• أتالانتا
    فيورنتينا
  • لوريان
    باريس سان جيرمان
  • أولمبيك مارسيليا
    نيس
  • موناكو
    ليل
  • كريستال بالاس
    نيوكاسل
  • مانشستر يونايتد
    شيفيلد يونايتد
  • وولفرهامبتون
    بورنموث
  • إيفرتون
    ليفربول

كرونو

يونس محمود يحتفل مع زملائه بتأهل العراق لنصف نهائي كأس آسيا
يونس محمود يحتفل مع زملائه بتأهل العراق لنصف نهائي كأس آسيا

رأي شخصي | تعلموا من مدرسة "السفاح"

بقلم | محمود علي

 

عندما أردت أن أكتب هذا المقال، فكرت كثيراً، ماذا سأكتب عن لاعب قيل فيه كل الأشعار وتغنى بإسمه الملايين وأصبح رمزاً لأصغر مشجع كرة قدم في بلاده؟

 

فكلمات الثناء والإشادة، عندما يتعلق الحديث بالسفاح العراقي يونس محمود، يتضاءل حجمها بشدة، لأنها لا تضيف أي شيء لقيمته بل تظل عاجزةً عن منحك الفرصة للتعبير عن ما تود أن تصفه به، لذلك لم أجد أفضل من الحديث عن أحد أهم الجوانب التي اعطت لإسمه قيمة كبيرة، فلعل هذا الجانب يكون أفضل إشادة.

 

يونس محمود الذي طالما عانى من هجمات شرسة موجهة كانت تهدف في السابق للنيل منه وتحطيمه حتى وهو في أوج تألقه، وصل به الحال الآن إلى قيادة منتخب بلاده العراقي في كأس أمم آسيا المُقامة حالياً في أستراليا إلى الوصول لنصف نهائي البطولة، وهو غير مرتبط بأي نادٍ منذ ما يقرب لعام، وفي الـ 32 عاماً من عمره، وبوجود وحضور لم نر تأثيره من لاعبين يصغرونه بعشرات السنين.

 

إنه أسطورة يستحق أن تتبلّور وتُدرس للعديد من اللاعبين العرب الذين يتعالون على الكرة ويعتقدون أن حدود العطاء تتوقف عند أداء بضعة مباريات جيدة في موسم أو أكثر قليلاً.

 

فما نراه من يونس الآن من مستوى مميز وثابت وإخلاص وتفاني داخل الميدان، هو خرق كنا بحاجة إليه للقاعدة الكاذبة التي بناها لاعبون كبار بأن النجومية منتهاها الشهرة والتواجد على صفحات الجرائد وعلى ألسنة مقدمي البرامج الرياضية، وليست عطاءً يتعين على اللاعب تقديمه حتى آخر نقطة عرق له على أرضية الميدان مع فريقه ومنتخب بلاده على حد سواء.

 

ففي السنوات الآخيرة، انتشرت "موضة" بين اللاعبين، عندما يتقدمون في العمر أو يحققون إنجازاً ما، تجعلهم يتخلون عن منتخباتهم الوطنية مهما كانت في حاجة إليهم، بداعي عدم القدرة على تقديم الإضافة، مع أنهم يواصلون في الوقت ذاته مسيرتهم الكروية مع أنديتهم ويقدمون لها ما يعزونه عن بلادهم، التي في الأصل وضعتهم في هذه المكانة، لتستمر المنتخبات الوطنية في إخراج مواهب جديدة تثمّنها حتى بداية النجومية وتفقدها بهذه الطريقة وعلى هذا النحو...

 

وبكل أسف، ترسخت هذه القاعدة في أذهان عديد اللاعبين وأصبح بعضهم يتخيل أن تجاهل النداء الوطني سيمنحه قيمةً إضافية أو ربما يزيد من نجوميته.

 

لكن يونس وبعطاءاته المستمرة إلى الآن في الميادين، قدم النموذج المختلف أو بالأحرى الصحيح لمفهوم اللاعب النجم، ليس فقط في كرة القدم العربية بل وحتى العالمية، بعدما جسد نجوميته مع منتخب بلاده داخل الميدان وهو بدون فريق، ولم يكتفـ بالعيش على اسمه، وأعطى الكرة وأخلص لها فاعطته هي أيضاً، وجعلته مع منتخب بلاده من بين الأربعة الكبار في القارة الآسيوية.

 

عرض المحتوى حسب: