كرونو

التيمومي أمام انجلترا في مونديال 1986
التيمومي أمام انجلترا في مونديال 1986

نجم من الزمان الجميل .. التيمومي الأسمر الساحر

أحمد اجديرة (البطولة)

"حمودة " أو " صاحب اليسرى الذهبية " ألقاب طالما ما تغنت و هتفت بها جماهير الكرة المغربية بصفة عامة و الجماهير العسكرية بصفة خاصة، كنوع من أنواع التقرب من صاحب الموهبة الفذة و واحد من أهم من داعب كرة القدم بين قدميه في القارة السمراء، إنه محمد التيمومي نجم الجيش الملكي والمنتخب الوطني سابقا، " الفنان الذي كان يرسم على المستطيل الأخضر بيسراه السحرية.

* التيمومي في مواجهة البرتغال في مونديال مكسيكو 1986

ولد التيمومي في 15 يناير سنة 1960 وسط أسرة من ستة أفراد و نشأ في قلب حي اتواركة الذي لديه خصوصيته بين أحياء العاصمة حيث تعلم أبجديات الإبداع الكروي الذي سيرسمه طيلة مسيرته الكروية على المستويين المحلي و الدولي. هذا الفتى الاسمر بهر الملايين ليس فقط بعبقريته الكروية. لكن بأخلاقه العالية التى توجته ملكاً للساحرة المستديرة في قلوب المغاربة بمختلف انتماأتهم.

* التيمومي رفقة نادي الجيش الملكي سنة 1985

لعب الطفل "حمودة " الكرة كثيرا وطويلا، لعبها بالإتقان والبراعة اللتان عجلتا بانضمامه لفريق ا.اتواركة و جعلتا كل من يراه يشهد له بالعظمة ويتنبأ له كذلك بمستقبل زاهر. مثله الأعلى لم يكن إلا " المايسترو" إدريس باموس عميد فريق الجيش الملكي و الفريق الوطني  لذلك كان رقم 10 يعني له الكثير. ماقدمه صحبة فريق ا.اتواركة جعل اسمه يتردد كثيرا في مجال الكرة الوطنية، وعندما بدأ تقنيو الفريق العسكري في مشاهدته، كان من الطبيعي أن يوصوا بالإسراع في إنهاء صفقة الانتقال إلى فريقهم الذي كان بصدد تجديد صفوفه بضخ دماء جديدة و الاعتماد على جيل جديد من المواهب الشابة.

* التيمومي فوق النقالة بعد إصابته الشهيرة أمام الزمالك (09/11/1985)

فاز محمد التيمومي صحبة جيل الثمانينات الذهبي لفريق الجيش الملكي بتقريبا كل الألقاب التي كان بإمكان ناد ما أنذاك الفوز بها (البطولة الوطنية، كأس العرش و كأس إفريقيا) رغم الكسر الشهير الذي أصيب به في نصف النهائي كأس أفريقيا للأندية الأبطال على يد جمال عبد الله لاعب الزمالك المصري و الذي لم يمنعه من الفوز بالكرة الذهبية لعام 1985  كتاني لاعب مغربي يحصل على الجائزة التي كانت تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في إفريقيا. مسيرته على مستوى الأندية ستستمر في أروبا رفقة مورسيا بالليغا الإسبانية حيث سيشرف على تدريبه نجم برشلونة كوبالا ولوكرين البلجيكي. تجربته الاحترافية الأخيرة كانت بسلطنة عمان قبل أن يخوض آخر تجربة له على أرض الوطن و ذلك قبل اعتزاله رفقة الأولمبيك البيضاوي

.
بالتوازي مع هذه المسيرة، شكل التيمومي أحد الدعائم الأساسية للفريق الوطني منذ نهاية السبعينات ولأكثر من عشر سنوات قاد خلالها وسط ميدان أسود الأطلس خلال جل البطولات الرسمية (ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كأس إفريقيا للأمم، الألعاب الأولمبية و كأس العالم) و ترك بصمته كأحد العناوين الكبيرة لمرحلة الثمانينات التي أنجبت نجوما خلقوا فرجة حقيقية نفتقدها للأسف اليوم و يشكل هدفه في مرمى فراعنة مصر بمركب محمد الخامس أحد الذكريات التي لا تنسى لكل عاشقي الساحرة المستديرة ببلادنا.

 

حاليا يعيش محمد التيمومي حياة هادئة بمدينة الرباط،  تربية أولاده وتكوينهم هي أولويات الأولويات بالنسبة له و تستمر علاقته بكرة القدم بشكل متقطع كمحلل تلفزيوني لبعض المباريات و البطولات.

عرض المحتوى حسب: