عزالعرب نايبط ( البطولة )

مباراة نهائي دوري الأبطال في أسطر قبل انطلاقه ، بالحديث عن تفاصيل صغيرة تحسم النهائيات ، و ما يميز الفريقين ، و السيناريو التكتيكي المرتقب للمباراة دون الحديث عن تفاصيل أخرى تهم الأسماء المستعملة و التدقيق في أدوارها و تحركاتها .

نهائي مكرر لنهائي لشبونة يقبل كل الاحتمالات ، الريـال مستعد اكثر من غيره لهزم أتليتيكو مدريد ، و الأخير مستعد لتجاوز الريـال بالاستفادة من أخطاء نهائي لشبونة .

** المميز في أتليتيكو مدريد :

أتليتيكو مدريد بشراسته البدنية و مستوى تركيزه على المباراة الكبير جدا ، ثم استراتيجيته المعهودة في اتلاف تركيز الخصوم و ابقاء تلاحمه الدفاعي متراص ، ثم حماسة لاعبيه و رغبتهم الشديدة في تقديم أفضل ما عندهم .

** المميز في ريال مدريد :

قوة ريـال مدريد تكمن في قدرته الكبيرة على استعمال الكرة بشكل سريع في المرتدات ، و يملك خاصية مميزة في اللعب بدون كرة ، تمنحه فرص كثيرة للتغيير في نسق لعبه و كشف حلول بديلة تدعم امكانيات خط هجومه لاستغلالها على أفضل نحو .

** السيناريو التكتيكي المرتقب للمباراة :

في مباراة نهائية عادة ما ترتفع نسبة التركيز الى مستويات عالية جدا ، مسألة قد تنعكس ايجابا على فرق ، كما قد تؤثر سلبا على فرق أخرى ، و الحاسم في طبيعة التأثير هو فكر الفريق التكتيكي و نوعية لعبه و استعماله للكرة و طابعه ، هلى هو هجومي أم دفاعي .

هنا اتليتيكو مدريد قد يستفيد كثيرا من ضعط المباراة و ما قد يسودها من توتر ، بحكم تعوده على اللعب على ايقاعات مشابهة ، بل تدعم توجهه العام في حسم مبارياته ، عكس ريـال مدريد الذي سيكون مطالبا بالمحافظة على هدوء المباراة و الذهاب بها الى بر الأمان دون منح أتليتيكو مدريد فرصة التأسيس لجو يلائم طريقتهم و يساعدهم أكثر على اللعب بارتياح ، و تحويل الضغط كله الى ريـال مدريد .

بعيدا عن الجانب الذهني في المباراة ، ريـال مدريد يبقى الفريق الأكثر جاهزية لهزم أتليتيكو مدريد أكثر من أي فريق اخر ، و السبب هو أنه لديه القدرة على اللعب بتنوع كبير و بحلول أكثر كالتسديد من خارج المربع و التغيير من مساحة اللعب من مساحة ضيقة الى رقعة أوسع ، و التغيير كذلك من اللعب الطولي الى استعمال عرض الملعب ، أو اللعب على الكرات الثانية و تثبيت '' البلوك '' عند منطقة اتليتيكو مدريد و الرفع من وثيرة ضغطه أكثر .

أتليتيكو مدريد أكثر ما يميزه هو تركيزه العالي على اللعب بدون كرة ، و اجادته الكبيرة للمكر الكروي في الاطاحة بخصومه و اللعب على تفاصيل صغيرة لحسم المباريات ، كما يتميز كثيرا بتنظيمه الدفاعي المنبني في الأساس على تحويل حزمته الدفاعية 180 درجة حسب وضع الكرة من اليمين الى اليسار أو العكس ، و يبقي دائما توريس وغريزمان ثم كوكي في وضعية الضعط على حامل الكرة ، و هي عملية في كرة القدم دائما ما تشتغل على التسريع من عملية البناء لافقاد الخصوم ميكانيزمات التحضير لانهاء الهجمة ، لكن بالنسبة لريـال مدريد، فريق يجيد اللعب بايقاع مرتفع في أوضاع مختلفة و لن يعرقله نهج أتليتيكو في الضغط المتقدم على لاعبي خط دفاعه .

** السيناريو الذي قد يبعثر حسابات الفريقين :

المباراة بقراءة معالمها و ما قد تؤول اليه ، التعادل قد يكون طاغيا على مجرياتها ، و هدف واحد قد ينهي الصراع بغض النظر عن الفريق المبادر .

اذا سجل الريـال هدفا ، سيكون قد بلغ خطوة مهمة نحو انهاء المباراة لصالحه و بحصة مضاعفة ، خاصة و ان أتليتيكو مدريد يعاني كثيرا في التنشيط الهجومي ، و محاولته خروجه من ركونه الدفاعي قد تمنح الريال فرصة أكبر لتسجيل المزيد من الاهداف .

اذا سجل أتليتيكو مدريد أولا ، الأكيد هو انه سيحاول قدر الامكان الاستفادة من أخطاء نهائي لشبونة 2014 و الذهاب بالمباراة الى صافرة النهاية بأية طريقة ، و ربما مكره الكروي و استفزازات لاعبيه قد تكون عاملا حاسما في تقريبه من اللقب و هو في موقف قوة و متقدم في النتيجة .

** من المرشح للفوز ؟

في النهائيات عادة ما يفصل في نتيجة الفوز جزئيات صغيرة ، يحكمها اما فقدان التركيز أو خطأ تكتيكي قاتل ، و في بعض الأحيان قد يكون الحكم حاسما في الرمي بالمباراة نحو اتجاه مغاير يربك حسابات أحد الطرفين ، و على العموم لن تخرج المباراة عن طابعها النهائي ، بجهدها البدني الكبير و تركيزها العالي ، ثم انضباط تكتيكي متميز .