كرونو

كان 2015
كان 2015

رأي خاص | نقل "الكان" من المغرب كارثة كبرى!

بقلم | محمود علي

 

أقدر جيداً القلق الذي ينتاب مسؤولي المملكة المغربية من انتشار وباء الإيبولا، من وراء إقامة كان 2015 القادمة في موعدها الُمحدد سلفاً بالشهر الأول من العام القادم، لكني حقيقةً آراه قلقاً مبالغاً به وغير محسوب العواقب.

 

صحيح أن وباء إيبولا هو سريع الانتشار ولم يتوصل الطب حتى الآن إلى علاج صريح له، إلا أن طلب الدولة تأجيل الحدث الأشهر في أفريقيا ليس الحل أبداً لتفاديه، لأن المرض يُمكن أن ينتشر بطرق آخرى عديدة.

 

فالمغرب في الأصل عبارة عن بلد سياحي يستقبل جنسيات من كل دول العالم ومن ضمنهم الأفارقة، ويبقى معرضاً دائماً لتفشي هذا المرض اللعين في البلاد لولا يقظة الأجهزة الطبية، وأعتقد أن جميعكم على يقين أن الدولة تتخذ من الإجراءات التي تضمن الحفاظ على الأمن الصحي للبلاد ما يكفي مع كل الوافدين منذ لحظة وصولهم إلى المطار، ولا أظن أن حجم الجماهير الوافدة على المغرب في الشهر الذي ستُقام فيه بطولة الأمم الأفريقية سيضاهي أبداً حجم السياح الذين يأتون إلى المغرب من كل دول العالم سنوياً.

 

بل أن طلب الدولة تأجيل ذلك الحدث والذي قد يعقبه قراراً من الكاف بنقله إلى دولة آخرى قد يُمثل ضربةً قوية للسياحة في المغرب وينشر القلق في قلوب السياح، وهو أمر ربما لم يضعه المسؤولون بعناية في حساباتهم.

 

والأغرب من ذلك أن الأندية المغربية المُزمع مشاركتها في النسخ المقبلة من بطولات أفريقيا بالشهر الثاني من العام القادم (أي بعد شهر واحد من الموعد المحدد للكان) ستستقبل العديد من الفرق الأفريقية وستذهب إلى بلدان أفريقية عديدة لخوض مباريات ضمن ذات البطولة، فهل يمكن وقتها أن تطلب الدولة منهم عدم المشاركة في البطولات وتُعرضهم على إثر ذلك لعقوبات قد تصل إلى حد الإيقاف لعامين مع غرامات مالية ضخمة؟!

 

نقل الكان من المغرب والذي سيكون القرار الوحيد الذي سيعقب طلب التأجيل، المرفوض حتماً من الكاف، قد يعزل المغرب عن القارة التي تنتمي إليها، وسيُدخل البلاد في نفق مظلم غير محمود العواقب، لن تقتصر نتائجه السلبية على كرة القدم والرياضة في البلاد فقط بل أنها قد تشكل خطراً على الاقتصاد الذي تعتبر السياحة من أهم أركانه، لذا فإنه يتعين على مسؤولي الدولة وضع كل ذلك في حساباتهم والنظر ببعد أكثر لنتائج رفض تنظيم حدث، هو أكبر بكثير من نظرة بعض المسؤولين له.

عرض المحتوى حسب: