كرونو

شهيدة السكافي
شهيدة السكافي

حوار حصري مع أول حكمة مغربية وعربية في أوروبا

حاورها: عثمان رضى

عديدة هي الأسماء ا التي تتألق في سماء الرياضة الأوربية، و في مختلف الأنواع و الأنشطة الرياضية، فالشباب و الشابات المغاربة فرضوا دواتهم في مختلف المجالات خاصة الرياضية منها، كما اعتادوا على لفت الأنظار بفضل تألقهم و تميزهم، وغالبا ما يتجه الشباب المغربي بالديار الأروبية إلى أشهر الأنواع الرياضية و أكثرها شعبية على غرار كرة القدم، و أغلبهم يتجه نحو ممارسة هذه الرياضة كلاعب كرة القدم، و نادرا ما نجد من يفضل خوض غمار نوع آخر من الممارسات الرياضية.

 

شهيدة السكافي، شابة مغربية مقيمة في ، وجدت لنفسها طريقا كما هو حال العديد من الشباب المغاربة في مجال كرة القدم، لكن ما يميزها هو أنها اختارت مجالا آخر نادرا ما نجد له مثيل، يتعلق الأمر بمجال التحكيم، فقد آثرت ان تظل قريبة لمعشوقتها المستديرة و لو عبر سافرة الحكم، متحدية كل الظروف و متجاوزة كل الصعاب، خاصة على مستوى الاختلاف الثقافي و الديني، فشهيدة متمسكة بتعاليم دينها و عقيدتها رغم ترعرعها في الديار الايطالية، لتكون بذلك أول حكمة مغربية عربية إفريقية ترتدي الحجاب في البلاد الأوربية.

و قد لفتت شهيدة أنظار العديد من الايطاليين و تلقت احترامهم و تقديرهم، كما أن اسمها دون في كبريات الصحف الرياضية الايطالية التي لم تترد في التعريف بهذه الموهبة النادرة، وهو  ما دفع أيضا بالشبكة التلفزية الرياضية العالمية "Bing sports " إلى خصيص روبورتاجا خاصا للحكمة المغربية، و في هذا الحوار فتحت شهيدة أبواب الحديث مع "البطولة" كاول منبر إعلامي مغربي يحاور هذه الموهبة المغربية في الديار الإيطالية.

 

الكثير من المغاربة لا يعرفونك ... في كلمات من هي شهيدة السكافي؟

 أنا شهيدة السكافي، أبلغ من العمر 17 سنة ازددت بإيطاليا و بالضبط بمدينة لودي ، لكني الآن أقطن بمدينة كريمون، و أتابع دراستي بالثاونية و في تخصص اللسانيات.

 كيف تعرفت على كرة القدم و على التحكيم خصوصا؟

 الفكرة كانت في أيامي الأولى بالمدرسة، كنا نعقد اجتماعا مرة في كل شهر مع شخصيات مختلفة و تنشط في مجالات مختلفة أيضا، و في إحدى المرات كان الاجتماع مع جمعية الحكام بمدينة كريمون، و لغريب الصدف كنت حينها غائبة ، لكن زملائي يعلمون جيدا أني أحب كرة القدم فأوصوني بالمشاركة، كانت فكرة رائعة بالنسبة لي، لأني وببساطة كنت أحلم منذ طفولتي بممارسة كرة القدم و لم أتردد لهنيهة في المشاركة.

 

ماالدافع وراء اختيارك لهذا المجال؟

 كنت سعيدة جدا بممارسة هوايتي المفضلة، ولعب كرة القدم، لكن لسوء الحظ لم أتمكن من تحقيق حلمي بأن أصير لاعبة كرة القدم، لكني اخترت مجال التحكيم في نهاية المطاف حتى أظل بالقرب من كرة القدم.

من ساعدك في ولوج هذا الميدان؟

 الحمد لله الجميع وقف إلى جانبي منذ البداية، خاصة أمي التي لم تدخر أي جهد في تقديم الدعم النفسي و المعنوي و المادي أيضا لي، دائما ما كانت تساعدني و مازالت تفعل ذلك و تقوم بمجموعة من التضحيات في سبيل نجاحي في هذا المجال، بالإضافة الى والدي، و قد ساعدني أيضا رئيس جمعية الحكام بكريمون السيد مارينوني، الذي ساعدني كثيرا من أجل ممارسة التحكيم بدون أدنى صعوبات، يرافقني ثلاث مرات في أي لقاء و هو دائما إلى جانبي.

 

ألم تبدي أسرتك أي تحفظ في ولوجك لهذا المجال الذي يرتبط بذهنية العديد بالرجال ؟

 لا أبدا، الحمد لله لم أجد أي صعوبة عندما ولجت هذا المجال، بل حتى عائلتي وقفت إلى جانبي في أوقات كثير، سواء عائلتي الصغيرة التي كانت هنا بإيطاليا أو أبي الذي كان هناك بالمغرب.

 

نعلم أنك ترتدين الحجاب و ملتزمة بارتدائه،هل شكل لك ذلك اي عائق في عملك كحكمة؟

 صحيح، أرتدي الحجاب لكن لا أعرف كيف يمكن لحجابي أن يكون عائقا او حاجزا لي في مساري المهني، فالرئيس أرسل في وقت سابق طلب قيامي بتحكيم مباريات الدوري الإيطالي للفئات الصغرى و بارتدائي الحجاب ، و لله الحمد لم يقابل طلبه بالرفض، كما أن "الفيفا" سمحت للحكمات  و الرياضيات بقيادة المباريات بالحجاب.

 

ألا تجدين أي حرج أو عائق في قيادة مباريات رجالية رغم ارتدائك الحجاب؟

صراحة لا أجد أي صعوبة، فرغم ارتدائي للحجاب فإني لا أجد أي حرج أو صعوبة في قيادة المباريات الرجالية، كما أني أجد راحة كبيرة و أنا أشتغل بالحجاب، لأني أقوم بما يمليه علي ديني و عقيدتي.

كيف توفقين بين الدراسة و التحكيم، هل تعتبرين نفسك ناجحة في الميدانين؟

صراحة هي مهمة صعبة جدا، صحيح واجهت صعوبات جمة، لكن و لله الحمد فقد وفقني الله في مجموعة من المناسبات، و لا شيء مستحيل.

 

 ما هو الحلم الذي يراود شهيدة في مجال التحكيم ؟؟

 هدفي هو أن أصل إلى "السيري أ" و أن أقود مباريات في الدوري الممتاز، و أن أظهر للجميع أنه لا شيء مستحيل، و عندما تكون رغبتك قوية فبالتأكيد تصل و تحقق أهدافك مهما كانت العوائق و الصعاب، و أريد أن أظهر للجميع و للإيطاليين خاصة أن الشباب المغربي و المرأة المغربية بالخصوص أنها قادرة على أن تثبت ذاتها في جميع المجالات رغم اختلاف الانتماء و الثقافة و الدين.

 
 

عرض المحتوى حسب: