كرونو

المهدي بنعطية
المهدي بنعطية

بنعطية .. صمام أمان بارز أنهكته الإصابات

أيوب رفيق ( البطولة )

كأن قدره التردد على العيادات الطبية ومتابعة فريقه من المدرجات ومن خلف الشاشات، تأبى الإصابات إلا أن تلازم الدولي المغربي، وتتخذه رفيقا على الدوام، فما إن يتعافى من إصابة ويتخلص منها، حتى يتعرض لأخرى ويكابد الكثير من تبعاتها وتداعياتها، ليصير صمام أمان المنتخب المغربي طريحا مخلصا للفراش، وضحية مفضلة للتمزقات والتشنجات.

 

بين مدافع ومعضلة الإصابات، علاقة تعود جذورها إلى عديد السنوات، حيث اقترن إسم بنعطية بالإنسحاب مضطرا من المباريات والإبتعاد مجبرا عن الملاعب، بالقدر الذي يوازي أو يكاد تألقه على المستطيل الأخضر وتعملقه أمام أبرز المهاجمين وأشرسهم.

 

سِجلُّ النجم المغربي مع الأعطاب، ينطق بمعاناته من عشرة إصابات منذ موسمه الأول مع أودينيزي سنة 2010، ما أدى إلى غيابه عن 31 مقابلة في ظرف خمسة مواسم، 11 منها مع البايرن وأربعة رفقة أيس روما، ثم 16 لقاء بقميص أودينيزي، بعدما انقاد لإصابات أخرى إبان ممارسته في صفوف أولمبيك مارسيليا وكليرمون فوت كلاعب يافع.

 

الإصابات التي تتكالب على اللاعب المغربي، تتوزع معظمها بين التشنجات العضلية وآلام على مستوى الفخذ، إذ عانى بنعطية بشدة من هذين الصنفين في الموسم الماضي مع النادي البافاري. ” تشخيص الدكتور مولر للتشجنات العضلية لبنعطية أحالَهُ إلى برودة الطقس التي تحول دون إحماء اللاعب بالشكل الكافي ، لكن جَسَدَهُ سيتكيَّفُ مع الأجواء”، يتحدث المدير الرياضي للبايرن، ماتياس سامر عن دواعي الإصابات المتلاحقة للاعب الموسم الفارط.

 

تأثير الإصابات التي لحقت ببنعطية لم يقتصر على الأندية التي عرج عليها فحسب، بل امتد أيضا إلى المنتخب المغربي الذي غاب عنه في مباريات على قدر كبير من الأهمية، منذ انضمامه إلى أسود الأطلس سنة 2008، في الوقت الذي كان فيه لاعبا مغمورا في صفوف كليرمون فوت وعائدا للتو من إصابة طويلة.

 

ابتعاد اللاعب البالغ من العمر 28 سنة عن الملاعب بالأسابيع والشهور، ربما يُضفي بعض التغيير على موقعه ومكانته داخل النادي البافاري، إذ طالبت فئة واسعة من أنصار النادي الألماني بالتعاقد مع مدافع جديد، يعوض بنعطية في غياباته، مما قد يعصف برسميته ضمن كتيبة المدرب الإسباني، بيب غوارديولا.

 

هو إذن تحدٍّ صعب ماثل أمام الدولي المغربي خلال ماضيه وحاضره، الأمر الذي يتطلب منه الإهتداء إلى حلول عاجلة تقيه شبح الإصابات من جديد، حتى يحافظ على نسقه التصاعدي ويواصل تثبيت مكانته ضمن أفضل المدافعين في عالم المستديرة.

عرض المحتوى حسب: