كرونو

خاص
خاص

" بْغينا مُحاسَبة (عالم زَمانه) أ سِّي لْقجَع " !

ُمحمد زايد (البطولة)

قدِّر لنا نحن معشر المغاربة، و بالضبط من يهيمون حُبا في هذه "المستديرة الكئيبة"، أن نُعايش حقبة، هي بين أسوء حِقب كرة القدم الوطنية على صعيد المنتخبات، رغم عَقد آمالٍ ظنناها ستتحقق واقعا حَلمنا به منذ أمد غير بعيد.

 

اعتقد الغالبية على أن المنتخب المغربي المحلي قد يشكل استثناء مع امحمد فاخر في دورة "الشان" هذه، و قد يستفيق "مغاربة الكرة" على واقع أفضل، ينسيهم ولو مؤقتا خيبات الماضي البسيط، ولو أن البديل، منافسة تشكل للآخرين محطة من محطات استعداد منتخبات الدرجة الثانية والثالثة قاريا.

 

لو علمنا أن تكلفة هذا المنتخب المحلي منذ تولي امحمد فاخر الإشراف عليه قبل حوالي 20 شهرا، قاربت ثلاثة ملايير سنتيم، وأن هذا المبلغ دُفع من جيوب المغاربة، سندرك مدى حجم هذه "الطامة"، بغض النظر عن الأداء والإقناع والإبداع والنتيجة التي كنا ننتظرها في هذه المناسبة، فهل سيحاسب "عالم زمانه" فاخر أم أنه لن يخرج عن العادة، وسينعم بـ"أموال الشعب" هو و من معه بشعار "عفا الله عما سلف".

 

فاخر وُجب أن يحاسب لعدة اعتبارات يبقى أبرزها: اتهامه بتفضيل أسماء على أخرى في اللائحة النهائية، و المشاركة بلاعبين لم يقدموا الشيء الكثير مع فرقهم، والتي قابلها تهميش لاعبين آخرين أكثر كفاءة بشهادة أغلب المتتبعين، هذا دون الوقوع في جدلية " تعرية مستوانا المحلي"، فنحن نعلم فعلا أن دورينا ضعيف بالمقارنة مع دوريات أخرى، لكن ليس أكثر من دوريات الغابون وساحل العاج و رواندا، التي أظهرت منتخباتها ولو نسبيا قتالية عن أقمصة فرقها، في حين ظل لاعبونا يؤدون أدوارهم وكأنهم في مباراة على شاطئ البحر، الخاسر فيها يدفع فاتورة وجبة العشاء.

إصرار فاخر على اللعب بطريقة "مستفزة"، كان فيها لاعب خط الوسط قلب هجوم، وصانع الألعاب جناح أيسر، و مسترجع الكرات ظهير أيمن، بل و إشراكه لثلاثة لاعبين بذات المركز، ناهيك عن التغييرات "البليدة" و الوعود الكاذبة قبل "الدورة"، التي انقلبت بقدرة قادر إلى مشاركة من أجل معرفة قيمة المنافسة المحلية مقارنة مع نظيرتها القارية، يحيلنا على السؤال الآتي: "واش نْخسرُو أَكثَر مِن 3 مْليار بَاشْ نْعَرفو قِيمتْنا معَ مُنتخباتْ القَارَّة؟ حْنا عارفينها مْن زْمان مَاشِي شِي حَاجَة جْديدَة أ سِّي العَالِم، ماشي هادشي لي تافقنا عليه، راك كاتاخد 36 مليون فالشهر، لّي يْقدر مْغربي يْعِيش حْياتو كَاملة مَاعْمرو يْشُوفْها بِين عِينِيه، وْتجِي انْتَ تْزيدْ تْفقسُو.. بْغينَا المُحاسَبة سَالِينا .."

 

قد يعتبر البعض هذه الخطابات والحديث عن القيمة المالية وما إلى ذلك مزايدات ليس إلا، وأن الخلل في أمور أخرى وجب معالجتها والوقوف عند مكامن الخلل فيها، لكن "احْنا أ سِيدي المُواطِنين البُسطاء مْحكُورين، لِّي جَا يْدي رْزقنا، وْيجِيب لينا الشُوهَة بْدم بارْد ويْزيد مْعَ البابْ، حْتا لِين هَادشِي ؟"

 

لو كان المسؤولون فعلا يقومون بمحاسبة كل مَن استفاد مِن درهم واحد من أموال الدولة، دون تحقيق النتائج المتفق عليها قبلا، صدقوني لن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، ولما كان إيريك غيريتس قد غَنِم بأكثر من 9 مليار سنتيم عند تدريبه للمنتخب الأول، و لما اختفى "وزير البْلا بْلا" السابق الذي يتحمل مسؤولية ملعب الرباط الذي كلف 22 مليار سنتيم، دون أن يحاسبوا على ما جَنوْه من دراهم في الأصل هي من عرق المغاربة وهم أولى بها، قد تستثمر في بناء مستشفيات ومدارس بمناطق نائية هي أفضل بكثير من شوهة يتابعونها بأيادٍ أجنبية و محلية.

 

سِّي القجَع، ما بْغيناشْ الهْضرة الخَاوية، المْغاربة اليُوم بْغاو المُحاسَبة، تْوفرات كُل الظُّروف لِّي كُون تْوفرات لْمُنتخَب آخُر كون كْلا الكازُو، حْنا اليُوم بْغِينا حَق المْغاربة يْرجَع ولَو حْتى باعتِذار، للِّي مَا غيسْوا والو قْدَّام لِي عَاشوه مْن فْقسة، و حْتى ما سْخَاو بيه من جْيوبْهم مُكرهين باشْ يْستافد مْنها "عَالِم زَمانه" لِّي زاد احْتاقْرهم بْتصريحَاتو وْرا المَاتْش..

 

رُبما هَذا خِطاب بلُغة كايفهْمُوها المْغاربة كامْلين، ها احْنا كانْتسنَاو.. و باراكَا من الاحتقار، اللَّهم إِن هَذا لَمُنكر."

للتواصل مع الكاتب: m.zaid@elbotola.com

عرض المحتوى حسب: