كرونو

كلوب في ليفربول
كلوب في ليفربول

يورغن كلوب .. من هو "الساحر الأشقر" ؟

من إنجاز : محمود علي (البطولة)

في كل قصة نجاح تدريبية، عدة أسرار، ربما أبرزها وأهمها التوافق والتشابه بين المدرب والفريق الذي يُدرّبه.

 

ولا يُخفى على أحد أن هذا السبب كان الرئيسي الذي دفع إدارة نادي الإنجليزي للتفكير في المدرب الألماني الشهير أولاً، ثم استقدامه لتدريب الفريق لخلافة برندان رودجرز، خاصةً وأن كلوب قضى فترة هامة وناجحة في مسيرته كمدرب داخل أحد الأندية التي تتشابه كثيراً مع ليفربول في أمور عدة كالظروف والمُناخ والانتماء الجماهيري إليها، وهو .

 

وبدورها استقبلت جماهير "الريدز" نبأ تولي كلوب المسؤولية الفنية لفريقها بترحاب كبير، ربما لـأنها شعرت أنه المدرب اللائق بفريقها، نظراً للتشابه الكبير بين السماء الشخصية الخاصة به وبين السمات الشخصية لنادي ليفربول في إنجلترا، فهو ناد ذو وضع مختلف، كيمياء مُعقدة ربما، والجميع يعلم ذلك، حتى لو عجزوا عن تفسير سر اختلافه عن البقية أو على الأقل عن الكبار.

 

وبالتأكيد كانت هناك عوامل كثيرة صنعت "كاريزما" كلوب التي نتحدث عنها، والتي جعلته أحد أكثر المدربين توافقاً مع ليفربول في هذا التوقيت، تمرّكزت جميعها في سيرته الذاتية، التي سنستعرضها معاً خلال الأسطر القادمة.

 

من هو يورجن كلوب ( اللاعب )؟

اسمه بالكامل، يورجن نوربيرت كلوب، وُلد عام 1967 في مدينة شوتجارت الألمانية، مارس الكرة في صغره في عدة أندية كان أبرزها، آس في جلاتين، الذي لعب له منذ عام 1972 وحتى 1987.

 

لكنه بدأ حياته الاحترافية عام 1988 في صفوف نادي آينتراخت فرانكفورت، الذي لعب له لموسم وحيد، قبل أن ينتقل في الموسم التالي إلى فيكتوريا سيندلينغن، ومنه إلى روت فاب فرانكفورت، حيث قضى مع كل منهما موسماً واحداً فقط.

لكن نقطة التحول في تاريخ كلوب على الإطلاق كـ لاعب ومدرب، كانت عند انتقاله بعد ذلك للعب في صفوف فريق ماينز الذي قضى 11 عاماً داخل جدرانه منذ عام 1990 وحتى عام 2001، وكلها كانت في الدرجة الثانية الألمانية، وذلك قبل أن يُعلن اعتزاله كرة القدم.

ربما خلق هذا بداخل كلوب سمات عديدة أثرت في شخصيته بعد ذلك، فالبقاء مع فريق في الدرجة الأدنى لـ11 عاماً متواصلاً ليس أمراً سهلاً ولا يمكن بأي حال من الأحوال ألا يكون مؤثراً عليك.

 

من هو يورجن كلوب ( المدرب)؟

 

كان هذا ما فهمته إدارة النادي، فقررت إسناد المسؤولية الفنية للفريق إليه بعد اعتزاله مباشرةً، وكأنها كانت ترى فيه على المدى الطويل، الشخص القادر على تحقيق حلم الصعود لـ"البوندسليجا".

لم يُحقق كلوب نجاحاً ملحوظاً في الموسمين الأولين له مع الفريق، إلا أن الثقة التي مُنحت له، مكّنته في الموسم الثالث من تحقيق المُراد وبلوغ الدوري الألماني الممتاز موسم 2004/2005.

ولم يتوقف توهج المدرب الشاب عند قيادة الفريق فقط للتأهل لـ"البوندسليجا" بل ونجح رغم قلة الإمكانيات في أن يُبقيه في موسم صعوده، وفي الموسم التالي وبفضل حصول الفريق على جائزة اللعب النظيف شارك معه للمرة الأولى في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي "الدوري الأوروبي حالياً"، ووصل معهم إلى الدور الثالث قبل أن يُقصى على يد إشبيلية الإسباني.

لم تسعفه قلة الإمكانيات للبقاء أكثر من ذلك في الدوري الألماني، فهبط الفريق من جديد، وهبط معه كلوب وقاده في الدرجة الثانية مرة آخرى موسم 2007/2008 لكنه أخفق هذه المرة في العودة معه للدوري الألماني، ليُقرر الرحيل.

 

 

مسيرته مع دورتموند

بعد فترة غير طويلة من استقالته من ماينز، استقدمته إدارة بروسيا دورتموند لخلافة مدرب الفريق آنذاك توماس دول.

 

ونجح كلوب في المواسم الثلاثة الأولى له مع دورتموند في وضع بصمة حقيقية له داخل الفريق شعر بها محبو النادي جميعاً من خلال الفوز بكأس السوبر عام 2008 وتحقيق نتائج مرضية للفريق ببطولة الدوري، وهو ما منحه الفرصة للبقاء لفترة أطول لتحقيق نجاحات أكثر.

 

وبالفعل في عام 2011 حقق كلوب الإنجاز المُنتظر من جماهير الفريق، حين نجح في قيادته للفوز بلقب الدوري الألماني قبل أسبوعين من نهايته، بعد غياب طويل عن خزائن النادي.

 

وكان الأكثر دهشة هو قدرة المدرب "الكاريزماتيك" في الحفاظ على إنجاز فريقه بالاحتفاظ في الموسم التالي بلقب الدوري الألماني والفوز بلقب الكأس أيضاً، رغم التنافس الكبير من الغريم والعملاق بايرن ميونيخ.

 

ورغم أن الفريق في العامين المتاليين 2013 و 2014 لم يتوج بالدوري أو السوبر لكنه لم يخرج دون إنجازات، ففاز في الموسم الأول بلقب السوبر الألماني وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب فرق جد عريقة كان أبرزها ريال مدريد الإسباني، واحتفظ في الموسم الثاني بلقب السوبر أيضاً.

 

وفي نهاية الموسم الماضي قرر كلوب الرحيل عن دورتموند، وودع الجماهير ببيان ختامي قال فيه: كنت أقول دوماً إنني سأعلن هذا الأمر لو لم أكن المدرب المناسب لهذا النادي.. دورتموند يحتاج إلى التغيير".

 

وتابع "قررت اختيار هذا التوقيت لإعلان قراري حتى لا أتسبب في أي مشكلة تتعلق بالوقت (للبحث عن بديل)، كما حدث في السنوات القليلة الماضية بسبب قرارات بعض اللاعبين، أثق تماماً في أن هذا هو القرار الصحيح

عرض المحتوى حسب: