محمد زايد (البطولة)
كذِب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علانية في وجه أزيد من 40 مليون مواطن مغربي، وذلك حين قال بالحرف أمس الثلاثاء حول موضوع إقالة الزاكي وتعويضه بهيرفي رونار :"أنا لا علاقة لي بهذا الموضوع، والزاكي هو الناخب الوطني والإشاعة يجب أن تنتهي".
من ينشر الإشاعة الآن "أسي فوزي"، لماذا تحتقرون المتتبع و تستبلدونه هكذا، كيف يعقل أن تُنكروا خبراً يقينا أنتم من تشرفون عليه، وهو التفاوض مع المدرب الفرنسي "رونار"، وتصفونه بالإشاعة، وأنتم تجهزون لقرار مثل هذا، لا يهم الجامعة وحدها، بل يهم أي مواطن يحمل الجنسية المغربية، بما أن المنتخب ملك للمغاربة أجمعين وليس ملكا لك أو من معك.
حين يقوم مسير رفيع المستوى بمثل هذه "الخرجات اللا محسوبة"، فماذا سننتظر من رؤساء الفرق واللاعبين والجماهير، و التي نتهمها بافتعال أعمال الشغب، فمن يحاسب إذن شغب المسؤولين؟
إن ما يقع اليوم من تخبط و ارتجال و تردد، يؤكد و بالملموس أن المنظومة الكروية تُسير بدون استراتيجية واضحة المعالم، يتم اتخاذ القرارارت فيها كما يتخذ صاحب المقهى قرار استبدال نادله بين عشية وضحاها.
لست مدافعا عن الزاكي ولا عن رونار و لا غيرهما، و لست مخولا لذلك، و لست أهلا له، فنحن لم ننشأ على قاعدة "الأظرفة الصّفراء" و"دهن السّير يسير" و "باك صاحبي"، حتى نفضل فلان على علان أو نغض الطرف عن هذا الموضوع دون غيره، خاصة إن كان "فاضحا" مثل هذا.
فوزي لقجع لست مقدسا ولست نبيا حتى لا تخطئ، لقد احتقرت المغاربة بنفيك لخبر أنت بصدد القيام به، في ظرف أقل من ساعات فقط، و هذا يحيلنا على أمرين اثنين لا ثالث لهما: "إما أنك كذبت على المغاربة وهنا يجب أن تقدم تفسيرا واضحا لهم"، أو "أنك فعلا لا تعلم عن قضية إقالة الزاكي شيئا وأن من يسير الجامعة أُناس آخرين، وتلك كارثة وطامة كبرى أكيد".
هذا كله لن يسنينا كشف موضوع التقرير المالي للمغاربة ليعلموا أين تُصرف تلك الأموال التي تؤخذ من جيبوهم، خاصة وأنها تجاوزت الـ85 مليار سنتيم في ظرف وجيز، بصفر إنجاز و صفر تطور، و هنا قد نعلم لماذا تم اختيار هذه الظرفية بالضبط لإعلان إقالة الزاكي وليس الانفصال بالتراضي، فلا تضحكوا على المغاربة نرجوكم، فهم أذكى من كل ذلك بكثير.
للتواصل مع الكاتب: m.zaid@elbotola.com
