كرونو

المنتخب التونسي
المنتخب التونسي

وِدِّية لـ"الأسود" ومعركة قِتالية لـ"النسور"

أيوب رفيق (البطولة)

أبى لاعبو الالتفات إلى الطابع الودي لمباراتهم أمام المنتخب ، وغضّوا الطّرف عن كل الأبعاد الإنسانية، والثقافية، وكذا الرياضية، التي تختزنها مقابلة بين جاريْن يلمُّهما الدين واللّغة والقُرب الجغرافي، ليُحوِّلوا أرضية ملعب "مراكش" إلى حلبة قتال استعرضوا فيها عضلاتهم البدنية.


مُنذ الدقائق الأولى للمواجهة، بدَا جلياً أن رجال المدرب الفرنسي، هنري كاسبرزاك، وطأت أقدامهم المستطيل الأخضر بِشُحنات عالية من الاندفاع والجموح "الأعمى"، ففضلّوا تفريغه في الالتحامات الثنائية بدل تكريسه في المترابطات الفنية والانضباط التكتيكي الذي كاد يهوي بهم إلى حصة ثقيلة لولا تألق حارسهم، بنمصطفى فاروق.



وفي الوقت الذي انْصبَّ فيه اهتمام "أسود الأطلس" على الجوانب الفنية والتكتيكية، كانت التدخلات الخشنة والتحرشات البدنية الشًّغل الشاغل لرفاق اللاعب صيام بن يوسف، حتّى أنهم تسبّبوا في إصابة لا تبدو بسيطة ليوسف النصيري، مهاجم المنتخب المغربي ونادي ملقا الإسباني.



في خضمِّ المنسوب المرتفع لخشونة اللاعبين التونسيين، أبدى حكم المباراة، السينغالي عيسى سي، إسرافاً ومُغالاة في تحصين المقابلة من البطاقات الملونة، ولو على حساب السلامة الصحية للاعبين، رغم الركّلات وكذا اللّكمات التي تعرض لها رفاق المُصاب مهدي كارسيلا؛ وهو ما قوبل ببطاقات صفراء خجولة من طرف عيسى.



المَشْهدُ الختامي الذي أنهى به لاعبو المنتخبيْن اللقاء، بتبادلهم الأقصمة وأطراف الحديث، لن يَحْجُبَ حتما الصور القاتمة التي أثثت لقاء الشقيقيْن، والذي كاد يخرج غير ما مرة عن سياقه لولا برودة أعصاب "الأسود" وانكبابهم على الأداء الكروي.

عرض المحتوى حسب: