كرونو

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

حكيمي .. موهبة فذة اقتحمت أسوار الريال

أيوب رفيق (البطولة)

بموهبةٍ لا تخطئها العين ومؤهلاتٍ تشي بالدهاء الكروي، اقتحم أسوار نادي وانتزع ثقة أيقونة الكرة العالمية زين الدين زيدان، ليفلح بذلك لاعبٌ لم يتجاوز بعد ربيعه السابع عشر في نثر مشاعر الفخر والسرور في أوساط الجماهير المغربية، التي ذُهلت وهي ترمق نجمها الصاعد يحمل قميص الفريق الأول لنادي "القرن" أمام .

 

هو أشرف حكيمي، أبصر النور بالعاصمة الإسبانية مدريد سنة 1998، من والديْن مغربييْن، فيما يختار هو تعريف نفسه بالقول: "إنني هداف، أحرز الكثير من الأهداف في المسابقات والبطولات"، ضمن تصريح تنطوي عليه البطاقة التعريفية للاعب بالموقع الرسمي للنادي الملكي.

 

إسم تلقَّفه رادار رِيال مدريد مبكرا

لم يكُن اللاعب المغربي في حاجة إلى أكثر من موسم واحدة داخل فريق كولونيا أوفيجيفي، بخيتافي، حيث باشر رحلة مطاردة حلمه، ليقنع كشافة نادي العاصمة الإسبانية بإمكانياته ويدفعهم إلى استقطابه إلى أكاديمية الفريق، سنة 2006، حينما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط.

"إنه لاعب مباشر وعمودي، يتسم بالسرعة والمكر. هذه المؤهلات جعلت منه هدافا رهيبا"، هكذا يصفه الفريق الإسباني بموقعه الرسمي على الأنترنت، مُبرزا القدرات الفنية التي يزخر بها المغربي، إذ يُضيف النادي في البطاقة التعريفية لحكيمي: "يُدرك جيدا أين يتمركز، كما يُشكل خطرا حقيقيا على الخصوم بدقة تسديداته".

 

بدأ إسم النجم المغربي الصاعد يطفو على السطح عند صعوده لفريق "الشبان"، فما إن دشَّن مغامرته رفقة هذه الفئة حتى أطلق العنان لموهبته، وذلك في دوري أبطال أوروبا للشباب، الموسم الماضي، بتسجيله لهدفيْن وتقديمه لتمريرة حاسمة، من أصل تسعة مباريات شارك فيها، رغم كونه يشغل مركز الرواق الدفاعي.

 

حكيمي يُحرز السبق عربيا ويُعلن عن نفسه أمام البي إس جي

أتاح قرار المدير الفني الفرنسي، زين الدين زيدان بتغيير نجوم الفريق الأبيض باللاعبين الشباب، ما بين شوطي مواجهة باريس سان جيرمان الفرصة لحكيمي كي يطل للمرة الأولى بقميص الرِيال، ليصبح بذلك أول إسم مغربي وعربي يحظى بشرف تمثيل الفريق الأول للميرينغي.

اللاعب البالغ من العمر 17 سنة، ظهر في صورة مثالية وبصم على مردود طيب أمام عملاق الكرة الفرنسية، الذي خاض اللقاء مبتورا من عدة نجومه، إذ شغل الجهة اليسرى كظهير، مما فتح له الباب أمام استعراض سرعته وفنياته، خصوصا على المستوى الهجومي.

 

وأحدث هذا المنعرج الذي شهدته مسيرة النجم الصاعد رجَّة من البهجة في الشارع الكروي المغربي، الذي انتشى وبدا مزهوا بمشاهدة لاعب ينحدر من أصول مغربية وهو يدافع عن ألوان نادي عملاق تحت إشراف إسم مدوٍّ من طينة زيدان.

 

المغرب يكسب المعركة وحكيمي يُنصت لقلبه

شكَّل استدعاء الظهير الشاب ضمن القائمة المؤهلة لمواجهة الرأس الأخضر، شهر مارس المنصرم، مُنعطفا في المشوار الدولي لحكيمي، الذي جرت المناداة عليه للمرة الأولى لمنتخب "الكبار"، بعد خوضه لمباراتين رفقة منتخب أقل من عشرين سنة، شهر أبريل سنة 2015، تحت إمرة الإطار الوطني، عبد الله الإدريسي.

"لقد اكتشفته سنة 2010 وتابعته منذ ذلك الحين. تواصلنا معه بانتظام، ثم توجه المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى مدريد لمقابلته"، يقول ربيع تاكاسا، مُنقب عن المواهب المغربية في إسبانيا، مُردفا في حديثه لصحيفة "ماركا" أن اللاعب اقتنع بالخطوط العريضة لمشروع جامعة الكرة.

 

الخطوة التي اتخذها حكيمي بتمثيل المنتخب الوطني تبدو مُنبثقة من قلب ووجدان اللاعب الشاب، حيث سبق له التصريح في سن 15 بالقول: "حمل قميص المنتخب المغربي حُلمٌ أتمنى تحقيقه"، قبل أن يجد هذا الحلم طريقه إلى الواقع، رغم مساعي الإتحاد الإسباني لإقناعه بالدفاع عن ألوان منتخب "لاروخا". 

عرض المحتوى حسب: