كرونو

فريق المغرب التطواني
فريق المغرب التطواني

الموندياليتو: هل بات "الأتليتيكو" جاهزا؟؟

عثمان رضى / البطولة

لا يفصلنا عن الحدث العالمي سوى 41 يوما و ساعات قليلة، حينها سيعيش المغاربة قاطبة على إيقاعات ، وستتجه العيون كما القلوب لمدينتي الرباط و مراكش، مسرحي الحدث الكوني للأندية، و سيعيش التطوانيين خاصة لحظات تاريخية، سيتمنون إبانها أن يمضي الوقت ثقيلا جدا حتى يتسنى لهم الاستمتاع و النشوة بهذه اللحظات التاريخية التي لم يسبق لها على مر تاريخ الفريق و مدينة الشمال أن عاشوها قط.

 

و الظاهر أن المغرب التطواني لن ينال لوحده كعكة الاهتمام كاملة، ففريق آخر تنتشر شعبيته بشكل كبير في المغرب سيشارك بدوره في هذه التظاهرة، الأمر يتعلق بفريق الاسباني بطل عصبة الأبطال الأوربية، و المرشح فوق العادة للظفر بهذه المنافسة، و يرتقب أن يرافق الفريق عدد كبير من عشاقه من اسبانية بالنظر إلى القرب الجغرافي بين البلدين، و ينتظر أيضا أن يحج عدد كبير من المغاربة لمشاهدة نجوم الفريق الملكي و الذين اعتادوا على مشاهدتهم على شاشات التلفاز فقط و يتقدمهم طبعا النجم البرتغالي .

 

و يبدو أن المغرب التطواني بات يصارع الزمن من أجل الاستعداد بشكل جيد لهذا الحدث العلمي، الذي سيكون فيه محط أنظار الملايين من المغاربة، كيف لا و هو الممثل الوحيد للبطولة الوطنية و للكرة المغربية في هذا العرس الكروي القاري، و الظاهر أن المغاربة لن يكونو الوحيدون من يهتموا بفريق أتليتيكو تطوان بل سيكون الفريق كذلك تحت مجهر الملايين من عشاق المستديرة عبر العالم، الذين ينتظرون أداء فريق مغربي آخر في هذه المسابقة كما حدث الموسم الماضي مع فريق عندما أخرج كبار الأندية العالمية ووصل إلى النهائي قبل أن يستسلم أمام فريق عالمي عملاق اسمه الألماني.

 

هل أصبح الفريق مستعدا ؟؟؟

هو السؤال الذي يطرحه عشاق الفريق التطواني و المهتمين للمشاركة المغربية، و كما هو معلوم فإن أول مقياس يتخذه المتابعون للفريق من اجل معرفة مدى جاهزيته لهذا الحدث الكروي العالمي هو اللقاءات الأخيرة التي خاضها في و ، و كذا في الأسماء التي انتدبها في الفترات الماضية و التي عززت صفوف الفريق، ناهيك عن مدى الاستقرار الذي تعرفه التركيبة البشرية و التقنية للفريق الأحمر و الأبيض.

 

أما النتائج، فيكفي أن نطلع على صبورة الترتيب لنجد فريق مدينة تطوان الجميلة يتربع على عرش البطولة الوطنية مناصفة مع فريق و برصيد 12 نقطة من 6 لقاءات، من ثلاث انتصارات و ثلاث تعادلات فيما لم يسبق له أن تذوق طعم الهزيمة خلال الست لقاءات الماضية من البطولة الوطنية الاحترافية، كما تمكن هجومه من تسجيل 11 هدفا فيما لم تستقبل شباكه سوى أربعة أهدافـ هو ما يعكس القوة الهجومية للفريق خاصة عن طريق هدافه عبد المولة الهردومي الذي وقع أربعة اهداف و زهير نعيم بالإضافة إلى محسن ياجور الذي ورغم تواضعه التهديفي إلا أنه دائما ما يخلق المتاعب لمدافعي الخصم.

 

لكن رغم تألقه على صعيد البطولة الوطنية إلا أن الفريق لم يتمكن من الذهاب بعيدا في منافسات كاس العرش بعد خروجه المبكر على يد فقد انتهى لقاء الذهاب بالرباط بالتعادل الايجابي هدف لمثله قبل أن يسقط الفريق التطواني بميدانه و بهدفين لهدف، و هو الإقصاء الذي جعل الخوف و الشك و التوجس يدب في نفوس عشاق الفريق و في جاهزية معشوقتهم الحمراء و البيضاء.

 

لكن و من خلال القيام بتقييم شامل لأداء الفريق التطواني بداية هذا الموسم، فالمحصلة تبقى إيجابية للغاية، فالفريق لم يحصد هذا الموسم سوى هزيمة واحدة فقط، كما أن أدائه دائما ما كان مستقرا، كما طبع الاستقرار أيضا التركيبة البشرية للنادي الذي حافظ على معظم ركائزه الأساسية مع تطعيمها بلاعبين جدد على غرار محسن ياجور و عبر الرفيق عبد الصمد. هذا دون أن ننسى "التيكي تاكا" التطوانية و طريقة اللعب الرائعة، التي تتحف الجماهير التطوانية و المغربية و التي ينتظر أيضا أن تسحر الملايين من عشاق الكرة عبر العالم.

 

قرعة في المتناول ...

 

لا يمكن الحكم من الآن و القول أن الطريق باتت معبدة للفريق التطواني للوصول بسهولة إلى الدور نصف النهائي على الأقل، فالكرة عودتنا أنها تلعب في أرضية الميدان و لا تخضع بشكل كبير للتخمينات و التكهنات، بالإضافة إلى أن الفريق التطواني لا يتوفر على خبرة كبيرة في مثل هذه المسابقات على عكس الفريق أوكلاند سيتي النيوزيلاندي الذي سيواجهه في اللقاء الأول و الذي يتوفر على خبرة محترمة إذ سبق للفريق أن شارك أكثر من مرة في كأس العالم للأندية.

 

لكن ما هو معلوم، أن قرعة هذا الموسم تعتبر رحيمة بالفريق التطواني مقارنة بقرعة الموسم الماضي و التي وضعت الرجاء أمام فريق مكسيكي عنيد اسمه مونيتيري و الذي فاز عليه الفريق الأخضر بشق الأنفس.

 

فالمغرب التطواني سيلعب في لقائه الأول مع ممثل أوقيانوسيا فريق أوكلاند سيتي النيوزيلاندي و الذي يمتاز بقوته البدنية و التزامه التكتيكي كما انه يتأثر بطريقة اللعب الأنغلوساكسونية، لكنه يبقى فريق في متناول المغرب التطواني، و الفوز في اللقاء الأول سيعطي دفعة معنوية مهمة للفريق حتى يناقش باقي أطوار المنافسات بثقة و عزم كبيرين.

 

و في حال تجاوزه للمباراة الأولى فاللقاء الثاني فسيخوضه تطوان أمام الفائز في اللقاء الذي سيجمع بطل آسيا ( الهلال السعودي أو ويسترن سيدني واندرارز الأسترالي) و بطل إفريقيا ( الجزائري أو فيتا كلوب الأنغولي)، و هي كلها أندية لا تعلو شأنا عن الفريق التطواني و طريقة لعبها تشبه لحد كبير طريقة لعب الكرة المغربية، رغم أن مدرب الفريق عزيز العامري صرح في مناسبات سابقة أنه يفضل منازلة الفريق الجزائري حتى يلعب ديريبي مغاربي جديد و يكون الحافز أكبر أمام لاعبي الفريق التطواني.

 

هل تحدو تطوان حدو الرجاء؟؟

هو السؤال الذي يتبادر على دهن عشاق كرة القدم المغاربة، و هو السؤال الذي يشكل حافزا قويا لفريق المدرب عزيز العامري الذين سيطمحون إلى تحقيق ما حققه الرجاء البيضاوي الموسم الماضي، و صنع ملحمة مغربية جديدة في بطولة عالمية من هذا الحجم، فالفرق المغربية اليوم باتت لا تخشى المنافسين الكبار و دائما على أهبة الاستعداد لمقارعة كبار الكرة العالمية.

 

لكن في المقابل قد يشكل انجاز الرجاء عامل ضغط بالنسبة للاعبي الفريق التطواني، خاصة و أن المهمة ليست بالسهلة بتاتا، و الخصوم لن يأتوا للمغرب من اجل التجول في شوارع مراكش و الرباط بل تحدوهم أيضا نفس الرغبة التي تحدو الفريق المغربي و هي التألق في هذه المنافسة العالمية و البصم على مشاركة تاريخية سيجعل اسم الفريق يردد في كل أركان و أرجاء المعمور، كما أن ظروف الأمس التي وقفت إلى جانب الرجاء ليست هي ظروف اليوم بالنسبة للمغرب التطواني، فالأندية العالمية اليوم باتت تضرب ألف حساب للأندية المغربية التي غالبا ما تكون مدعمة بعاملي الأرض و الجهور.

 

و على ذكر الجمهور، الجميع تابع المواكبة الجماهيرية الكبيرة لفريق الرجاء، من طرف مناصريه الكثر، و الحضور الهائل لمشجعي الفريق الأخضر سواء في مراكش أو أغادير، و هو نفس الحضور الذي ينتظر أن تبصم عليه جماهير الحمامة البيضاء، التي عودتنا في الآونة الأخيرة على تشجيعها المتواصل و الكبير لفريقها المفضل سواء داخل الميدان أو خارجه، و ينتظر أن يحج أكثر من 30 ألف مشجع تطواني لمدرجات مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط و كذا إلى ملعب مراكش الكبير، و ستكسو هذه الأعداد الكبيرة مدرجات الملاعب باللونين الأحمر و الأبيض كما ستتزين بالطرابيش المميزة لمدينة تطوان، أما الهدف فهو دفع الفريق للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في هذه التظاهرة العالمية.

عرض المحتوى حسب: