كرونو

هيرفي رونار
هيرفي رونار

تحديات تنتظر الفرنسي رونار على رأس الأسود

أيوب رفيق ( البطولة )

رغم ما أحدثه قرار الإنفصال عن الإطار الفني، بادو الزاكي، من انقسام في الرأي العام، بين فئة مؤيدة وأخرى معارضة، تبدو الجماهير المغربية مُلتفة حول مسعى واحد، قوامه مشاهدة م، يتحدث لغة التألق، ويعزف على وتر الإنجازات، دون أن تشوبه شوائب كثيرة تحول بينه وبين مقارعة المنتخبات العتيدة.

 

وفي ظل بلوغ الأسود للمرحلة النهائية من ، وتصدُّر مجموعتهم ضمن إقصائيات، لازال العديد من المتابعين يعتبرون أن الكتيبة المغربية تشكو بعض الصعوبات، ولازال أمامها هامش واسع للتطور على مجموعة من المستويات والأصعدة.

ويُعلق الأنصار المغاربة أمالا عريضة على المدرب الفرنسي الجديد، ، لتجسيد طموحاتهم وترجمة تطلعاتهم على أرض الواقع، نظرا للماضي المُشرق ل "الثعلب" في القارة الإفريقية، في الوقت الذي تنتظر فيه المدرب الفرنسي عدة مهام وتحديات، تتمثل أساسا في تحسين وإصلاح العديد من الجوانب المُرتبطة بالمنتخب الوطني.

 

مد المجموعة بشحنة معنوية وتحفيزية

 

لا تكاد تخلو الإنتقادات التي توجهها الجماهير للمنتخب المغربي، كلما تعثر في لقاء رسمي أو ودي، من اتهامات بالإفتقاد للروح المعنوية والتقاعس عن تبليل القميص، نظرا للبوْن الشاسع بين أداء اللاعبين رفقة أنديتهم والمردود الذي يقدمونه مع منتخبهم.

 

وبدا جليا أن أسود الأطلس عانوا في السنوات الأخيرة على الصعيد الذهني، مقارنة مع الأجيال التي مثلت الكرة الوطنية في السبعينيات والثمانينيات، إذ يُحسب عليهم الفشل في إعطاء انطباع يوحي ببذل كل ما في وسعهم، لدى دفاعهم عن ألوان المنتخب المغربي.

هذا المُعطى، يعزوه الكثيرون إلى إخفاق الأطر الفنية في شحن لاعبيها معنويا وتحفيزهم على إخراج كل ما في جعبتهم، في سبيل المجموعة، إسوة بالعديد من المنتخبات العربية، على غرار المنتخبيْن التونسي والجزائري، اللذيْن يُؤديان بروح وطنية عالية، وفق ما يلمسه المتابعون.

 

وفي هذا الصدد، يقول الدولي المغربي السابق، ميري كريمو، إن "التواصل بين المدرب واللاعبين نقطة ضرورية وحتمية، شريطة أن يطبع الإحترام هذه العلاقة"، مُردفا في حديثه إلى "البطولة"، أن "المدير الفني هو الذي يصنع روح الفريق ويوفر الجو الملائم للمجموعة".

 

من جانبه، يزخر مدرب زامبيا والكوت ديفوار سابقا بآليات وميكانيزمات تُعينه على نسج علاقة وطيدة مع لاعبيه، ملؤها الثقة والإحترام، حيث يُجيد الإقتراب من اللاعبين وبث الحماس في نفوسهم، لتمكنه من مهارات التواصل.

 

تطوير الأداء الفني للمنتخب المغربي

 

يجد المدير الفني الفرنسي، هيرفي رونار، نفسه أمام حتمية تطوير المردود الفني لرفاق صانع الألعاب الشاب، حكيم زياش، بعدما غاب الإقناع عن النخبة الوطنية، في معظم المباريات التي خاضتها، تحت إشراف الزاكي، رغم تحقيقها لنتائج طيبة في اللقاءات الرسمية.

 

ولأن الجماهير المغربية تعشق الكرة الجميلة وتضعها كأولوية في قائمة تطلعاتها، فإن المدير الفني السابق لنادي ليل مُلزم ببلورة أداء فني مقبول يُساهم في وصول النخبة الوطنية إلى نهائيات كأس العالم بروسيا والتألق في كأس أمم إفريقيا، المزمع تنظيمها بالغابون، بحر السنة المقبلة.

"المغاربة متعطشون للعودة إلى سكة الإنجازات، فمنذ عشرين سنة لم نتأهل إلى المونديال"، يقول كريمو، النجم السابق للمنتخب المغربي، لافتا إلى أن العمل "الجاد والإجتهاد سيقودان الفريق الوطني إلى البصم على أداء تقني عالٍ يُحقق به الإنجازات المرجوة". 

 

استمالة المُحترفين المغاربة لحمل القميص الوطني

 

لم يتمكن المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة من الظفر بخدمات مجموعة من اللاعبين المغاربة الأصل، إثر تفضيلهم الممارسة في صفوف منتخبات البلدان الذين نشؤوا فيها وتلقوا تكوينهم الكروي على أراضيها.

 

ومهما اختلفت الأسباب والدواعي، فإن هذا الملف ينتظر الإنكباب عليه من طرف الإطار الفني الفرنسي، بتنسيق مع جامعة الكرة، حتى تستفيد الكرة المغربية من مواهب وطاقات هائلة تُمارس في القارة العجوز وضمن أندية لها وزنها على الساحة الأوربية.

وبوسع رونار كسب الرهان في هذا الجانب، بالنظر إلى إجادته لآليات الإقناع والتأثير على اللاعبين، مُتسلحا في ذلك بشخصيته القوية وسلاسته في التواصل مع مُحيطه. ويشكل ملف اللاعبيْن، سفيان بوفال وأسامة طنان اختبارا للفرنسي، علما أنه يتمتع بحظوظ قوية لاستقطاب الأول للكتيبة المغربية، في ظل العلاقة المتينة التي تربطه به، إثر الإشراف على تدريبه في نادي ليل.

 

وسبق للثعلب الفرنسي الإشتغال بشكل كبير على هذا الجانب، عند اعتلائه العارضة الفنية للمنتخب الكوت ديفواري، إذ ظل حريصا على متابعة اللاعبين الذين يحملون جنسية مزدوجة وبذل مجهودات في إقناعهم بتمثيل منتخب ساحل العاج.

ويقول رونار في هذا السياق، ضمن تصريح سابق نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية: "إنني أشاهد الكثير من المباريات وأتابع خاصة اللاعبين الذين لهم رابط بالمنتخب الإيفواري، كما أهتم كثيرا بأولئك الذين يرغبون في حمل قميص المنتخب". 

عرض المحتوى حسب: