كرونو

من مباراة غينيا الإستوائية و تونس
من مباراة غينيا الإستوائية و تونس

بيروقْراطيةُ الكاف و سُباتُ الإتحاداتِ العربية

أيوب رفيق ( البطولة ) 

في سنة 2015 ، حيثُ تبلغ الكرة الأوربية سماء الإزدهار ، و تتلمس نظيرتها الآسيوية طريقها نحو فصول جديدة من الإنجازات ، تأبى إلا أن تحيد عن سكة التطور و تزيغ عن مسار التألق ، بقيادة هيئة تتخذ من الإرتجالية شعارا و العشوائية عنوانا ، حتى صارت القارة السمراء في هذا المجال حليفة للنكسات سواء كانت تدبيرية أو رياضية .

 

بمنطق أعمق من ذاك الذي قد يحملنا على مؤاخذة الكاف و إلقاء اللوم على رئيسه عيسى حياتو ، ليس لنا في واقع الأمر أن نُحمّل طرفا المسؤولية بمعزل عن آخر ، ذلك أن ثمة جملة من العوامل التي اتحدت لتُفرز لنا مشهدا إفريقيا يقوم على مبدأ البيروقراطية و يرسم صورة ملؤها المقاربات الإنفرادية و الفضائح التحيكيمة ، من قبيل اعتماد القرعة كآلية لتحديد المتأهل أو الأحداث التي عرفها لقاء المنتخب التونسي و مضيفه الغيني الإستوائي .

 

فالكاميروني حياتو ليس بمفرده مسؤولا عن انتفاء العدل و المساواة داخل الإتحاد الإفريقي ، و لا مساعديه و رفاقه يقفون وحدهم وراء ما تشهده الهيئة من انزلاقات و انحرافات ، و إنما نزر كبير من المسؤولية يعود إلى الإتحادات العربية التي لم تنبس ببنت شفة و هي تشاهد رئيس الكاف يُثبت أقدامه بين الولاية و الأخرى ، دون القدرة على الدفع بمنافس إلى معترك الصراع قادر على إزاحة المعتلي للرئاسة من مكانه .

 

كما لا يجوز الحديث عن المسؤوليات ، دون استحضار إداريين عرب تنحصر طموحاتهم في شغل مناصب متواضعة في هيئة الكاف بدل اقتحامها و استقطاب النفوذ ، في وقت تبذل فيه دول إفريقية ما بطاقتها لإيجاد موطئ قدم داخل المكتب التنفيذي للجهاز الوصي على الكرة بإفريقيا .

 

واقع الأمر إذن يُحتم على الإتحادات الكروية العربية الإنخراط في الصراعات التي تبتغي منها الدول كسب الحلفاء ، ليقينها التام بأن بناء التاريخ الكروي في قارة إسمها إفريقيا ، لا يمر دون التجند بالنفوذ و استمالة الأصدقاء داخل المكاتب المغلقة ، حيث تُصاغ السيناريوهات و تُدبّر المكائد .

عرض المحتوى حسب: