كرونو

ديربي زملكاوي أهلاوي حول إيفونا
ديربي زملكاوي أهلاوي حول إيفونا

"قِصة إيفُونا كامِلة وأسْرار تُعرض لأوّل مرّة"

إعداد: محمد زايد (البطولة - الدرالبيضاء)

كثُر اللغط حول انتقال مهاجم فريق ، الغابوني ماليك إيفونا، لأحد قطبي الكرة المصرية، أو القاهريين، وأضحت سيرة هداف البطولة الاحترافية لكرة القدم، على لسان كل مشجع للفريقين المصريين المذكوريين، بل و حديثا شيقا عبر قنوات الشقيقة مصر التلفزية، و محط نقاش كل مهتم بالشأن الرياضي بمصر و المغرب.


إيفونا الذي أعلنت قناة الأهلي في وقت سابق عن توصلها لاتفاق معه بشكل نهائي، وبعدها رئيس الزمالك مرتضى منصور، الذي أكد أنه قد فاز بصفقة مهاجم المنتخب الغابوني، تُعد اليوم قضيته واحدة من بين أكثر القضايا المتعقلة بانتقالات اللاعبين تعقيدا و لُبسا، لعدد من الأسباب، تسردها لكم "البطولة" بشكل مُقتضب، عبر معلومات منها ما يُدرج لأول مرة:


شركة تحتكر عقد إيفونا:

قبل الخوض في بعض التفاصيل، لا بد من الإشارة إلى أن اللاعب إيفونا، مرتبط بعقد وكالة مع شركة يملكها جزائري،  وهي الوحيدة المخول لها تسريحه لأي فريق والمفاوضة باسمه، بالطبع، بعد موافقة إدارة الوداد الرياضي، كونها مرتبطة باللاعب لثلاثة مواسم أخرى.


هذه الشركة، و عقد اللاعب بالتحديد، يشترك فيه ثلاثة أشخاص، الأول جزائري، "وسنعود لقصته بعد حين"، الثاني غابوني، والثالث مغربي، و هذا الأخير، وهو ابن عبد الإله أكرم، رئيس الوداد السابق، و يدعى حفيظ أكرم، ونسبة هذه الشركة من صفقة إيفونا في حال تسريحه، هي 40 في المائة من إجمالي الصفقة ككل.


الوكيل الجزائري.. العقل المدبر:

 أحد هؤلاء الثلاثة السابق ذكرهم، ذو الجنسية الجزائرية، هو من كان قد اكتشف ماليك إيفونا، حين كان مقيما بدولة الغابون، وكان يُمول لاعب الوداد الحالي في كل أمر يخصه، حتى في أبسط الأشياء، المتعقلة باقتناء بعض الحاجيات المنزلية، أو التكفل بمصاريف سفر داخلي مسافته عشرات الكيلومترات فقط وغيرها من الخدمات، التي كان يستفيد منها إيفونا في فترة كان فيها لاعبا مغمورا، وهو نفسه من قدِم به لفريق الوداد بعد ذلك، بمساهمة من حفيظ أكرم و الوكيل الأفريقي السابق الذكر.


قصة الأهلي المصري و غضب الناصيري:

بعد أن أيقن مسؤولو النادي الأهلي بأن خط هجوم فريق القرن يحتاج لمهاجم قوي من طينة الكبار، استقر بهم المقام على اختيار الغابوني ماليك إيفونا، و ذلك قبل أشهر عدة، و كانوا فقط ينتظرون نهاية الموسم الحالي لتقديم عرض رسمي للنادي الأحمر من أجل استقطابه، غير أنهم لم يتوجهوا لإدارة الوداد مباشرة، وإنما للشركة السابقة الذكر، التي أعطت موافقتها على الفور، بعد توصلها بعرض تصل قميته ل 2مليون دولار، وهو السبب الذي جعل نادي الأهلي يعلن عبر قناته الرسمية أن إيفونا سيحمل قميصه الموسم القادم، معتبرا أن موافقة الشركة المذكورة، سيحسم الأمور، كون موافقة سعيد الناصيري والمدرب توشاك أمر هين، وهو ما ثبُت عكسه، إذ أن الرّئيس الودادي نفى أن يكون قد تلقى أي عرض من النّادي الأهلي، بل غضب من مسؤوليه على إقدامهم على تلك الخطوة التي لم تغير في واقع الأمر شيئا.


ديربي زملكاوي أهلاوي على "جوهرة غابونية":

بعد علم مسؤولي نادي الزمالك بخطوة غريمهم النادي الأهلي، أقدم مرتضى منصور رئيس الفريق النادي الأبيض على خطوة هامة جدا، تتمثل في إيفاد بعثة للدار البيضاء، تتفاوض مع رئيس الوداد سعيد الناصيري وتقديم عرض مالي يتمثل في 1.8 مليون دولار، وهو العرض الذي وافق عليه الناصيري مبدئيا، و طلب من مسؤولي الفريق الأبيض أخذ موافقة اللاعب شخصيا.


مبعوثو النادي الأبيض للمغرب، وعدوا الرئيس الودادي بتسليم القيمة المالية بأكملها لإدارة نادي الوداد، و هي تتكفل بمنح النسب لكل من الشركة بطريقتها، و النادي الأم لمالك إيفونا، والتي تتمثل في 40 في المئة للشركة كما سبق ذكره، و 20 في المئة لفريقه الأم، ويتبقى للنادي الأحمر 40 في المئة، رغم أن ادارة الوداد كانت تتجه لعدم منح تلك الشركة أي شيء، بحكم عدم قانونيتها حسب تقدير النادي الأحمر.

 

معطيات جعلت مرتضى منصور رئيس الزمالك يقع في نفس خطأ مسؤولي الأهلي، ويعلن عن حمل إيفونا لقميص الزمالك الموسم المقبل بشكل رسمي، وهو الشيء الذي لم يحدث، بسبب أن مسؤولي الزمالك تعذّر عليهم أخذ موافقة الشركة المذكورة التي رفضت هي الأخرى من جهتها تسلم نادي الوداد للقيمة المالية بأكملها، و أيضا، كونها وعدت مسؤولي الأهلي بتسريح اللاعب لفائدتها، زيادة على أن موافقة اللاعب إيفونا رهينة برغبة الجزائري المذكور، بحيث أنه لا يأخذ أي قرار الا بموافقته مهما كان هذا القرار، و الحديث عن اللاعب ايفونا مهاجم المنتخب الغابوني.

 


إيفونا.. مسمار شركة الوكلاء ببيت الوداد :

كقصة مسمار جحا حين باع بيته ورفض بيع المسمار لكي يزوره من حين لآخر، فأصبح البيت وكأنه مملوك من شخصين، كذلك هي حالة أو قصة ماليك إيفونا، الذي يرفض نادي الوداد إعطاء النسبة المذكورة كلها للشركة والمتمثلة في 40 في المئة، كون الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يعد يعترف بهذه الشركات، إلا في أمريكا اللاتينية، وتحديدا بالبرازيل، ومن هذ المنظور، ترى إدارة الفريق الأحمر، أن تلك الشركة المذكورة، لا يحق لها بأي شكل من الأشكال أن تأخذ تلك النسبة ، وهو الأمر الذي يعقد الأمور أكثر،  و قد يساهم في بقاء إيفونا للمواسم الثلاث المتبقية في عقده بنادي الوداد، إلا في حال اتفاق بين إدارة الفريق الأحمر، و ممثلي تلك الشركة على النسب الممنوحة، و إعطاء موافقة مشتركة لبيع اللاعب لإحدي الأندية الراغبة في ضمه، سواء أكان الأهلي أو الزمالك، أو حتى نادياً آخرا غيرهما.

 

خلاصة القصة:
هذه باختصار قصة إيفونا و وُكلائه الثلاثة، بين رغبة هذا النادي وذاك في حسم صفقته، وبين تعنت هذا الطّرف وذاك في عدم التنازل في حقه من بيع اللاّعب لإِحدى هذه الفرق أو غيرها، و قد حاولت "البطولة" سردها عليكم كما هي وِفق مصادرها الخاصة، و تقريبكم من أحداث ومستجدات هذه القضية الشائكة، في انتظار ما ستجود به الأيام المستقبلية من مستجدات.

عرض المحتوى حسب: