كرونو

None

بعد عصر القمة.. برشلونة تائه في زحام الأسئلة؟!

البطولة (متابعة - بي إن سبورتس)

من إدارة وقفت ببرشلونة على قمة المجد، إلى أخرى تسير به وبخطوات متسارعة نحو الهامش.. كيف السبيل إلى خلاص "عملاق كتالونيا" من همومه؟


بعد سنوات مضيئة أتى فيها  على الأخضر واليابس محلياً وقارياً.. بات يعيش اليوم واقعاً مرتبكاً لم يتعوّده بالصورة الموجودة حالياً، على الرغم من أنّه عايش "غصرات" عديدة ماضياً.. بيد أنّ الجديد يلخّصه كم هائل من الأسئلة على كافة الأصعدة تشير بالأساس إلى عشوائية الإدارة التي وصلت بالفريق إلى مآل كان منتظراً منذ مدة في خضمّ سياسة "تجفيف المنابع"، التي انتهجها الرئيسان ساندرو روسيل ومن بعده جوسيب ماريا بارتوميو.


** مالذي كان سائداً في حقبة لابورتا ؟

على الرغم من المآخذ التي صاحبت فترة تولّيه رئاسة النادي الكتالوني (2003-2010) المتعلقة قطعاً بالجوانب الاقتصادية والمتمثلة في العجز الذي تعانيه ميزانية النادي.. كان الرئيس السابق، خوان لابورتا، ولايزال معشوق عدد كبير من جماهير النادي وحتى أبرز نجومه الحاليين، والسبب الرئيسي "فكره" الذي يغلّب مصلحة النادي "الرياضية" على أية مصلحة أخرى ولو كانت متعلقة بزيادة المداخيل والأرباح.


هذه الأرضية التي أرساها لابورتا، منحت غوارديولا صلاحيات كبرى وآفاق رحبة لتفجير طاقاته بعيداً عن أية قيود علاوة على خزّان مليء بالثقة.. فعانقت النتائج تاريخاً لم يسبق إليه برشلونة أي فريق آخر عام 2009 حين أضحى أول فريق يحصد 6 ألقاب وهي الممكنة في موسم واحد.


** مالذي تغيّر في عهد روسيل – بارتوميو؟

الفكر والاستراتيجية والمبدأ.. ثلاثة أمور تغيرت في برشلونة بتغيّر هوية دفّة القيادة مع قدوم ساندرو روسيل ونائبه جوسيب ماريا بارتوميو عام 2010.. فأصبحت لغة المال هي الأساس وهي من تحكم على نجاح الموسم من عدمه من منظور الإدارة طبعاً، التي فضّلت استيراد النجوم الجاهزة لكسب نقاط "الوعود الانتخابية" والمثال هنا استقدام نيمار وسواريز، ولو أنّ هذا الأمر كان إيجابياً للغاية ولكنّ السلبي فيه أنه جاء على حساب أبناء الدار حيث رفضت الإدارة مواصلة السير على النهج السابق الذي أتى بتشافي وإنييستا وبويول وبوسكيتس وفالديز وبيكيه وغيرهم، ورفض تطعيم مكتسبات الفريق، الذي التصقت به في الحاضر أسماء "عاجزة" على غرار البرتغالي أندريه غوميش والفرنسيين لوكا دينييه وجيريمي ماتيو وباكو ألكاسير.


في هذه الفترة انجرّ الـ"برصا" شيئاً فشيئاً نحو التألق في مجالات هي ليست من اهتماماته الرئيسية وإن كانت على قدر من الأهمية.. والحديث هنا عن توقيع عقود رعاية بمبالغ فلكية والاستفادة من تسويق صورة النادي إلى أقصى حد ممكن.. ولكن في خضم هذا الزخم الاقتصادي والنجاح الباهر في زيادة قيمة الأرباح وتجاوز العجز.. بدى أنّ إدارة برشلونة بعهديها مع روسيل (2010-2014) وبارتوميو (2014 إلى اليوم).. أهملت الدعائم الرئيسية التي أوصلت برشلونة لما هو عليه اليوم.


دعائم النجاح سابقاً كانت مبنية بالأساس على الإيمان بقدرة "شتلات البلاوغرانا" على صنع الربيع، غير أنّ خريف "روسيل – بارتوميو" الذي حلّ منذ 2010، اجتث هذه الفكرة من جذورها.. ومعه اغتيل حلم عدد من "الواعدين" نُدرج منهم ذكراً لا حصراً.. جيوفاني دوس سانتوس وإسحاق كوينكا وسيرجي سامبر وكريستيان تيو وبويان كريكيتش وأداما تراوري وجيرار دولوفو وألين أليلوفيتش وآخرهم بيدرو رودريغيز ومارك بارترا ومنير الحدادي.


حالة القطيعة الحاصلة بين إدارة النادي ومدرسة "لاماسيا".. أضافت قدراً كبيراً من الإحباط وعدم الثقة بين الطرفين، وهو ما أسهم في نزول مستوى أشبال المدرب جيرارد لوبيز إلى الحضيض راهناً.


وما يزيد الطين بلّة.. أنّ النادي عقد مؤخراً مجموعة من الصفقات بلغت 127 مليون يورو في أسماء محدودة جداً على المستوى الفني ولا يرقى مستواها لتقمص زي في حجم عراقة برشلونة.. والحال أنّ الإدارة لم تصبر على "فلذات كبدها"، فأجبرتهم قصراً على هجران البيت الدافئ الذي أضحى موحشاً بفعل العواصف التي اجتاحته.


** ماهو الحل؟

تبقى الحلول جلية ولكنّها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمدى قناعة رجال الـ"برصا" بها.. وأهمها، الاقتناع بأنّ برشلونة فقد هوية يتحتم عليه استرجاعها سريعاً، فـ"ابن لا ماسيا" قبل غيره.. وهوية النادي الكروية قبل نجاحاته الاقتصادية.. وخاصة مصلحة برشلونة التي يجب لزاماً أن تكون فوق كل مصلحة ذاتية ضيّقة.


إذاً فالحل يكمن في إدارة كفئة متشبعة بتعاليم البرصا وقوانينها، وعندها ستكون الأحقية شعاراً لكل عمل، فالمدرب في مكانه واللاعبون في حدودهم وجماهير الـ"كامب نو" في مقاعدهم، يملؤهم الرضا ويترقبون صافرة كل لقاء بشغف وحماس ولهفة.

عرض المحتوى حسب: