كرونو

لافتة جماهير أستون فيلا لـ فابيان ديلف على بوابة النادي تصفه فيها بـ الثعبان
لافتة جماهير أستون فيلا لـ فابيان ديلف على بوابة النادي تصفه فيها بـ الثعبان

رأي شخصي | "ثعبان ديلف" وأكذوبة الولاء!

بقلم | محمود علي

 

ربما كان انتقال متوسط ميدان أستون فيلا، فابيان ديلف، إلى مانشستر سيتي، هو الحدث الأكثر إثارة، بالأسبوع المُنقضي، في السوق الصيفية الإنجليزية.

 

ديلف وبعد أن أصدر بياناً يُعلن فيه تمسكه بالبقاء في أستون فيلا ورفض عرض السيتي، بدّل بشكل مُفاجيء في أقل من أسبوع موقفه، ليُقرر في الآخير الرحيل عن فريقه صوب السيتي.

 

واستثارت هذه الخطوة جماهير أستون فيلا كثيراً، ما جعلها تصفه بـ"الخائن" و "الثعبان"، بعد تساؤل الكثيريين عن أسباب رفضه ثم قبوله لعرض السيتي، وما إذا كان زيادة العرض المادي السبب في ذلك أم لا.

 

موقف نجم أستون فيلا الراحل كان مشابهاً لمواقف عديدة لنجوم سابقيين وحاليين في كرة القدم لا سيما بالدوري الإنجليزي، وهو ما دعانا لفتح هذا الملف للإجابة على تساؤلات عدة عن علاقة المال بالتحكم في ولاء لاعب كرة القدم؟


الإجابة سهلة
من السهل جداً أن نقول إن معظم لاعبي كرة القدم لا يمكن الوثوق بهم أبداً، فهم عبارة عن صنبور تدفق منه تصريحات متشابهة عن الولاء والانتماء للأندية التي ينشطون بها، وتتبدل فور ظهور أول فرصة مالية يرونها مناسبة.

 

صحيح أن هناك بعض اللاعبين الذين ارتبطوا بأنديتهم انتماءً وولاءً كـ ستيفن جيرارد وتشافي، وربما كاسياس الذي لم يختر الرحيل مؤخراً عن "المرينجي"، إلا أننا بالتمعن لمسيرة معظم هؤلاء، فسنجد أن تكوينهم ونشأتهم في أنديتهم منذ نعومة أظافرهم، وارتباطهم بالجماهير وبذكريات كثيرة في مراحل مختلفة من حياتهم، أسباب تُولّد لديهم مناعة قوية ضد أي إغراءات مالية من شأنها أن تُبعدهم عن أنديتهم، مقارنةً بغيرهم.

 

العقليات المادية

يدع العديد من لاعبي كرة القدم المال يتحكم في مسيرتهم الكروية، نظراً للجشع الذي يُجبرهم في أحيان كثيرة على اتخاذ خطوات مُغَامرة، غير مضمون معها مواصلة نسق تألقهم، الذي هو فعلياً السبب الرئيسي في نجوميتهم.

 

ومن أحدث هؤلاء، كان النجم الشاب السابق لـ ليفربول، رحيم استرلينج، الذي توقع الكثيرون أن يكون أحد علامات ليفربول مُستقبلاً، على غرار ستيفن جيرارد، إلا أنه اختار الرحيل سريعاً عن الفريق بمجرد أن بدأ نجمه يبزخ، ورفض عرضاً من ناديه للتجديد مقابل مبلغ 100 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، لينتقل إلى مانشستر سيتي بمبلغ أكثر بكثير.

 

ورغم تصريحاته التي قال فيها إنه لم يكن جشعاً ولم يكن يبحث عن المزيد من الأموال، إلا أن الواقع أكد عكس ما قال، بعدما فضل الفريق الأقل تاريخاً وسمعةً، على الفريق الأعرق الذي أخرجه إلى النور.

 

حلمت باللعب هنا

ومن أشهر التصريحات للاعبي كرة القدم، وخاصةً في الدوري الإنجليزي، هو تصريح "حلمت باللعب هنا"، الذي يدلون به فور انضمامهم إلى نادٍ ما.

 

ربما يكون هذا صحيحاً في بعض الحالات، كتلك التي حدثت عند انضمام ريكي لامبرت من ساوثامبتون إلى ليفربول، خاصةً وأنه كان بالفعل قد بدأ حياته في ليفربول قبل أن يتم تسريحه في عمر الـ15 عاماً لتتغير مسيرته.

 

لكن الأمر قد يتحول إلى "مزحة" من شدة اللا منطقية، عندما تسمعه من لاعب نيجيري كـ براون ايديي، الذي قال إنه كان يحلم باللعب لـ وست هام، الذي انضم إليه مؤخراً من دينامو كييف الأوكراني.

 

فـ بالطبع من المستحيل أن نتخيل أن لاعباً ترعرع ونشأ في نيجيريا كان يحلم يوماً أن ينضم لـ وست هام، الذي ربما لا يعرف الكثيرون من النيجيريين الكثير عنه.

 

الوضوح = الاحترام

بالتأكيد لاعبي كرة القدم لا يكذبون أكثر منا ولا نصدق أكثر منهم، فجميعنا بشر، لكن الوضوح هو الشيء الذي يفتقدونه بشدة.

 

فـ اللاعب ليس مضطراً أن يُبرر أي خطوة في حياته بكذبة الانتماء والولاء التي ستجعله يفقد الاحترام الذي قد يحظى به من الجميع إذا قال صراحةً إنه يتطلع لمزيد من الأموال، وهو الذي كان بإمكان ديلف أن ينله إذا صارح جماهير أستون فيلا بسبب قبوله عرض السيتي!

عرض المحتوى حسب: