كرونو

مدرب أياكس بوش ولاعبه المغربي زياش
مدرب أياكس بوش ولاعبه المغربي زياش

ماذا دهى مدرب أياكس.. هل يود تدمير زياش؟

أيوب رفيق (البطولة)

تحْفلُ التجربة الجديدة للمغربي، مع ناديه بالعديد من الإكراهات والمطبات، تنبثق معظمها من مدربه الهولندي، ، الذي يبدو مُصرا على الإساءة لنجمه الجديد، كما لو أنه في مواجهة خصمٍ يهدد مرماه، وليس بصدد الإشتغال إلى جانب لاعبٍ يدافع عن ألوان فريقه.

 

لا أجد نفسي مُنجذبا إلى توزيع دور الضحية، أو استخدام نظرية المؤامرة في مقاربتي للقضايا، والمواضيع المُرتبطة بالشأن الرياضي، بما فيها المتصلة باللاعبين المغاربة، لكن الواقع يلحُّ علي في هذه الحالة لأجهر بأن زياش مُحاط بمعاملة مُجحفة وحيف شديد من مديره الفني.

 

جَانَبَ ربان أياكس الصواب في تعاطيه مع المغربي، في عديد المناسبات، أولها سوء توظيفه على أرضية الملعب، وقراءته الخاطئة للمميزات التي يتسم بها اللاعب، إذ صمَّم بوش على الزج به كجناح أيمن، رغم أن إمكانياته تتفجر حين يشغل مركز صانع ألعاب.

 

فالنجم الذي أدلى ب12 تمريرة حاسمة ووقَّع 17 هدفا، الموسم الفارط، رفقة تفينتي، كصانع ألعاب، ليس من الصواب الإعتماد عليه في مركز آخر، والإلحاح على ذلك في أربع مباريات، ما دام قد أخفق في التعبير عن نفسه، بعيدا عن حيزه المعتاد على البساط الأخضر.

 

هذا الخلل الذي طبَعَ التعامل الفني لبوش مع الدولي المغربي، سرعان ما تداركه المدرب الهولندي، في لقاء أمس أمام زفوله، حين دفع بزياش كصانع ألعاب، والنتيجة هي تقديمه لثلاث تمريرات حاسمة وتحركاته الخطيرة في الثلث الهجومي الأخير، فضلا عن انطلاقاته الخاطفة من الخلف تُجاه مرمى الخصم.

 

بيد أن المُشرف على تدريب نادي العاصمة الهولندية، أبى إلا أن يستأنف مسلسله الإستفزازي إزاء المغربي، حين اعتبر، يوم أمس السبت، أن زياش كان في ظهوره أمام زفوله، "أقل ارتكابا للأخطاء"، مُفضلا بذلك إبراز عيوبه وتجاهل سماته ومؤهلاته، علاوة على رفضه الإسهاب في الحديث عن اللاعب، ومعاتبته لوسائل الإعلام على اهتمامها "المبالغ فيه" بنجم "الأسود".

 

إنَّ شحذ همم اللاعبين واستنهاض إمكانياتهم، لا يقتضي غض الطرف عن المناقب الكروية التي يُظهرونها داخل أرضية الملعب، وإلا تدمَّرت نفسيتهم وبرحوا أمكانهم أو تراجعو في سلم التطور،  فبدل ذلك، يجدر الإقتراب منهم والإنصات إليهم ومواكبتهم على الصعيد الذهني والفني.

 

زياش لاعب زاخر بقدرات لا يختلف اثنان على وجودها، وقادر على إبرازها أينما حلَّ وارتحل، لذلك فالخاسر من هذه العملية هو المدرب بوش، الذي قد يجد نفسه خارج فريقه، إنْ زاغ لاعبوه عن سكة التألق وتدهورت نتائج النادي، بسبب تعنته ومقارباته الإستفزازية.

عرض المحتوى حسب: