كرونو

يورغن كلوب
يورغن كلوب

كلوب.. فيضٌ من الدهاءِ و المشاعر الإنسانية

أيوب رفيق ( البطولة )

شغوف يتشرب مغزى الحياة من عشق المستديرة ، ثائر يهوى التمرد على قوانين المنطق و الخروج عن نطاق المألوف . المُستطيل الأخضر ملاذه الوحيد لإبراز ما يُخالج ذاته ، تارة ترمقه يُطلق العنان لمشاعره الجياشة بالسعادة مُحتفيا بالإنتصار ، و تارة أخرى تراه يقطب جبينه و يُفجر غيظه حد الجنون ، لشدة الوقع الذي تُحدثه الهزيمة في أعماقه .

 

الذي سكب جرعات الإنتشاء و الفرح في نفوس أنصار ، طيلة حقبة ذهبية بلغ فيها النادي الفيستيفالي عنان السماء و قمة العطاء ، انتظر منتصف شهر أبريل 2015 ليرسم تعابير التجهم و الإكفهرار على وجوه الجماهير المتيمة باللعبة قاطبة ، حتى تلك التي لا تربطها آصرة الولع بالنادي الأصفر ، إثر جَهره بنية الرحيل عن أسوار دورتموند نهاية الموسم .

 

سبعُ سنوات من مجاورة كلوب لبوروسيا دورتموند ، احتل فيها الربان الألماني حيزا من قلوب عشاق الفريق و مكانة بالغة الأهمية لدى المتابعين ، أفرزتها الإنجازات العظيمة التي حصدها الألماني ، انطلاقا من الفوز بالبوندسليغا و الكأس في مناسبتيْن ، و وصولا إلى عبور الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوربا سنة 2013 .

 

الألماني البالغ من العمر 47 سنة ، يُجيد قلب الموازين و تحدي الصعاب . فإشرافه على تدريب ماينز من 2001 إلى 2008 و قيادته إلى المزاولة في دوري الدرجة الأولى و كأس الإتحاد الأوربي ، أسَّس مفهوما جديدا للمدرب البارع الذي يتجاوز المطبات رغم هزالة الإمكانيات المادية المرصودة له ، و ذلك بتلقف المواهب بأعين ثاقبة و شحنها بمبادئ الصمود و الإرادة .

 

انضمام كلوب إلى العارضة الفنية لدورتموند سنة 2008 ، قلب أوضاع الفريق رأسا على عقب ، حيث استحال من نادي تطوقه الأرزاء إلى آخر يعزف على وتر التألق ، بعدما أعاد المدرب هيكلة الفريق باستقطاب لاعبين مغمورين ، سرعان ما حولهم إلى نجوم أدروا على بوروسيا عشرات الملايين .

 

الآن و قد أعلن الربان ترجله عن سفينة دورتموند متم الموسم الراهن مؤثرا تسديد ثمن انحدار مستوى الفريق هذا الموسم ، فإن المولعين بالنادي الفيستيفالي يتحسرون بلوعة المرارة على خروج كلوب من أسوار النادي ، مُستشعرين في ذات الآن فخرا و اعتزازا بالغيْن بمجاورتهم على مدار سبع سنوات لمدرب من طينة و ثقل ذلك الثائر الذي يعيش على إيقاع حب الكرة .  

عرض المحتوى حسب: