كرونو

بادو الزاكي إلى جانب لاعبيه
بادو الزاكي إلى جانب لاعبيه

الزاكي .. بين إيجابية النتائج وتواضع الأداء

أيوب رفيق ( البطولة )

يترجل الإطار الوطني، بادو الزاكي، عن صهوة ، بعد ما يقارب سنتيْن من الإشراف على عارضته الفنية، بحصيلة اعتبرها الكثيرون موسومة بالمفارقات، وتحتمل الكثير من التأويلات، بين "براغماتية" مُنقطعة النظير في المباريات الرسمية التي حُقق فيها الأهم، و"تواضع" فني شكّل العنوان الأبرز لمعظم المقابلات التي خاضها الأسود.

 

مُهندس إنجاز سنة 2004 بتونس، بدا على مدار قيادته لسفينة المنتخب، فريسة لهاجس الإهتداء إلى تشكيلة قارة يتسلح بها في مواجهة الخصوم، مما أفرز نتائج مُتباينة على صعيد اللقاءات الودية، التي شكَّلت أرضية خصبة للزاكي لتجريب قطع غياره، لكن دون أن يشفع له ذلك بالحسم في تركيبة بشرية ثابتة يحفظها المتابعون عن ظهر قلب.

 

واقعية وصرامة في المباريات الرسمية

 

للحارس السابق لنادي مايوركا الإسباني، أن يفتخر بسجله "الإيجابي" في المقابلات الرسمية التي أجرتها الكتيبة المغربية، إذ أشرف على أربع مباريات رسمية، فاز في ثلاثة منها، وانهزم في واحدة، دون أن تؤثر هذه الأخيرة على زحف النخبة الوطنية نحو المراحل المتقدمة في التصفيات.

 

وتفوق رفاق نجم بايرن ميونيخ، المهدي بنعطية على المنتخب الليبي، بهدف نظيف، في الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى "كان 2017" المُزمع تنظيمها بالديار الغابونية، قبل أن يغتالوا طموح منتخب ساو تومي بثلاثية نظيفة، خارج القواعد، ليتصدروا ترتيب المجموعة بست نقاط، مُناصفة مع الرأس الأخضر، الخصم المقبل للأسود، شهر مارس القادم.

 

كما أفلح أبناء الزاكي في تجاوز عقبة غينيا الإستوائية بصعوبة، برسم مباراة السد، المؤهلة إلى المرحلة النهائية للتصفيات المُفضية لكأس العالم 2018 بروسيا، حيث فازوا بهدفيْن نظيفيْن بمدينة أكادير في لقاء الذهاب، بينما انهزموا بهدف نظيف بالعاصمة باطا، حاجزين بذلك بطاقة العبور إلى الدور النهائي.

 

ضُعف الأداء الفني وتذبذب في نتائج المقابلات الودية

 

على امتداد 21 شهرا التي قاد فيها الزاكي المنتخب المغربي، لم تتغلغل الطمأنينة في نفوس الجماهير والأنصار، فما إن تنفرج الأسارير بتحقيق الفريق الوطني لنتيجة إيجابية، حتى تعود التعابير لتكفهر، بتذوق مرارة الهزائم وتواضع الأداء الفني.

 

وتأرجح الأسود في مبارياتهم الودية بين الإنتصار والهزيمة والتعادل، وسط انخفاض جلي في المستوى الفني وابتعاد عن الإقناع. وخاض المغاربة 14 مقابلة ودية، انتصروا في سبعة منها، وتعادلوا في ثلاثة، ثم انهزموا في أربعة مقابلات.

 

وانتصر ممثلو الكرة المغربية على كينيا، زيمبابوي، البنين، موريتانيا، إفريقيا الوسطى والموزمبيق ثم ليبيا، فيما تعادلوا أمام المنتخب القطري والغيني وكذا الغابوني، في الوقت الذي رضخوا فيه لقوة المنتخب الأوروغوياني والأنغولي والكوت ديفواري.

 

التوهان في البحث عن تشكيلة قارة

 

ظهر الناخب الوطني السابق ضائعا في خضم التنقيب عن تركيبة بشرية ثابتة، لا تتغير بتغير المباريات ولا الإستحقاقات، حيث عاتبه الكثيرون على فشله في الإهتداء إلى تشكيلة أساسية قارة، مما جعل هاجس الإنسجام بين اللاعبين حاضرا في أغلب الأحيان.

 

يتأكد هذا المعطى، بالإطلاع على عدد اللاعبين الذين استخدمهم الزاكي طيلة إشرافه على المنتخب، إذ وصل اللاعبون الذين حملوا قميص النخبة الوطنية إلى 55 لاعبا، ليُعتبر الحارس السابق ضمن أكثر المدربين الذين وظفوا أكبر عدد من اللاعبين.

 

هواية التأرجح بين تشكيلة وأخرى، لم تقتصر على المباريات الودية فقط، بل طالت اللقاءات الرسمية كذلك، وهو ما ترجمته مباراة الإياب أمام غينيا الإستوائية، التي تغير فيها الخط الأمامي بنسبة مئوية كبيرة، مقارنة مع لقاء الذهاب، بالإعتماد على فيصل فجر وتيغادويني وياسين بامو، بدل برادة وزياش وكذا القادوري الذين خاضوا مباراة الذهاب. 

عرض المحتوى حسب: