كرونو

الرجاء و الماط ( بصفتهما الأكثر شعبية على فايسبوك )
الرجاء و الماط ( بصفتهما الأكثر شعبية على فايسبوك )

الأندية المغربية بين التواصل و الإنغلاق الإلكتروني

أيوب رفيق ( البطولة )

خارج البساط الأخضر و بعيداً عن حسابات المسابقات المحلية و القارية  ، طفا على السطح مشهدٌ جديدٌ أطرافُهُ الأندية المغربية و مُستقرهُ الشبكة العنكبوتية ، حيث باتَتِ هذه الأخيرة وسيلةً جديدة لفتح قنوات التواصل مع الجماهير و مدِّ الجسور مع المناصرين ، كيْ تواكب الأندية عقلية متابعيها الشباب على الخصوص و تَنْفُذ إلى الفضاءات الإلكترونية التي يسكنونها و ينْشطون داخل أرجائها .

 

نقاطُ الإختلافِ التي تسِمُ منهجية التواصل المُعتمدة من طرف المكاتب المسيرة للأندية المغربية ، أفرزت صورة عنوانها التناقض و طَبْعُها التفاوت ، بين فِرقٍ استوعبت الأهمية القصوى التي يكتسيها التواجد الإلكتروني و الإنفتاح على وسائله المتعددة ، و أخرى انْكَفأت على نفسها و تبّنت طرقا تقليدية لا تُشبع فضول المتابعين و لا ترقى لتطلعاتهم .

 

في هذا التقرير ، نأيٌ عن المعتاد و مقاربةٌ لموضوع يحمِل العديدَ من الدلالات و يعكسُ جزءا من المشهد الكروي المغربي الذي دخل نفَقَ الإحتراف على الورق منذ أكثر من ثلاث سنوات .

 

أندية تلحق بالركب الإلكتروني و تنفتح على جماهيرها افتراضيا

 

أمام الحماس الذي يعتري الجماهير المغربية للإطلاع على مستجدات فرقها الآنية و كل ما يتعلق بلاعبيها ، اقتفت بعض الأندية المغربية أثار نظيرتها الأوربية و اهتدت إلى الفضاء الإلكتروني ، كآلية من آليات التواصل بين الفريق و أنصاره على  مدار اليوم و الساعة .

 

هذه الأندية التي تحرص على إبلاغ عشاقها بكل المتغيرات التي تطرأ على وضعها ، وجدت في المواقع الإلكترونية و وسائط التواصل الإجتماعي السبيل الأمثل للحفاظ على أواصرها مع المعجبين و صون علاقتها بالمحبين المتعطشين لكل جديد .

 

فمن أصل 16 ناديا يُمارس في الدوري المغربي " للمحترفين " ،   يتوفر 12 ناديا على صفحة رسمية بموقع " فايسبوك " تسهر خلية تابعة لمكاتبها على إدارتها و التواصل مع المعجبين ، كما تمتلك الأندية ذاتها موقعا إلكترونيا تنشر فيه بلاغاتها و تورد مستجداتها .

 

بيد أن هذه الصورة التي تبدو ناصعة البياض ، لا تخلو من بعض النقاط السوداء التي تُرخي ببعض القتامة على مظهرها ، إذ يبرز ذلك في  بدائية تعامل بعض الفرق مع الوسائط المذكورة ، من قبيل التأخر في تحيين مواقعها الإلكترونية و التهاون في تحديث صفحاتها الإجتماعية ، ما يُثير سخطا عارما في أوساط المناصرين .

 

محبون يتقمصون جبة المكاتب المسيرة لأنديتهم

 

في غمرة زحف الشبكة العنكبوتية و جذبها لأعداد متزايدة من المرتادين ، لازالت بعض الأندية المغربية تنغلق على ذاتها و تنأى بنفسها عن " الثورة " الإلكترونية التي يعيش العالم على وقعها . فما إن ترقن إسمها على محركات البحث أو المواقع الإجتماعية ، حتى تلمس غيابها التام و عزوفها المُريب عن الفضاء الإلكتروني .

 

هذا الوضع السودوي الذي يُحيط بتواجد الأندية على الأنترنت ، دفع فئة من الجماهير المُتيّمة بفريقها للإضطلاع بالأدوار الموكولة إلى لجان الإعلام و التواصل عادة ،  فراح هؤلاء الأنصار يُنشئون مواقع إلكترونية و يتسلّلون إلى كواليس أنديتهم لاستيقاء الأخبار و التقاط المستجدات ، في سبيل إشباع نهم العشاق المتطلعين للإلمام بكل صغيرة و كبيرة عن فرقهم .

 

و تتجسد هذه المعطيات في مجموعة من النماذج الحيّة ، حيث تبرز أندية ذات قاعدة جماهيرية جارفة و رصيد زاخر بالألقاب و هي تفتقر إلى موقع رسمي يستعرض أخبارها ، على غرار فريقيْ و اللذيْن لا تكد تجد لهما أثرا إلكترونيا ، في الوقت الذي يُحاول عشاقهما تعويض هذا الفراغ بمواقع موالية و صفحات فايسبوكية مواكبة .

 

الأندية المغربية الأكثر شعبية على موقع فايسبوك

 

بغية الوقوف على حضور الأندية المغربية بالفضاء الإلكتروني و قياس تواجدها بمساحاته ، ارتأينا جرد الصفحات الرسمية للأندية بموقع " فايسبوك " ، مُتوخين في ذلك الدقة و التحري ، لنخلص إلى هذا الترتيب الذي يعكس شعبية الفرق المغربية بموقع " مارك زوكربيرغ " ، مع الإشارة إلى أن استيقاء هذه الأرقام جرى يوم الأربعاء 21 من يناير 2015 .

 

الرجاء البيضاوي : 2 مليون معجب

 

المغرب التطواني : 370 ألف معجب

 

الوداد البيضاوي : 268 ألف معجب

 

الكوكب المراكشي : 53 ألف معجب

 

حسنية أكادير : 21.905 ألف معجب

 

الدفاع الحسني الجديدي : 21.549 ألف معجب

 

شباب الريف الحسيمي : 4 ألاف معجب

 

أولمبيك أسفي : 3693 معجب

 

شباب أطلس خنيفرة : 3663 معجب

 

الفتح الرباطي : 3069 معجب

 

اتحاد الخميسات : 2957 معجب

 

أولمبيك خريبكة : 2095 معجب

 

 

" الأندية المغربية غير واعية بقدرة الشبكة العنكبوتية "

 

و في تعليقه على طبيعة التواجد الإلكتروني للأندية المغربية ، اعتبر الرئيس السابق للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية و مؤسسها ، عادل اقليعي أن فرق الدوري المغربي لم تعِ بعد أهمية الشبكة العنكبوتية : " أعتقد أن عزوف الأندية عن فتح خط التواصل الإكتروني بالمغرب للأسف مرتبط بانطباعات كﻻسيكية ﻻزالت تهندس الفعل التفاعلي بالمؤسسات الحكومية والخاصة بالمغرب " .

 

و يُضيف ذات المتحدث قائلا لموقع " البطولة "  : " اليوم هناك حمﻻت دعائية على أعلى مستوى يكون اللاعب الأول فيها هو الشبكة العنكبوتية.. لكن ثمة إحجام مرتبط بغياب استراتيجية واعية بالذي يمكن أن تحققه الشبكة العنكبوتية " .

 

أستاذ الصحافة الإلكترونية بأحد المعاهد الخاصة بالبيضاء ، عزا ذلك العزوف إلى رغبة بعض الأندية في العمل بعيدا عن الأضواء و محاولة الهروب من متابعة الرأي العام : " هناك من يريد العمل بعيدا عن الاضواء.. وخاصة عندما ﻻيكون هناك شفافية في التدبير " . 

عرض المحتوى حسب: