كرونو

يوسف الناصيري
يوسف الناصيري

الناصيري .. جوهرة مغربية تسطع في سماء ملقا

أيوب رفيق (البطولة)

بخلاف الأسماء التي أدمنت لفت الأنظار، على حداثة سنها وعهدها بعالم الإحتراف، اختار المهاجم المغربي، تسلق المراتب في صمت، والإشتغال بمنأى عن الأضواء، مؤْثرا تحدث لغة التألق على المستطيل الأخضر، على التواصل بلغة الوعود في وسائل الإعلام.

 

لم يدُر بخلد فئة عريضة من الجماهير المغربية، قبل بضعة أشهر، أن منتوجا خالصا للكرة الوطنية سيطفو على سطح نادي من حجم الإسباني، بعدما اعتكف صاحب 19 سنة داخل "أكاديمية محمد السادس" وهو يُصقل هناك مهاراته وينهل معارف تُتيح له شق طريقه في الساحة الكروية.

"جذبتني انطلاقاته السريعة وتسديداته القوية والمركزة، فبعدمها شاهدته في الألعاب المدرسية والفئات الصغرى للمغرب الفاسي ل12 سنة، قررت ضمه إلى الأكاديمية، في فوجها الأول"، يقول مدير أكاديمية محمد السادس، ناصر لارغيط، في تصريح خص به "البطولة".

 

انكب الناصيري، على مدار تواجده بالأكاديمية، على تطوير مهاراته الفنية ومداركه التكتيكية، متسما بالتحلي بالجدية والإلتزام الصارميْن، حيث يشهد مقربون منه، في حديث لـ "البطولة"، على سرعة التقاطه للنصائح واتصافه بمناعة نفسية وذهنية قوية، حصّنته من السقوط في دوامة الإحباط.

بصم اللاعب الشاب على مسار ناجح في المؤسسة المذكورة، التي أتاحت لأبنائها الدراسة والممارسة، إذ قاد فريقه إلى حيازة لقب البطولة الوطنية لفئة أقل من 14 سنة، قبل أن يساهم في تحقيق نتائج مميزة لفئة أقل من 16 سنة.

 

الإشعاع الذي تميز به أداء الناصيري أفضى به إلى الإستئثار باهتمام العديد من الأندية الأوروبية. ويقول لارغيط في هذا الصدد: "سعت خلف خدماته كل من تشيلسي وليل ثم ملقا، لقد أمضى ثلاث أسابيع في لندن قيد الإختبار من طرف مسؤولي الفريق الإنجليزي".

"ثم دخل ملقا على خط الأندية الأشد اهتماما وسعيا للظفر بتوقيعه، لينضم في آخر المطاف للفريق الأندلسي"، يُردف ذات المتحدث. وقدّرت القيمة المالية لانتقال اللاعب، صيف 2015، وفق منبر "ترانسفير ماركت" بما يناهز 200 ألف يورو.

 

في ظرف موسم واحد فقط، قضاه داخل الفريق الرديف للنادي الإسباني، أفلح المغربي في إقناع المدرب المخضرم، خوان دي راموس، باستدعائه للكبار، قصد إجراء المباريات التحضيرية، للموسم الكروي الحالي، ليستغل الناصيري هذه الفرصة ويتوهج بثلاثة أهداف سجلها في اللقاءات الودية.

ورغم المساحة الزمنية الضيقة التي حظي بها، في المباريات الثلاثة الأولى بالدوري الإسباني، في الموسم الحالي، إلا أن اللاعب الشاب استطاع قيادة فريقه إلى الإنتصار، يوم أمس، على إيبار، بهدف حاسم من تسديدة جميلة ركنها على أقصى يمين مرمى الخصم.

أما على الصعيد الدولي، فيبدو الناصيري ماضيا بثبات نحو الإستقرار بمفكرة الناخب الوطني، هيرفي رونار، بعد مردوده مع ملقا، ومشاركته رفقة "الأسود" في اللقاء الأخير أمام ساو تومي، "دوما ما كنت أضع نصب أعيني اللعب مع المنتخب الوطني"، يقول اللاعب في تصريح إعلامي، أدلى به، مؤخرا. 

عرض المحتوى حسب: