في عالم كرة القدم، إن لم يكن الفريق يتوفر على مدرب حكيم و يجيد لغة التواصل، فإنه و من دون شك سيفشل في معانقة الألقاب، و لن يستطيع إدخال البهجة و السرور في نفوس عشاقه و متتبعيه ...
دييغو سيميوني المدرب الأرجنتيني، و منذ قدومه إلى فريق أتلتيكو مدريد عام 2011، و هو يعمل بهدوء دون أي ضغط من قبل وسائل الإعلام، التي ظلمته بعض الشيء، و لم تكن تتوقع يوما أن تراه يقود فريقا "قويا" و بشخصية "قوية"، حتى أصبح "الروخيبلانكوس" أصعب فريق يمكن الفوز عليه ...
دييغو سيميوني يجيد لغة التواصل ...
أهم شيء يتميز به سيميوني، و يجب أن يتوفر في كل مدرب يريد تحقيق النجاحات، هو لغة التواصل، فالمدرب الأرجنتيني و خلال كل المباريات، نراه يتحدث بطريقة رائعة تجعل لاعبيه متحمسين، و يعاملهم كالأصدقاء، الشيء الذي جعل منه محبوب اللاعبين و حتى الجماهير.
دييغو سيميوني كله حماس، و ملامح وجهه تعبر عن مدى رغبته في تحقيق الإنتصارات، فعند دخوله الملعب، لا يهدأ له بال حتى و إن كان فريقه متقدما في النتيجة، و لا يكف عن توجيه التعليمات حتى يعلن الحكم صافرة النهاية ...
سيميوني حقق الألقاب، و تمكن من فك العقد ...
مع تعيين دييغو سيميوني مدربا لأتلتيكو مدريد، إستطاع الأرجنتيني أن يعيد "الروخيبلانكوس" إلى منصات التتويج، بحيث أنه قاد الفريق ليتوج بطلا لكأس "اليوروباليع"، و ذلك عام 2012، حين أطاح بمواطنه أتلتيكو بلباو بثلاثية نظيفة. و خلال نفس السنة، إستطاع سيميوني أن يفوز بكأس السوبر الأوروبي، بعد تحقيق الإنتصار على حساب تشيلسي الإنجليزي (4-1).
و كان آخر لقبين فاز بهما سيميوني محلية، بحيث إستطاع أن يحقق لقب كأس ملك إسبانيا على حساب الجار ريـال مدريد، و ذلك سنة 2013 (2-1)، قبل أن يدخل البهجة و السرور اليوم السبت في نفوس اعشاق النادي، بعد حسم لقب "الليغا" لصالحه.
دييغو سيميوني لازال مع موعد لتحقيق لقب جديد، و هذه المرة قد يكون الأغلى له طيلة مسيرته و طيلة مسيرة فريق أتلتيكو مدريد، و يتعلق الأمر بكأس دوري أبطال أوروبا، بحيث أن الفريق مقبل على لعب النهائي يوم السبت القادم، أمام ريـال مدريد في ديربي العاصمة الإسبانية.
سيميوني إستطاع أن يفك عقدة ريـال مدريد، بحيث حقق الإنتصار على النادي الملكي الموسم الماضي في نهائي الكأس، على أرضية ملعب "سانتيغو بيرنابيو"، و لم يسبق للروخيبلانكوس أن أطاح بجاره منذ عام 1999. و لم يتبقى الآن لسيميوني سوى الفوز على "المرينغي" على أرضية ملعب "فيسينتي كالديرون".
مسيرة سيميوني التدريبية ...
دييغو سيميوني بدأ مسيرته التدريبية سنة 2006، حيث أشرف على تدريب فريق راسينغ الأرجنتيني، إلا أنه فشل في مهامه و غادر النادي خلال نفس الموسم، ليلتحق بذلك بفريق إستوديانتيس، حيث قضى معه موسما واحدا.
سنة 2007، وقع سيميوني على عقد لتدريب فريق ريفر بلايت، قبل أن يعلن استقالته شهر نونبر من عام 2008، و بعدها يوقع لنادي سان لورينزو، هناك درب لموسم واحد (2009-2010).
بعد مسيرته التدريبية في الأرجنتين، إنتقل سيميوني للعمل بأوروبا، بحيث كانت بداياته بنادي كاتانيا، إلا أن مقامه لم يدم طويلا، بحيث وقع شهر يناير من عام 2011، ليغادر شهر يونيو من نفس العام، ليعود من جديد لتدريب سان لورينزو، إلا أنه قدم استقالته شهر دجنبر سنة 2011.
شهر دجنبر من عام 2011، كانت بداية نجاحات دييغو سيميوني، و ذلك بعدما تقلد مهام تدريب فريق أتلتيكو مدريد، لينجح حينها في معانقة الألقاب و ينقش اسمه بين كبار مدربي العالم.