كرونو

جوزيه مورينهو
جوزيه مورينهو

مورينهو .. مغناطيس يجذب اللاعبين والنجوم

أيوب رفيق ( البطولة )
شخصية مُثيرة، تهوى الجدل وتعشق خوض السجالات، دوما ما تبحث عن لفت الأنظار والإستئثار بالأضواء، حتى لو كلفها ذلك جزءاً من شعبيتها وجرَّ عليها انتقادات لاذعة. غير أن هذه السمات التي يتميز بها المدرب البرتغالي لم تمنعه يوماً من استمالة النجوم وجذب الأسماء اللامعة، حتى صار حلم بعض اللاعبين العمل تحت إمرته وإشرافه.
 
هو مدربٌ يُسيل لعاب جملة من النجوم لمجاورته، غير مُستندٍ في ذلك على إنجازاته المُبهرة ولا ماضيه المُشرق فقط، بل مُتكئا أيضا على إجادته للغة التواصل وتمكنه من آليات الإقناع والتأثير، حيث أثبت غير ما مرة دهاءه في قلب الموازين وتغيير المعادلات، بخِطاباتٍ تأسر أذهان اللاعبين وتبعثهم على الإعجاب به والإقتناع بمشروعه.
 
يشهد المقربون منه بحذاقته المُنقطعة النظير في التأثير على مجاوريه، لقوة الشخصية التي يتمتع بها ووضوح رؤيته للأشياء.  وفي هذا الصدد يتحدث المدافع الإنجليزي المخضرم، الذي يعمل إلى جانبه منذ عدة سنوات بالقول:" إنه يُجيد تحفيز اللاعبين ويشحذ همتهم ويمدهم بالقوة المعنوية". 
 
براعة الربان البرتغالي في لغة التواصل، أعانته على استقطاب نجوم من العيار الثقيل ولاعبين واعدين إلى الأندية التي أشرف عليها، كما ساعده ذلك على خطف أسماء مميزة بمكالمة هاتفية فقط، رغم أنها كانت على مشارف الإنضمام إلى أندية أخرى ذات وزن وعراقة. 
 
هذا المُعطى يُحيلنا رأسا إلى الجناح المصري، ، الذي استسلم لسحر مورينهو وآثر الدفاع عن ألوان تشيلسي، بعدما كان على أعتاب التوقيع في كشوفات ليفربول، في أعقاب المكالمة الهاتفية التي جمعته ب "السبيشل وان"، والتي لم يفرغ منها، إلا وقد اقتنع بجدوى وحتمية الإلتحاق بالكتيبة الزرقاء.
 
ذات السيناريو، تكرر مع الدولي الإسباني، بيدرو رودريغيز الذي أقر في آخر تصريحاته الإعلامية باختياره الإنتقال إلى تشيلسي بسبب المدير الفني البرتغالي الذي اهتدى إلى كيفية إقناعه واقتناصه من أيدي مانشستر يونايتد، إذ صرح بيدرو بالقول: "لقد تحدث إلي وأقنعني بالقدوم إلى تشيلسي". 
 
"سر التواصل الفعال هو السيطرة على العواطف قدر الإمكان"، يبوح مدرب رِيال مدريد السابق بالوصفة التي يوظفها في تواصله مع الآخرين، فيما يقول النجم البلجيكي، : " مورينهو يُدرك كيف ينتزع ثقة لاعبيه، إنه يجعلني مُستعدا للقتال والموت من أجله". 
 
"الهابي وان" أو "الرجل السعيد"، بوسعه الآن النظر بعين الرضا إلى تاريخه الزاخر بالنجاحات والألقاب، مُبديا امتنانه في ذلك إلى التجارب التي راكمها في الإحتكاك مع الآخر وسبر أغوار العلاقات الشخصية التي يُجيد تدبيرها على النحو الأمثل.
 
للتواصل مع الكاتب: a.rafik@elbotola.com

عرض المحتوى حسب: