إعداد: محمد زايد (البطولة)
يحتفل نادي الرجاء الرياضي اليوم، بالذكرى السادسة والستين لتأسيسه، والتي تصادف العشرين من مارس، إذ تعتبر هذه السنة، الأولى التي يحتفل بها النادي الأخضر بذكراه الميلادية في هذا التاريخ بالضبط ال20 من مارس، بعد أن كان التضارب سابقا حول يوم التأسيس بين جماهير الفريق، التي كانت تختلف حوله في الأعوام الماضية.
الرجاء سنة 1959:
و بغض النظر عن تحديد يوم معين للاحتفال بذكرى إنشاء هذا النادي "الكبير"، إلا أنه من الصعب إنكار أمجاد وتاريخ هذ الفريق الذي بدأت حكايته من مقهى متواضع بحي درب السلطان بالدرالبيضاء، في يوم ما من سنة 1949، ليصبح اليوم واحدا من رموز الكرة الوطنية دون أدنى مبالغة.
مرس السلطان فترة الاستعمار حيث يبعد حي درب السلطان ببضع قليل:
وبالعودة لقصة التأسيس، نتذكر مقهى "بويا صلاح"، الذي كان مرتعا لعدد من نشطاء المقاومة بحي درب السلطان آنذاك، و أبرزهم الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل سابقا المحجوب بن صديق، و الوزير الأول السابق المعطي بوعبيد، و بوجمعة القاديري و أيضا حميدو، الداودي، الكادري ثم حجي بن أبادجي، الجزائري الأصل، الفرنسي الجنسية، والذي ترأس الفريق لمدة طويلة، بعد أن كان القانون الفرنسي يصر على رئاسة الفرنسيين للجمعيات الرياضية الحديثة النشأة.
أول شعار للرجاء:
درب السلطان الذي يضم عددا من الأحياء والأزقة الأخرى، كدرب ليهودي وبوشنتوف ودرب الكبير وغيرها، كان يجتمع فيه هؤلاء بشكل منتظم قبل أن يقرروا جمع شتات عديد الفرق داخل فريق واحد، أبرزها فريقي النصر والفتح، و كانت هذه نواة نشأة نادي الرجاء.
النجم البرازيلي بيلي مع فريق الرجاء:
قبل التأسيس الرسمي، كان لابد من اختيار اسم جديد لهذا المولود الحديث، فقرر هؤلاء المؤسسين فبداية الأمر اختيار اسم الفتح البيضاوي، قبل أن يهتدوا لاسم الرجاء بعد ذلك، وفي هذه النقطة هناك بعض الاختلافات في سبب التسمية، إلا أن الكفة ترجح فرضية اختيار الاسم عن طريق القرعة، بعد أن وضع الإسمان فوق طاولة "الحظ"، ليختار هذا الأخير اسم الرجاء.
أما لون النادي، فكان شبه محسوم تقريبا، بعد أن كان الهدف من تأسيس هذا الفريق هو الصدح في وجه المستعمر الفرنسي و إثبات الوجود والكينونة عن طريق الرياضة، فما كان من لون أبلغ وأصدق من اللون الأخضر، بعد أن اختار الجار قبل ذلك اللون الأحمر، أي قبل 12 عاما آنذاك، ليتماثلا مع لون العلم الوطني المغربي.
الرجاء فترة بداية السبعينيات من القرن الماضي بشعارها القديم وسط القميص:
و بخصوص شعار النادي، لم يكن من السهل اختيار شعار يرمز للقوة والنضال والتحدي بهذه السهولة، خاصة وأن الفريق وقتها كان ملزما عليه المشاركة في القسم الثالث الوطني، وبعدها الثاني، ثم القسم الأول، فتم اختيار النسر كرمز للفريق، وقيل أن الأب جيكو هو من اختار هذا الشعار، الذي بقي كذلك بنفس الهوية منذ سنة التأسيس، إلى غاية بداية القرن 21.
الأب جيكو يوشح من طرف الملك محمد الخامس:
من الصدف الغريبة أن بعض الأحداث الرجاوية التاريخية في البدايات، كانت بلمسة ودادية، و كسبيل للمثال لا الحصر، نجد الأب الروحي للفريق، محمد بن الحسن التونسي العفاني، المعروف بالأب جيكو، الذي قال قولته الشهيرة بعد انسحابه من الفريق الأحمر: "سأنشئ الفريق الذي سوف يقتسم الهواء في السماء مع الوداد"، وهو يعد واحدا من بين أبرز الأسماء التي مرت بالنادي الأخضر، ان لم يكن أبرزها على الاطلاق، ضف على ذلك، قاسم القاسمي، الذي كان وداديا سابقا، ودرب الرجاء فترة نهاية الاستعمار وبداية الاستقلال، وكان المشرف علي الفريق وصانع ملحمة الصعود للقسم الأول، حين فاز الأخضر على أولمبيك وزان بسباعية ب "ستاد فيليب"، قبل أن يختفي الرجل دون أدنى أثر له بعد ذلك لأسباب خفية، هذا دون إغفال الدور الذي لعبه عبد القادر جلال في صناعة فريق قوي وقتها، وهو المدرب السابق أيضا للغريم الوداد، قبل التحاقه بالرجاء.
الرجاء بعد الاستقلال بسنوات قليلة:
و يبقى ملعب "لحويط" بمنطقة 2 مارس، هو أول ملعب خاص بالفريق الأخضر، وكان يستقبل مبارياته بعد ذلك شأنه شأن فريق الوداد ب"ستاد فيليب".
ملعب"فيليب":
إذن هي لمحة عن تأسيس نادي الرجاء الرياضي، الذي يعد اليوم واحدا من أبرز الأندية العربية والأفريقية، وسبق وأن ترك بصمته في العالمية، لمرتين اثنتين، في إنجاز لا يتكرر بسهولة، لن يكفينا مجلد كامل لذكر كل إنجازاته وأحداثه التاريخية، فذكرى ميلاد سعيدة لكل رجاويي هذا العالم.
