الدكتور التاودي عادل
اظن انه من المستحيل وجود شاب في مقتبل العمر، لا يريد أن يصبح قويا، فالشاب القوي الشجاع، إنسان لا يأبه لعواقب الحياة، يواجهها وجها لوجه بكل بسالة و ثقة في النفس.
ولذلك فإننا نجد في كل الثقافات و المجتمعات قصصا و أساطير في بعد الأحيان خرافات عن أشخاص كانو يتمتعون بقوة جسدية خارقة ،و من قديم الزمان فهم الإنسان البدائى ، ان السر في عضلات مفتولة هو الاعمال الشاقة.
الإغريق كانوا أول من بدأ تمارين بناء الأجسام وذلك عن طريق حمل الحجارة و الحديد، وكانوا يسمونهم كالوتيروسي ،و بذلك كانوا اول من بدأ رياضة بناء الأجسام و حمل الأثقال كما توضح المحفورات الحديثة.
وكانت بداية التباري كما تبين الأحفورات في الألعاب الأولمبية في مدينة أوليمبيا ،بواسطة العثور على حجارة وزنها 143 كيلوغرام و قياساتها 68*38*33سنتيمترً.
لن نخطئ إذا قلنا أن ميلون من كروتون كان أ ول الأقوياء في التاريخ، عاش في القرن السادس قبل الميلاد، و كان أول من استعمل التمارين المنهجية، حيث أنه كان يحمل في صغره عجلا صغيرا، ثم يتمرن على حمله فوق كتفه كل يوم، حتى يصبح ثورا كبيرا، و يحكي المؤرخون انه قام بالجري على طول الملعب مع حمله لثور كبير فوق كتفيه.
ميلون الكروتوني حاز على ستة نخلات ،وهذه الأخيرة تعتبر كالميدالية الذهبية في زمننا هذا ، مع العلم أنه فاز بالمرتبة الأولى في المصارعة عندما كان شابا .
و من الأسماء الأخرى التي يتحدت عنها المؤرخون الإغريق بوليضماس من إلاضا ، كما يحكى في الأسطورة أنه قام بخنق أسدين على قمة جبل أليمبيا.
الإهتمام بالقوة و حمل الأثقال، لم يختفي بسقوط الإمبراطورية الإغريقية ، بل ورثه عنهم الرومان ، وهنا نستحضر أساطير الغلادياتور، و هم في الأصل عبيد كانوا يحاربون من أجل الحرية من جهة و الفرجة للأسياد من جهة أخرى و قد سطعت بعض الأسماء في سماء هذه المبارزات و من بينها اتلانت ،سبارتكوس و سيلفيا .
في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية في أمس الحاجة لجنود أقوياء ، وهنا يسطع اسم جديد ، كريناست فيني ، يحكى انه حمل عربة لحمل المياه ، تزن طنا و نصف حتى تم إفراغها.
للأسف لم أجد الكتير من المراجع عن التمارين في الفترة الإسلامية ، لكنني أعدكم بمقال خاص في ما بعد انشاء الله ، و تراودني في ذهني حادثة سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ،عندما حمل الباب في يوم خَيْبَر ، و التاريخ الإسلامي يحكي عن ابطال تمتعوا بقوة خارقة، مثل خالد ابن الوليد الدي كان يهزم كل أعداءه في المبارزات الفرضية، و في بعض الأحيان بدون سلاح.
ننتقل إلى حقبة القرون الوسطى ، حيث الجنود البريطانيون كانوا يتمرنون بحمل الكانطيلات الحديدية، و خاصة الأسكتلنديين الذين كانو يستعملون كمعيار للبلوغ و الرجولة، حمل حجر لا ينقص وزنه عن مئة كيلوغرام ووضعه على حجر آخر ، يعلو بمئة و عشرون سنتيمترا عن الأرض، من بعد ذلك كانوا يعطون للولد الحق في لَبْس جلد الدب.
في عهد الملكة إليزابيتا ، و في نهاية القرن السادس عشر ، كانت الموضة هي التمرين بأدوات حديدية تشبه "البارة" الحديثة، عِوَض الرقص، وقد اظهر جون نورتبوك ان هذه التمارين تقوي الصدر و اليدين و هي أحسن من الملاكمة ، حيث ان الرياضي لا يتلقى ضربات على رأسه.
من الأسماء التي يحكى عنها ، توماس توفان ، و الذي كان يسمى بهرقل البريطاني ، ففي 28 ماي 1741 تمكن في احتفالات البحرية البريطانية من حمل 800 كلغرام من الحديد من على سطح الأرض .
من الصعب ان نجد تاريخا مضبوطا لبداية رفع الأتقال ،لكن سنة 1860 هو التاريخ الأرجح لبداية افتتاح "الصالات" في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و بعض الدول الأوروبية ، و بعد ذلك تم وضع القوانين المؤسسة للرياضة.
لا ننسى البلد الدي يسيطر دائما على هذه الرياضة ، وهي روسيا ، وترجع البدايات في القيصرية الروسية الى 1885 حين قام كراسفسكيم بأول ندوة و أعطى دفعة قوية لهده الرياضة.
في الخمسينيات من القرن الماضي بدأت تسطع في سماء الرياضات نجمة القوة البدنية ، و التي تتكون من ثلاث حركات ، القرفصاء ، الدفع بالصدر ، والرفعة المميتة ،في 1964 تم تنظيم اول بطولة في الولايا ت المتحدة الأمريكية