كرونو

ديدييه دروجبا
ديدييه دروجبا

تقرير خاص | 5 قصص مُثيرة بمسيرة "الفيل العاجي" مع "البلوز"!

إعداد| محمود علي

 

أعلن النجم الإيفواري الشهير،، قبل بضعة أيام، من لندن، عن صدور كتابه الجديد المعني بـ سيرته الذاتية ومسيرته الاحترافية والعديد من أسراره، والمُسمّى بـ"الالتزام".

 

مهاجم مونتريال إمباكت الكندي الحالي، البالغ من العمر 37 عاما، مثل خلال مسيرته الكروية العديد من الأندية سواء في بداياته في فرنسا مع لومان وجونجان ومارسيليا، أو في مرحلة متقدمة بعد ذلك في الصين مع شنجهاي وفي تركيا مع جلطة سراي، لكن تجربته الفريدة في إنجلترا مع ، ستبقى علامة فارقة في حياته، وحلقة بارزة لن تُفارق أذهان جماهير "البلوز" كلما أحبت استعراض سلسلة حلقات تاريخ ناديها بين الحين والآخر.

 

ولـأنها كذلك، فقد تحدث دروجبا باستفاضة وفي مساحة هامة من كتابه الجديد، عن الكثير من الأسرار والحكايات المُثيرة للاهتمام التي تعرض لها في تلك التجربة التي لا تُنسى.

 

وبدورنا، فقد اخترنا لكم خمسة قصص هامة ومثيرة، أفصح عنها ديدييه في كتابه خلال الحديث عن مسيرته بملعب "ستامفورد بريدج"، سنستعرضها معكم بالأسطر القادمة...

 

التعرف على القائد الشاب

تيتو، كما كانت تُلقّبه والدته، اشتراه نادي تشيلسي في صيف عام 2004 من مارسيليا الفرنسي بمقابل مادي كان قياسياً آنذاك، بلغت قيمته 24 مليون يورو.

 

وكان اللاعب الذي وُلد في ساح العاج، وترعرع في فرنسا، قليل المعرفة بالكرة الإنجليزية، ولم يكن لديه أدنى فكرة وقتها عن تشيلسي.

 

في أول تدريب له مع فريقه الجديد، اجتذب شاب طويل القامة وقوي البنية أنظار دروجبا، فاعتقد أنه أحد لاعبي فريق الرديف، تم تصعيده للتدرب مع الفريق الأول بهدف اكتساب الخبرات، لكنه كان مُخطئاً، وهو ما اكتشفه بعد ذلك.

 

وعن ذلك الموقف قال دروجبا: "لاحظت وجود شاب طويل القامة له بنية قوية، كنت أعتقد أنه تم تصعيده للحصول على بعض الخبرات".

 

وأضاف: "في نهاية التدريب، سألت أحد اللاعبين عن اسمه، فأجابني ضاحكاً؛ إنه القائد! جون تيري".

 

وأتم: "لم أكن أعرف سوى القليل عن الفريق، حتى أني لم أكن أعرف قائدهم الشاب الجديد".

 

رسالة مراكش التي أبقته في "ستامفورد بريدج"

سجل دروجبا في كل من الموسمين الأولين له مع تشيلسي 16 هدفاً، ونجح في الفوز مع الفريق بلقب الدوري لموسم 2005-2005، كانت بداية جيدة إلا قليلاً..

 

ففي الموسم الثاني، اتهم اللاعب بخداع الحكام في مناسبتين، في الأولى استخدم يده في تسجيل هدف تم احتسابه، لكن الثانية والتي كانت أمام مانشستر سيتي لم تُحتسب.

 

وعلى إثر ذلك، فتحت وسائل الإعلام الإنجليزية النار على الفيل الإيفواري واتهمته بالخداع والتلاعب، وهو ما أشعره بوجود عداء وعنصرية تجاهه، وخلق نوعاً لديه من عدم الاستقرار.

 

وفي الوقت الذي كان يُفكر فيه جدياً في الرحيل، رسالة نصية، كانت مراكش شاهدةً عليها، كانت كافية لعدوله عن القرار الذي كان على وشك اتخاذه.

 

وقال دروجبا: "كان الرجل الوحيد الذي أقنعني بالبقاء هو فرانك لامبارد".

 

وأضاف: "في يوم ما، بعد نهائيات كأس العالم كانت لدي عطلة قصيرة في مراكش، فتلقيت رسالة نصية منه".

 

وأردف: "كان ذلك غريباً بالنسبة لي، لأنني لا أتذكر أنني تلقيت منه طوال الموسمين الماضيين أي رسائل من قبل".

 

وتابع: "قرأت الرسالة التي مازلت أتذكرها حتى اليوم، كانت تقول؛ مرحباً، أتمنى أن تبقى معنا، لقد فزنا بالدوري معاً، وعلينا أن نفوز بدوري أبطال أوروبا معاً".

 

وأكمل"ثم نظرت إلى الهاتف باندهاش، فـ فرانك لم يكن من النوع الذي يُكثر في الحديث، أنه هاديء جداً، إنه قائد، لكنه يُحقق أهدافه في الملعب وليس بكثرة الكلام".

 

وأتم: "بالنسبة لي، أعطتني هذه الرسالة دافعاً قوياً، كان هذا دليلاً على انني مرغوب بي، ليس هذا معناه أن النادي لم يكن يريدني، ولكن أنا كنت بحاجة إلى شخص يُخبرني بذلك".

 

عندما حاول سكولاري الإطاحة به

لم تكن علاقة دروجبا بالمدرب البرازيلي الشهير، السابق لتشيلسي، لويس فيليبي سكولاري، على ما يرام، فكما يذكر دروجبا في كتابه، كان سكولاري يُريد أن يُسرّحه من الفريق، من أجل استقدام مواطنه آدريانو، مهاجم إنتر ناسيونالي الإيطالي آنذاك.

 

ولم يتردد مدرب المنتخب البرازيلي السابق في أن يطلب من المهاجم العاجي صراحةً الاستعداد للرحيل والبحث عن ناد آحر في يناير من عام 2009، لكن اللاعب الذي كان محبوباً من جماهير ناديه وإدارته، أخبر مالك النادي روما إبراموفيتش بما حدث.

 

ويقول: "عندما غادرت اجتماعي بسكولاري، كان أول ما فعلته، هو انني اتصلت بالسيد إبراموفيتش وشرحت الوضع له عن طريق أحد مساعديه".

 

وأضاف: "بعد ذلك، قال لي، لا، أنت لن تذهب إلى أي مكان، من قال لك أنك سوف ترحل؟!".

 

ولم يمر سوى يناير حتى تمت إقالة سكولاري في أوائل فبراير من عام 2009، بسبب سوء النتائج (ظاهرياً).

 

المنافسة مع توريس

في يناير من عام 2011 انضم فرناندو توريس من ليفربول إلى تشيلسي، بمبلغ قالت تقارير وقتها إن قيمته 50 مليون يورو، وهو الذي جعله أغلى صفقة بالدوري الإنجليزي آنذاك.

 

وعلى الرغم من أن النينو كان يعيش أفضل مراحل حياته في ملعب "آنفيلد"، إلا أن طموح الفوز بالبطولات واللعب في دوري أبطال أوروبا، جعلته يُوافق على الرحيل إلى لندن.

 

لكن توريس عانى منذ لحظة دخوله "ستامفورد بريدج"، وذكر دروجبا في كتابه ان اللاعب كان يلقى صعوبات في التعايش مع 22 ملكاً في تشيلسي، في الوقت الذي لم يكن قبلها هناك في ليفربول سواه وستيفن جيرارد.

 

وقال دروجبا: "مع كل الاحترام الواجب إلى ليفربول، في هذا النادي، لم يكن هناك ملوكاً سوى ستيفن جيرارد وفرناندو توريس، لكن تشيلسي كان يضم 22 ملكاً، لذلك كنت أشعر بمعاناة توريس، لـأنني كنت أعرف صعوبة الوضع بالنسبة له".

 

وفي سياق متصل، تحدث دروجبا عن كواليس انضمام توريس إلى "البلوز"، وأثر ذلك عليه.

 

وقال: "بينما كنت في الـ32 من عمري، كانت الناس منشغلة، إنه ليس كما كان من قبل، لقد تقدم في العمر".

 

وتابع: "وفجأة، وقع فرناندو توريس، ويرجع ذلك إلى أنني كنت مريضاً من ناحية، ومن ناحية آخرى، قالوا لي إنهم يحضرون خليفة لي، لكني تفهمت وجهة نظر النادي، وكان ذلك متوقعاً، وتقبلته".

 

وأتم: "كنت أقول لنفسي، حسناً، أنا لست جيداً الآن، ولكن مهلاً، لا مشكلة".

 

وفي نهاية المطاف، كان لكلا اللاعبين دوراً في دوري أبطال أوروبا نسخة عام2012، توريس في نصف النهائي أمام برشلونة، ودروجبا في النهائي أمام بايرن ميونيخ".

 

نهائي ميونيخ وسر ضياع روبين لركلة الجزاء

روى دروجبا تفاصيل مُثيرة عن لقب دوري أبطال أوروبا نسخة عام 2012، والذي ظفر به فريقه على حساب بايرن ميونيخ في عقر داره في ملعب "آليانز آرينا" بمدينة ميونيخ.

 

وأوضح النجم الإيفواري أنه فقد كل الأمل، عندما تقدم توماس مولر للبايرن في الدقيقة 83، لكن خوان ماتا كان له دوراً كبيراً في رفع معنوياته، ليتمكن ديدييه بنفسه من تسجيل هدف التعادل قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي.

 

وقال عن هذا: "بمجرد أن أعدنا الكرة إلى خط المنتصف بعد هدف البايرن، كنت أقول"لا، لا، لا!" لكن خوان ماتا شحذ همتي، قائلاً: "لا ديدييه، كن مؤمناً بأننا سنعود، كنا مؤمناً" وهو ما حدث بالفعل.

 

لكن الليلة كادت أن تكون حزينة على دروجبا، بعد أن تسبب في ركلة جزاء لصلحة بايرن ميونخ بالوقت الإضافي، حينما أعاق فرانك ريبري في المنطقة المحظورة. فاحتسب الحكم ركلة جزاء انبرى لها أرين روبن، لكن الحارس بيتر تشيك نجح في التصدي لها.

 

ورغم ذلك، فقد كشف دروجبا عن أنه كان له دوراً كبيراً في فشل روبين في تسجيل تلك الركلة، وقدم شرحا مفصلا عما حدث في تلك اللحظة.

وقال: "عندما كان روبين يستعد لتنفيذ ركلة الجزاء، قلت له: "آريين، لقد كنت لاعباً في تشيلسي، لا يمكنك أن تفعل هذا، لا يمكن أن تفعل ذلك! على كل حال نحن نعرف إلى أين ستأخذك هذه الركلة".

 

وأضاف: "بالتأكيد، توغل هذا الكلام داخل رأسه، لأن الكرة التي سددها كانت ضعيفة للغاية، أضعف مما يمكن أن نتوقع، وبيتر كان يجيد التصدي لمثل هذه الكرات".

عرض المحتوى حسب: