كرونو

هيرفي رونار
هيرفي رونار

رونار أو "الميستر X" .. أسباب تدفعه للنجاح

يوسف الشافعي (البطولة)

تُواصل المملكة المغربية بحثها الدؤوب والشاق عن "الميستر إكس" أو الرجل القادر على قيادة المغرب إلى النجاح على المستوى القاري، والقادر على العودة بأسود الاطلس إلى المشاركة المونديالية.

 

بعد الأزمة الإقتصادية والاجتماعية التي سببها المدرب البلجيكي إيريك غيريتس بتقاضيه حينها لراتب شهري قيمته 235 ألف يورو شهريا، إضافة إلى فيلا فخمة في أحد أرقى أحياء العاصمة الرباط، سيارة رباعية الدفع بسائقها الخاص، ناهيك عن امتيازات أخرى .. وَفَشل تجارب رشيد الطاوسي وبادو الزاكي .. يُنتظر هيرفي رونار أو "ثعلب إفريقيا" كما يحلو للبعض تسميته، على أحر من الجمرفي المغرب، وذلك لكونه الاسم القادر على إعادة المغرب إلى المشاركة في كأس العالم بعد غياب امتد ل20 سنة.

 

هناك ثلاثة أسباب رئيسية قد تُرجح نجاح تجربة كمدرب للمغرب، إن تم التوقيع معه بشكل رسمي.

هل يكون المدرب "الوسيم" هو الاسم الذي سيُعيد البسمة لشعب بأكلمه ..


 

لأنه خبير بأحوال القارة الإفريقية

 

يُعتبر هيرفي رونار أسطورة حية في القارة السمراء، إذ تمكن من الثعلب الفرنسي من تحقيق لقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في مُناسبتين رفقة زامبيا 2012 والكوت ديفوار 2015، إذ يبقى كونه المدرب الوحيد الذي استطاع تحقيق هذا الأمر في القارة السمراء.

 

 

وتمكن رونار من تحقيق أمر أشبه بالمعجزة سنة 2012 رفقة الرصاصات النحاسية الزامبية، وذلك بعدما دخل للمشاركة القارية يقود فريقا غير مرشح بالمرة، قبل أن يتمكن من إسقاط كبار إفريقيا الواحد تلو الآخر، ليصفع رفاق الفيل الإيفواري دروغبا في النهائي بالضربات الترجيحية، وكتب تاريخا جديدا لزامبيا مُعرِّفا القارة السمراء بأسماء ألفتها الألسن حينها مثل القائد كاتونغو، كالابا، مايوكا وآخرون …

 

 

وبعد مرور 3 سنوات كاملة، عاد هيرفي رونار للتربع على عرش القارة السمراء بقيادته الكوت ديفوار لإحراز لقب طال انتظاره منذ سنة 1992.

في غياب القائد التاريخي ديدييه دروغبا، وفي حضور أسماء قوية في قيمة يايا توريه، جيرفينيو وويلفريد بوني، أبان المدرب الفرنسي للعالم أنه قادر على قيادة وتسيير غرفة بدلاء وازنة..

 

 

تمكن ثعلب إفريقيا من قيادة فريقه يعج بمختلف الثقافات، إذ عرف المنتخب الإيفواري حينها تواجد أسماء من مختلف الدوريات الأوربية، وهو الأمر ذاته في المنتخب الوطني المغربي، الذي يزخر بطاقات هائلة قادمة من مُختلف الدوريات الكبرى ..


 

لأنه يلبس ثوب الزعيم وسط الرجال

يُعرف هيرفي رونار، المدير الفني الفرنسي السابق لمنتخبات زامبيا والكوت ديفوار، بالصرامة والحزم في التعامل مع مُختلف الوضعيات، إذ أنه يبقى قادرا على رفع صوته بقوة في وجه لاعبيه إن اقتضى الأمر ذلك ..

 

 

ويبقى هيرفي رونار أحد أشهر الأسماء صرامة في التدريب، إذ سبق له أن ثار في وجه لاعبي المنتخب الإيفواري بين شوطي مباراته أمام سيراليون برسم تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2015، حينها كان المنتخب السيراليوني قد أحكم سيطرته بشدة على مُجريات الجولة الأولى التي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، وانفجر رونار حينها غاضبا في وجه لاعبيه، كما أن ضرب أحد الكراسي المتواجدة في غرفة خلع الملابس، وهو الأمر الذي غير عقلية ورغبة لاعبيه في الشوط الثاني ليتفوقوا بنتيجة كبيرة قوامها (5-1).

 

 

كما كشف وسائل الإعلام الفرنسية إلى أنه يملك شخصية قوية أمام لاعبيه، وتبقى أشهر قصصه عندما استطاع أن يُعيد قائد ليل مافوبا إلى الطريق الصحيح رفقة المجموعة، وهو الذي عُرف بعدم الالتزام.

 

في المغرب، لطالما اتضح جليا غياب الصرامة من طرف المدربين في التعامل مع المجموعة، كما أن اللاعبين يفتقدون للتركيز الكلي في المباريات.

 

 

من المنتظر أن يعتمد رونار على رفيق دربه باتريس بوميل في المنتخب المغربي، إضافة إلىمصطفى حجي، المساعد السابق لبادو الزاكي.

وسيعمل رونار على تجميع فريق قوي ومتجانس، وهو الأمر الذي فشل فيه الزاكي قبل، إذ قام هذا الأخير بتجريب أكثر من 90 لاعبا، دون الوصول إلى تشكيلة متكاملة متجانسة، وهي أول مهام رونار في المغرب، إن تم التوقيع معه بشكل رسمي.


 

لأنه كشاف مواهب ب"الفطرة"

 

يملك هيرفي رونار الخبرة في كشف المواهب، إذ لطالما نجح في إخراج أسماء جديدة لحيز الوجود في الأماكن التي اشتغل فيها من قبل، حيث قاد زامبيا لحيازة اللقب القاري بتشكيلة سيطر فيها اللاعبون المزاولون في القارة السمراء ( أكثر من 80 في المائة من اللاعبين من الأندية المزاولة في القارة الإفريقية).

 

كما أظهر رونار في تجربته رفقة منتخب الكوت ديفوار أنه يُعطي لكل ذي حق حقه ولا يُؤمن إلا بالعمل، بعدما أشرك أسماء جديدة مثل إيريك بايلي، سيري داي و"الصغير" ويلفريد كانون ، إضافة إلى الحارس سيلفان غبوهوو، والذي شارك في مُختلف مراحل كأس الأمم الإفريقية 2015..


 

ويبقى هيرفي رونار قادر على وضع الخطط حسب اللاعبين الذين يتوفر عليهم، إذ لا يعتمد على أسلوب لعب ونهج تكتيكي محدد، حيث سبق له اللعب بخطط متنوعة (4-4-2)، (4-3-3) و(3-5-2)، ويؤمن الثعلب الفرنسي بأن اللاعبين هم الذين يُحددون النهج الخططي وليس العكس ..

كما سيُشرف هيرفي رونار على المنتخب المحلي والمنتخب الأولمبي لكي تكون له نظرة شاملة على مُختلف الطاقات الكروية في المغرب ...

عن فرانس فوتبول الفرنسية - بتصرف

عرض المحتوى حسب: