كرونو

كيلور نافاس
كيلور نافاس

رأي شخصي | كيف سيثق الجميع في نافاس؟

بقلم | محمود علي

 

انتهت قضية رحيل حارس مرمى ، ، إلى ، وفي المقابل قدوم حارس هذا الآخير، ، بعد أن انهار الاتفاق لتأخر إرسال أوراق قيد الإسباني بصفوف "المرينجي" في اللحظات الآخيرة من الميركاتو المُنقضي، وبقي الكوستاريكي بملعب "سانتياجو برنابيو"، ويبدو أن مُقابله الذي لم يُكتب له التبديل معه، سيبقى هو الآخر بملعب "أولد ترافورد"، ولو كانت مشاركته ستتجمد حتى ميركاتو الشتاء.

 

تفاصيل القضية برمتها بالتقريب قُتلت بحثاً صحفياً وإعلامياً وتلفزيونياً وحتى إذاعياً، ولم يعد فيها ما يُقال بعد، لكن الشيء الوحيد الذي لم تُوله المنابر المذكورة الاهتمام المُستحق، هو موقف نافاس نفسه.

 

فكيف ستثق الجماهير ووسائل الإعلام ويثق المعنيون في نافاس، وهو الذي كان قد وضع قدماً خارج مدريد، وأهب نفسه وعائلته للرحيل، وفي ثانية واحدة عاد من جديد ليجد نفسه الحارس الأول للفريق؟!

 

الثقة التي أتحدث عنها لا علاقة لها بالكفاءة والإمكانيات، فهو حارس موهوب وجميعنا يعلم هذا، لكن نافاس بدون شك فقد الكثير جداً من الناحية المعنوية والنفسية في الأيام القليلة التي مضت، والتي ستؤثر حتماً عليه بالمستقبل القريب مهما كانت قدراته.

 

وضعت نفسي للحظات محل نافاس، وتخيلت ماذا لو قايضني فريقي ظاهرياً بحارس مرمى آخر من أجل إتمام التعاقد معه، ما الذي سأشعر به وأنا أراهم علناً يكشفون لي عن عدم ثقتهم في بل وعدم أهميتي بالنسبة لهم؟ ورأيتني أشعر بشعور كاسر للقلب حقيقةً.

 

فإذا تمعنت في موقف نافاس نفسه، ستشعر أنه لم يكن راضياً تماماً عن ما حدث حتى لو لم يُصرح بذلك علناً، فتصريحات والده التي خرجت فور اقتراب رحيله والتي اتهم فيها وسائل الإعلام الإسبانية بالتحامل عليه لكونه لا يحمل الجنسية الإسبانية، كانت كافية للكشف لنا عن أن غضباً كبيراً انتاب عائلة الحارس الكوستاريكي وانتابه شخصياً، وبالتأكيد مستحيل أن يتبدّل هذا الشعور في بضعة أيام.

 

إذاً، فكيف سيدافع نافاس عن عرين "المرينجي" بحب أولاً وبثقة ثانية وقد بيع وأعادته الأقدار؟ كيف سيظهر للجماهير بالشكل التي تأمل أن تراه عليه بالفترة المقبلة؟ إنه أمر حقاً جد صعب.

 

نافاس يحتاج لـإعادة تأهيل معنوي ونفسي، يحتاج إلى جهد كبير من الرئيس فلورنتينو بيريز ومن مدربه رافا بينيتيز بشخصهما، لـأن الأمر فعلاً خطير جداً، فالريال أصبح محتاجاً لنافاس الآن أكثر من أي وقت مضى، ومردوده من عدمه في ظني لن يُبعده على الأقل حتى الشتاء عن عرين الملكي، فلا أظن أن كيكو كاسيا قد يرتقي لهذه المكانة على الأقل بالوقت الحالي، وبالتالي الجميع سيكون مجبراً على التعامل مع الواقع مهما كانت نتيجته.

 

لذا، فإنه من الضروري أن تُفكر الإدارة أولاً في أن تُعيد الثقة إلى نافاس من جديد بغض النظر عن الطريقة نفسها، فهناك طرق مختلفة، وعلى مدربه أن يمنحه المزيد من العناية والاهتمام، وعلى الجماهير أيضاً أن تعطيه الحب والثقة من قلوبها.

 

 نافاس الآن أصبح رجل المرحلة، عليه أن يشعر الآن أنه أهم شخص في تشكيلة ريال مدريد، وإن وصله هذا الشعور بالتأكيد سيُقنِع وسيكون على قدر هذه الثقة، لأنه قادر، لكن بشرط أن يمنحها الجميع له أولاً.

عرض المحتوى حسب: