كرونو

زين الدين زيدان
زين الدين زيدان

خاص | زيدان.. اختبارات ناجحة، تحد جديد في الانتظار

بقلم | محمود علي

 

بعد مرحلة من التخبط التي عاشها فريق  الإسباني منذ بداية الموسم الحالي وحتى الأيام الأولى من هذا العام تحت قيادة رافا بينيتيز، نجح أسطورة النادي السابق  في إعادة التوازن إلى الفريق مُجدداً، منذ توليه المسؤولية للمرة الأولى كـ مدير فني قبل ثلاثة أشهر.

 

زيدان الذي سبق وأن خاض تجربة تدريبية قصيرة كمدرب مساعد للمدير الفني الإيطالي الأسبق لـ"الميرنجي" كارلو آنشيلوتي، الذي ترك الفريق في بداية الصيف الماضي بعد فترة في المجمل ناجحة، قُدّر له العودة إلى الفريق من جديد ولكن كـ مدير فني هذه المرة بفرمان مُفاجيء من الرئيس فلورنتينو بيريز.

 

وبالرغم من الترحاب الكبير الذي لاقاه النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن ينجح المدرب الشاب في انتشال الفريق من وضعيته الصعبة التي مر بها، لا سيما بعد الخسارة المُوجعة في كلاسيكو الدور الأول على يد برشلونة برباعية نظيفة، والتي جاءت بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة والمستويات الهزيلة تحت قيادة بينيتيز.

 

فقد نجح زيدان رقمياً في الوصول إلى الفوز رقم 14 له في "الليغا" وذلك حتى المباراة السابعة عشر له مع الفريق، والتي كانت أمام رايو فاليكانو وانتهت لصالح الريال بنتيجة 3-2، في مقابل تعادلين وخسارة وحيدة.

 

والمُفارقة أن هذا الرقم كان نفسه الذي حققه مورينيو في أولى مواسمه التدريبية مع الريال عام 2010.

 

ولم تكن أرقام "زيزو" مع الريال في الدوري إلا دليلاً على الطفرة التي حققها مع الفريق، الذي أعاده من جديد إلى الصورة وإلى دائرة المنافسة على اللقب، وهو الذي بات على بعد نقطة من الصدارة التي يتقاسمها برشلونة وأتليتكو مدريد.

 

الاختبار الأول 
لم يكن أكثر المُتفائلين يتوقع أن ينجح زيدان في التجربة الأولى له كـ مدير فني مع ريال مدريد في تجاوز برشلونة نتيجةً وأداءً في الكلاسيكو الآخير، الذي جمعهما على ملعب "كامب نو"، وهو الذي إن صح التعبير، لايزال يُعاني البارسا من عواقبه إلى الآن.

 

فقد اعتبر كثيرون أن الكلاسيكو الماضي هو الاختبار الذي قد يُمثل البداية الحقيقية لـ زيدان مع ريال مدريد، بالنظر إلى قيمة وحجم المباراة.

 

زيزو وبشخصية الكبار نجح بالفعل في اجتياز الاختبار الأصعب، وقاد فريقه إلى فوز مستحق بهدفين لهدف، كان له من الفضل الكثير في بناء جسر من الثقة بينه وبين جماهير فريقه وكذلك إدارة ناديه.


الاختبار الثاني
على الصعيد المحلي، بدا زيدان مقنعاً لقطاع عريض من جماهير الريال، لكن الشك كان قد بدأ يتسرب إلى قلوبهم بعد الخسارة التي مُني بها الفريق على يد فولفسبورج بهدفين نظيفين في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

 

فعلى الرغم من أن الفريق الألماني لم يكن بالمرعب، إلا أن نتيجة مباراة الذهاب أضفت كثيراً من الغموض حول مصير الفريق في البطولة، وجعلت من مباراة الإياب في "سانتياجو برنابيو" اختباراً ثانياً وإجبارياً كان على زيدان اجتيازه، وهو الذي لم يكن قد التقط أنفاسه بعد اختبار الكلاسيكو، الذي سبق تلك المواجهة ببضعة أيام.

 

ورغم ذلك، عاد زيدان بـ ريال مدريد من بعيد، وتمكن الفريق بقيادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، من تجاوز عقبة فولفسبورج بثلاثية نظيفة، ليضمن بها تأهله إلى نصف النهائي، وتجاوز زيدان لثاني اختبار له في العاصمة الإسبانية.

 

تحدي الحادية عشر

كان لزيزو "اللاعب" دور كبير في فوز الريال باللقب التاسع لدوري أبطال أوروبا، بفضل هدفه الخيالي في مرمى باير ليفركوزن في نهائي المسابقة الذي جرى عام 2002 على ملعب "هامبدن بارك" في مدينة "جلاسكو" الاسكتلندية، ولا يحدو الشك أحد أنه يطمح ويحلم بتكرار الإنجاز مدرباً، وهو الذي بات على بعد خطوات منه.

 

ففي مساء الغد، سيحل ريال مدريد ضيفاً ثقيلاً على مانشستر سيتي الإنجليزي بملعب الاتحاد، في ذهاب الدور نصف النهائي، وهي مقابلة لا تخلو من الصعوبة، حتى وإذا كان السيتي يلعب في هذا الدور للمرة الأولى في تاريخه.

 

يأمل زيدان ولاعبوه في تحقيق نتيجة جيدة، من شأنها تسهيل مهمتهم في مباراة الإياب، من أجل التأهل إلى الدور النهائي لملاقاة واحد من فريقين لكل منهما ذكرى سعيدة مع "المدريديستا"، سواء البايرن الذي أقصاه الريال في نصف نهائي نسخة 2013-2014، أو أتليتكو مدريد، الذي التقاه في نهائي النسخة ذاتها، واكتسحه برباعية نظيفة، تُوج على إثرها باللقب العاشر التاريخي.

عرض المحتوى حسب: