كرونو

بيب جوارديولا
بيب جوارديولا

تقرير خاص | 5 أشياء ستتغير في "سيتي جوارديولا"

بقلم | محمود علي

 

أعلن نادي الإنجليزي، يوم أمس الإثنين، بشكل رسمي "آخيراً" عن تعيين المدرب الإسباني، بيب جوارديولا، لتولي المسؤولية الفنية للفريق بالموسم المقبل، خلفاً للمدرب الحالي للفريق مانويل بيليجريني، بعد أن ارتبط به بقوة طوال الفترات الماضية.

 

وفور الإعلان عن هذا النبأ، بدأت جماهير السيتي ووسائل الإعلام في بناء توقعات عديدة على ما يمكن أن يُقدمه الرجل البالغ من العمر 45 عاماً لـ "السيتيزن" بالموسم المقبل.

 

فـ بطبيعة الحال، جوارديولا قادر على تكرار جزء كبير مما حققه من نجاحات مع برشلونة وبايرن ميونيخ مع القطب الثاني لمدينة مانشستر بالموسم المقبل، من خلال القيام بثورة في اتجاهات عدة داخل وخارج الميدان.

 

وبدورنا رصدنا لكم أبرز 5 أشياء نتوقع أن يشهدها مانشستر سيتي تحت قيادة بيب بالموسم المقبل..

 

*تغير ميزان القوى بالدوري الإنجليزي

على الرغم من نجاح مانشستر سيتي في الفوز بلقبين للدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات السبع الآخيرة على وجه التحديد، إلا أن النادي الذي شهد ثورة مالية غير مسبوقة عام 2008 منذ أن اشترته مجموعة أبوظبي الاتحاد للتنمية والاستثمار، وحل قبل موسمين في المرتبة السادسة بقائمة "ديلويت" لـأغنى أندية كرة القدم في العالم بأرباح سنوية بلغت قيمتها 414.4 مليون يورو، كان يُنتظر بالنظر إلى ما أمضاه في إنفاق ملايين وملايين على جلب نخبة من أفضل لاعبي العالم أن يُحقق ما هو أكثر من ذلك في "البريميرليج".

 

لكن  ومع وصول جوارديولا بالموسم المقبل، فإن الفريق يُمكن أن يُشكل تغيراً كبيراً في ميزان القوى بالدوري الإنجليزي، إذا ما قورنت وضعيته المرتقبة بوضعية منافسيه مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وآرسنال.

 

ففي اليونايتد لايزال المدرب الهولندي لويس فان جال عاجزاً عن نيل رضاء الجماهير، وفي تشيلسي يُسيطر الغموض على مستقبل الفريق منذ إقالة جوزيه مورينيو وتعيين جوس هيدينك بشكل مؤقت، بينما سيحتاج ليفربول إلى مرحلة إعادة بناء طويلة تحت قيادة يورجن كلوب، في حين أن آرسنال قد بدأ بالفعل مرحلة البحث عن بديل لمدربه آرسين فينجر، الذي سينتهي عقده في عام 2017 القادم، وهو ما يعني أن جميعهم لن ينعموا بنسبة كبيرة من الاستقرار بالمستقبل القريب على الأقل.

 

فضلاً عن ذلك، فإن الفرق الأربعة ورجالهم وقعوا ضحايا لـ جوارديولا بالسنوات الماضية، سواء عندما كان في برشلونة أو مع بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا.

 

*تطور المواهب


"السيتي لديهم في مانشستر الآن أفضل برنامج لأكاديميات اللاعبين".. كانت تلك كلمات بول سكولز، أسطورة مانشستر يونايتد، بالعام الماضي، أشاد فيها بوضوح بإمكانيات منافسهم الأكبر في مدينة مانشستر على مستوى أكاديمية اللاعبين الشبان.

 

وصحيح أن أكاديمية مانشستر سيتي تسير إلى حد ما ببطء، إلا أنها نجحت في وضع بصمات لها في إنجلترا، بعد أن أنفق ملاك النادي الكثير من الأموال على البنية التحتية ووسائل التدريب في الأكاديمية، وهو ما جعلهم يوفرون العديد من المواهب لفريقي دون الـ16 عاماً والـ 21 عاماً، أكثر من منافسيهم اليونايتد وآرسنال وليفربول.

 

لذا، فـ مع وجود جوارديولا يُمكن أن يتحسن مستوى الناتج العام للمواهب في السيتي بشكل مذهل، خاصةً وأن جوارديولا يمتلك خبرات كبيرة في العمل مع الفرق الأدنى، إذ أنه كان مدرباً للفريق الثاني بـ برشلونة قبل أن يُطلب منه حل محل فرانك ريكارد بالفريق الأول.

 

ويمتلك السيتي بالفعل بنية تحتية قوية، فضلاً عن الكثير من المواهب، لكنه يحتاج فقط إلى قائد بحجم وخبرات بيب لتوجيه دفة السفينة نحو الأمام.

 

فلسفة جوارديولا تعتمد بشكل كبير على الاستحواذ واللعب من الخلف، تحريك الكرة واللعب على الخط الدفاعي المتقدم، ومن الممكن أن يسعى إلى فرض استراتيجيته الخاصة بالتدريب على الفرق الصغرى بالنادي، وهو ما سيضمن تحسين مستوى المواهب الصاعدة، مثلما نجح في ذلك في برشلونة، لمّا قام بتصعيد سلسلة مميزة من المواهب على غرار دوس سانتوس وبيدرو وجيفرين وغيرهم.

 

*الراحلون عن السيتي

في الوقت الذي تحتفل جماهير السيتي بقدوم جوارديولا، فإن بعض اللاعبين ربما لا يفضلون ذلك، وعلى رأس هؤلاء الإيفواري يايا توريه.

 

فقد كان جوارديولا سبباً رئيسياً في رحيل توريه عن برشلونة، عندما كان مدرباً للفريق، لذا فهو اسم غير مفضل على الإطلاق للعمل مع اللاعب الذي سوف يتم عامه الـ 33 في مايو/ آيار القادم، فضلاً عن أن استراتيجية الإسباني ليست ملائمة إليه بنسبة كبيرة.

 

ولن يكون توريه هو الاسم الوحيد المُتوقع رحيله عن السيتي تحت قيادة جوارديولا، فهناك بعض اللاعبين الذين لن يكون بمقدورهم الانسجام مع تكتيكاته، ربما أبرزهم سمير نصري وخيسوس نافاس.

 

وفي المقابل، فإنه من المؤكد أن هناك لاعبين لن تتأثر بقدومه على غرار رحيم سترلينج وكيفن دي بروين، بالنظر إلى قيمة انضمامهما إلى الفريق وإمكانياتهما الهائلة.

 

*القادمون إلى السيتي


من المؤكد أن جوارديولا يمتلك من الذكاء ما سيجعله قادراً على تفادي إشكالية التكيف مع أجواء الدوري الإنجليزي وفي الوقت نفسه تكيف اللاعبين مع فلسفته الجديدة.

 

لذلك، سيكون السبيل المثالي لـ جوارديولا للتخلص من ذلك المشكل، هو اللجوء إلى لاعبين على دراية بأساليبه وفلسفته وتكتيكاته.

 

ومن ضمن هؤلاء اللاعبين، روبرت ليفانكوفسكي، نجم بايرن ميونيخ، الذي تحيط الشكوك بالفعل بمستقبله، فضلاً عن لاعب الوسط تياجو آلكانتارا.

 

وبدون شك، هناك ميول كبيرة لدى هذا الثنائي في مواصلة العمل تحت قيادة جوارديولا، ليس فقط بدافع الانسجام، ولكن من أجل ضمان تكرار نجاحاتهم لمواسم جديدة وفي أماكن جديدة.

 

ولن تتوقف الصفقات المتوقعة للسيتي عند هذا الحد، فمع قدوم جوارديولا قد يكون النادي قادراً بشكل أكبر على جلب أولئك الذين لم تغرهم أمواله في السابق، وربما يكون نجم برشلونة ليونيل ميسي، أحد هؤلاء!

 

*السيطرة الأوروبية

على الرغم من نجاح السيتي في فرض نفسه بقوة في إنجلترا، إلا أنه لايزال غير قادر على تحقيق ذلك على المستوى الأوروبي.

 

فالفريق الذي شارك بالسنوات الماضية بشكل منتظم في دوري أبطال أوروبا بدا عاجزاً عن الوصول إلى منصات التتويج أو حتى الاقتراب منها، رغم حجم المصروفات الهائلة التي أُنفقت على تكوين نخبة من النجوم داخله.

 

وبالرغم من أن قرعة دور الـ16 بدوري ابطال أوروبا، أوقعته في مواجهة في المتناول نسبياً أمام دينامو كييف، سوف تمنحه فرصة كبيرة في بلوغ الدور ربع النهائي، إلا أنه مع قدوم جوارديولا، سيكون أمام الفريق فرصة للوصول بعيداً في النسخة الحالية والنسخ المستقبلية، بالنظر إلى تكتيكاته وخبراته التي تناسب كثيراً دوري أبطال أوروبا، ومقارنةً بتكتيكات بيليجريني البالية التي لا تصلح غالباً سوى في إنجلترا.

عرض المحتوى حسب: