى سار يلقب جوزي مورينيو ب"الكامبو"؟

 

نعم إنه في الموسم الماضي، حامل لقب البطولة الوطنية و ممثل الكرة المغربية في أكبر تظاهرة رياضية للأندية على مستوى العالم، أكيد تتذكرونه و تسترجعون شريط ذكريات هذا الفريق الأنيق و تستغربون أيضا لحاله هذا الموسم و تطرحون أكثر من علامة استفهام حول الأداء الذي يقدمه هذا الموسم في منافسات البطولة الوطنية قبل المرور لكأس العالم للأندية حيث سيمثل الكرة المغربية للمرة الأولى في تاريخه و الثانية في تاريخ الأندية المغربية بعد فريق الرجاء البيضاوي في نسختين مختلفتين.

 

و الأكيد أن حال ووضعية الفريق التطواني لا يعني فقط عشاقه بمدينة تطوان الجميلة، بل هم فريق الحمامة الحمراء بات يتقاسمه كل المغاربة، و السبب واضح جدا هو تمثيله للكرة المغربية في كأس العالم للأندية، كما أن الآمال كلها معقودة على هذا الفريق لتكرار ما أنجزه الرجاء الموسم الماضي، لكن و أمام هذا الأداء الذي يقدمه الفريق لحد الآن في منافسات البطولة الوطنية تكثر المخاوف و تترسب الشكوك إلى نفوس و أذهان المغاربة، فهل هناك أزمة حقيقية في البيت التطواني؟؟ أم أن العثرات الأخيرة ليست إلا عثرة جواد زائلة ستنسينا فيها مشاركة تاريخية للفريق بالبطولة العالمية؟؟

 

سباق مع الزمن...و سوء النتائج..

لا تفصلنا عن سوى أيام قليلة، و يدخل الفريق التطواني رسميا في المنافسة العالمية إذ سيواجه في لقائه الأول ممثل أوقيانوسيا فريق أولكلاند سيتي النيوزيلاندي، وقبل أولى لقاءاته يبدو أن الفريق التطواني بقيادة المدرب عزيز العامري يسارع الزمن من أجبل تجهيز فريق قوي قادر على تحقيق نتيجة تشرف المدينة و الكرة المغربية كما فعل سلفه.

 

و يدخل الفريق التطواني أيضا في صراع مع سوء النتائج التي تلاحقه منذ دورات في البطولة الوطنية، كما أداء الفريق عرف تراجعا ملحوظا في المباريات الأخيرة عكس ما كان عليه الحال الموسم الماضي عندما كانت تطوان في أوج عطاءها، كما أن العديد من الأسماء المتألقة في الفريق أفل نجمها في المباريات الأخيرة، كلها عوامل أدت إلى تحقيق نتائج سلبية جدا في البطولة الوطنية، و يكفي أن نقول أن فريق الحمامة البيضاء لم يحصل سوى على نقطة يتيمة من أصل تسعة في آخر ثلاث لقاءات لتتضح لنا الصورة القاتمة التي يظهر بها الفريق لحد الآن.

 

و في الوقت الذي يعتبر البعض أن نتائج الفريق الحالية ليست إلا نتاجا للتغيرات التي طرأت على تشكيلة تطوان بعد أن غادرها بعض الأسماء و استقطب أسماء جديدة كمحسن ياجور و عبد الصمد عبد الرفيق و غيرها من الأسماء التي لم تستوعب بعد طريقة عمل عزيز العامري و لم تدخل بعد في منظومة لعب الفريق التطواني ، يذهب طرف آخر لقول  أن النتائج السلبية الأخيرة للفريق في المنافسات المحلية ليست إلا نتاجا للضغط النفسي الكبير الذي يتحمله اللاعبون بسبب كاس العالم للأندية، كما  أن تركيزهم يغيب في أحيان كثيرة عن لقاءاتهم بالبطولة الوطنية بحكم  انشغال أذهانهم بموندياليتو الرباط و مراكش.

 

هل تحدو حدو الرجاء ؟

هو السؤال الذي يؤرق بال الآلاف من مناصري و محبي الفريق الأحمر و كذا بال لاعبي الفريق و أطره و مسيريه و مختلف فعالياته، خاصة و أن الفريق وجد نفسه أمام مسؤولية إعادة انجاز الرجاء البيضاوي الموسم الماضي و الصعود على الأقل لدور نصف النهائي، لكن واقع الفريق الحالي و انتكاساته المتكررة في الدوري المغربي تجعل العديد من المتابعين يقللون من حظوظ الفريق في تكرار ما حققته الرجاء في الدورة الماضية.

 

و رغم ذلك فإن العديد من متابعي الفريق مازالوا يتمسكون بخيط أمل ولو كان رفيعا في تألق فريقها في النسخة المقبلة من كاس العالم للأندية بالرباط و مراكش، و لهم بدورهم ما يبرر تفاؤلهم، فالفريق التطواني فريق كبير و الفرق الكبيرة تكبر في المنافسات الكبيرة مهما صعبت الظروف و كثرت العوائق.

 

 أما الدافع الآخر فهي تجربة فريق الرجاء البيضاوي الموسم الماضي الذي كان بدوره يمر بأحلك فتراته في البطولة الوطنية و اهتز بيته كثيرة بعد إقالة المدرب محمد فاخر، لكن و خلافا لكل التنبؤات تمكن من البصم على مشاركة تاريخية و ووصل للمباراة النهائية، و يمكن أن نظيف أيضا تواضع المنافسين في الأدوار الأولى مقارنة مع من لاقتهم الرجاء في الموسم الماضي، فالمغرب التطواني و في حال تجاوزه للفريق النيوزيلندي سيجد نفسه أمام طريق مفتوح نحو دور نصف النهائي في حال تخطيه أيضا لفريق وفاق سطيف الجزائري في دور الربع.

 

العامري في وضعية صعبة...

و كان من الطبيعي أن يسلط كل الضغط على مدرب الفريق عزيز العامري و ان تتوجه إليه في أحيان كثيرة أصابع الاتهام، بسبب تراجع أداء و نتائج الفريق في الآونة الأخيرة، فعزيز العامري عكس السنة الماضية لم يجد بعد الخلطة السحرية التي يقود بها فريقه التطواني و يبصم على الأداء الذي وقعه الموسم الماضي، كما  لم يجد بعد الوصفة المثالية التي اعتمدها الموسم الماضي و التي أضفت على لعب الفريق جمالية خاصة، أبهرت عشاق الكرة بالمغرب و خارجه و دفعت متابعي الفريق إلى وصفه ببرشلونة المغرب.

 

و من المستبعد جدا أن يلقى عزيز العامري مصير محمد فاخر رفقة الرجاء البيضاوي الموسم الماضي عندما صنع فريقا قويا و متماسكا أهله إلى كأس العالم للأندية لكن النتائج السلبية في البطولة عجلت برحيله من القلعة الحمراء و تركه المشعل لفوزي البنزرتي، و السبب طبعا هو تمسك إدارة الفريق التطواني بابن مدينة سيدي قاسم ليس فقط في هذه الظرفية بل في ظروف أكثر صعوبة في أوقات سابقة، هذا ناهيك على أن للرجل فضل كبير فيما وصل إليه الفريق اليوم و هو ما دفع بالعديد من الجماهير إلى التعبير عن رضاها و تمسكها بعزيز العامري رغم كل الظروف.

 

لكن بركان غضب الجماهير قد يثور في أي لحطة من اللحظات خاصة إذا توالت النتائج السلبية سواء في البطولة الوطنية أو في منافسات أخرى، و على عزيز العامري إن هو أراد الاستمرار في دكة بدلاء الفريق الأحمر و الأبيض أن يبصم على مشاركة عالمية تاريخية تنسي التطوانيين و المغاربة في خيبات و انتكاسات البطولة الوطنية.

 
 

عرض المحتوى حسب: