أيوب رفيق ( البطولة )

لم تُخلف الجماهير المغربية عامة والطنجاوية خاصة الموعد في أول ظهور ودي للمنتخب الوطني تحت إمرة المدير الفني الفرنسي، هيرفي رونار، حيث فرضت نفسها كواحدة من السمات التي طبعت المواجهة التي آلت للأسود بثنائية نظيفة أمام الكونغو، سجَّلها صانع ألعاب تفينتي، حكيم زياش.

الأنصار الذين صدحت حناجرهم وتعالت هتافاتهم مع كل هدف وعملية فنية تُنجز بأقدام أسود الأطلس، أثبتوا أنهم جاهزون لتكبد عناء التنقل إلى الملاعب وتأثيث المدرجات، مادام المنتخب الوطني يمضي في المسار الصحيح ويخطو بثبات صوب تلبية الطموحات التي تُراود الجماهير، على مستوى النتائج على الأقل.  

عدد الحضور الذي فاق 30 ألف متفرج في الملعب طنجة الكبير، هو بمثابة تفاعل مع النتائج الإيجابية التي بصم عليها رفاق العميد، المهدي بنعطية في المباراتيْن الأخيرتيْن أمام الرأس الأخضر، كما يُعد تأكيدا على الحفاوة الجماهيرية التي يتسم بها المغاربة، كلما لمسوا عملا جبارا ورغبة جامحة من مكونات المنتخب في تحقيق الأفضل.

إن مشهد انطواء ملعب مدينة "البوغاز" على آلاف الأنصار، تقف خلفه رسالة مفادها أن المغاربة مُستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل مساندة منتخبهم، بشرط مناقشته للمباريات بجدية وخوض لاعبيه للقاءات سواء الرسمية أو الودية بروح عالية واستماتة جلية، دون إغفال ضرورة الإبتعاد عن العشوائية في الجانب التسييري والتدبيري.

لا يُمكن الجزم بأن كتيبة المدرب الفرنسي هيرفي رونار بلغت الأوج في العطاء وتسلقت قمة المستوى، حيث لازال أمامها هامش واسع من التطور والتحسن، غير أن الومضات التي أظهرتها في المباراتيْن الأخيرتيْن جعلت المشجعين المغاربة يلتقطون هذه الإرهاصات ويحجون بكثافة من أجل مؤازرة الأسود.

سنسقط في فخ الإجحاف تُجاه الساكنة الطنجاوية، إنْ نحنُ تغاضينا عن الدور الذي لعبته في رسم صورة مُشرقة عن الحضور الجماهيري في المقابلة، مُنضمة بذلك إلى باقي الجماهير المغربية في التجاوب مع الأسود، كأن لسان حالها يقول: "أبلو البلاء الحسن .. ونحن لكم بالمساندة".