كرونو

تصميم : عز العرب نايبط 'البطولة'
تصميم : عز العرب نايبط 'البطولة'

عُذْراً سعادة .. فَأنتَ لَسْت "المْعلم"

بقلم : يوسف الشافعي (البطولة)

انتشرت موجة عارمة من رسائل التضامن من مُختلف الفعاليات الفنية في المغرب والعالم العربي مع الفنان المغربي سعد المجرد الذي أُلقي عليه القبض في باريس بتُهمة محاولة اغتصاب فتاة فرنسية بإحدى فنادق عاصمة الأنوار.

 

من جهتها، لم تقف السُلطات المغربية مكتوفة الأيدي، إذ خرج السيد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال المغربية محمد الأمين الصبيحي في تصريح لوسائل الإعلام الالكترونية، مُؤكدا أن السلطات المغربية ستقف بجانب "المعلم"، نظرا لأنه نجم كبير في الأغنية المغربية أو بمعنى أصح لأنه "ماشي ساهل".

 

قبل أكثر من شهرين، استيقظ الرأي العام الرياضي المغربي على خبر اعتقال الملاكم المغربي حسن سعاد، ليلة دخوله غمار منافسات الملاكمة في أولمبياد "ريو 2016"، وذلك بتهمة التحرش الجنسي بإحدى العاملات بالقرية الأولمبية، ورغم ما قيل حينها من ادعاءات على أن الوزارة الوصية ستتخذ الإجراءات اللازمة لإخراج سعادة "البئيس" من أزمته، إلا أن كل ما تم تداوله ذهب أدراج الرياح ورحل مشعل الشمعة الأولمبية عن مدينة "ريو" الحالمة، وبقي ابن "الشعب" وحيدا في حالة سراح مؤقت، في انتظار أن تظهر حقيقته "الغائبة" ويعود لمعانقة أرض المغرب.

 

يبدو أن قضية سعد المجرد أو "معلم زمانه" ستُعيد للأذهان وستُوقظ رماد قضية "المسكين" سعادة الذي ضاعت حقيقته ونُسي ملفه في أرشيف مُشاركة "ريو" البئيسة واليائسة.

 

استوقفني حملة التضامن الكبيرة التي صاحبت ملف "المعلم" سعد المجرد، وتذكرت بحُرقة "المسكين" سعادة الذي يجوب شوارع ريو دي جانييرو يحمل معه همه وسره المدفون، منتظرا أن تجود عليه العدالة بأمل الإفراج النهائي والبراءة.

 

لم أتضامن حينها مع سعادة لأنني كنت استشيط غضبا من خبر وقوعه في المحظور، وعُدت لأضرب على كفي فور سماع خبر "المعلم" المجرد ..وأنا أقول لنفسي في حنق :" لك الله يا وطني .. هناك من يرفعون أعلام أوطانهم عاليا بالإنجازات، ونحن نملك أجيالا بائسة تُلطخ سمعة البلد في محاكم الغرب".

 

بين قصة ابن الشعب سعادة وابن أبيه "المعلم" .. تظهر العديد من العبر لوطن يعطي الاعتبار لمُواطن على حساب آخر ..

عُذرا سعادة .. فأنت لست "المعلم".

y.chafi@elbotola.com

عرض المحتوى حسب: