كرونو

فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة وأحمد أحمد، رئيس "الكاف"
فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة وأحمد أحمد، رئيس "الكاف"

"الشَّان" بالمغرب .. انعكاسات إيجابية تُلمس ومؤاخذات تُسجَّل

أيوب رفيق (البطولة)

تجسَّدت النوايا التي ما فتئ يُبديها لاستضافة التظاهرات القارية على أرض الواقع، بعدما أُنيطت له مهمة استقبال نهائيات ، في إطار خلافته لكينيا التي تعذّر عليها احتضان المنافسة، لعدم تطابق استعداداتها مع ما يتضمّنُه دفتر التحملات من شروط وقواعد.


تنظيم المملكة لمجريات المحفل القاري الخاص باللاعبين المحليين يؤشر على عودتها إلى واجهة استقبال المنافسات الكروية في القارة السمراء، انْسِجاماً مع انفتاح الجامعة الملكية المغربية على محُطيها الإفريقي، وعقب سنتيْن فقط من سحب حق استضافة "كان 2015" منها بسبب التخوف من تفشي وباء "إيبولا".



وفي هذا الصَّدد، تبحث "البطولة" في الانعكاسات التي يُمكن أن يتركها إجراء "الشان" في المغرب على الكرة الوطنية سواء من الجانب الرياضي أو الدبلوماسي وكذلك على أصعدة أخرى مرتبطة بالحدث الإفريقي الذي سيُقام شهر يناير المقبل.


"الشان" بالمغرب .. فرصة للتسويق والإشعاع

في خضم ترشح المغرب للتكفل باحتضان نهائيات كأس العالم 2026، في خامس محاولة يبصم عليها، تبدو كأس إفريقيا للمحليين فرصة مِثالية كي تسوق المملكة لنفسها على مستوى البنيات التحتية والناحية التنظيمية، في حملة غير مباشرة لحشد الدعم القاري والدولي.


ويعتبر سعيد بلخياط، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي سابقاً، في تصريح خاص لـ"البطولة"، أنها "فرصة لتسويق أنفسنا وإثبات قدرتنا على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، قبل خوضنا غمار المنافسة على نيل شرف استضافة كأس العالم 2026"، مُشيراً كذلك إلى أهميتها لتعويض عدم إقامة "كان 2015" بالمغرب.



"حضور رؤوساء الاتحادات الإفريقية إلى الحدث سيضعنا أمام فرصة إقناعهم بمؤهلاتنا وبذلك إمكانية استمالة أصواتهم في عملية التصويت لاستضافة المونديال"، يردف المتحدث نفسه، والذي يشغل كذلك منصب مستشار فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.


تجويد للبنية التحتية والوسائل اللوجيستيكية

تفرض مسألة إقامة الاستحقاقات الكروية في إفريقيا توفير بنية تحتية تستجيب للمعايير المطلوبة، وترتقي إلى حجم الحدث، وهو ما سيدفع قطعاً الطرف المغربي لنيل العلامة الكاملة في هذا الجانب، من خلال تهييئ تام ودقيق للتجهيزات والمرافق المتعلقة بالحدث.



وستجد جامعة الكرة نفسها أمام حتمية الرفع من جودة الملاعب الأربعة التي ستستضيف المباريات؛ وهي "محمد الخامس" بالبيضاء و"ابن بطوطة" بطنجة ثم "أدرار" بأكادير، إلى جانب "الملعب الكبير" بمدينة مراكش، إذ ستخضع دون شك للترميم والصيانة على مستوى الإنارة ونواحٍ أخرى، مما يُعد مكسبا على المدى القريب والمتوسط.


تنظيم "الشان" معطى إيجابي ولكن ..

يكاد يتفق الجميع على المكاسب والإيجابيات التي يحملها احتضان المغرب لـ"الشان" للكرة الوطنية، لكن دون أن يعني ذلك انتفاء وغياب بعض المؤاخذات التي تُسجَّل على المقاربة المعتمدة من طرف المسؤولين المغاربة في التعامل الجانب التنظيمي.


ويقول يحيى السعيدي، الباحث في القانون الرياضي، ضمن حديثه إلى "البطولة"، إن "احتضان المغرب لهذه المسابقة يُشكِّل إشعاعا بلا شك، غير أن مسألة استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى لا تندرج ضمن أي رؤية، إذ صِرنا نُنظم من أجل التنظيم فقط".



ويُسجِّل ذات المصدر غياب أي تقييم لجودة استضافة المغرب للمنافسات، وعدم إعلان الدروس المُستفادة إلى العموم من طرف المسؤولين، مُضيفا: "لقد ترشَّحنا لخمس مرات لتنظيم المونديال، لكن هل صارحنا أنفسنا عن أسباب الفشل، وهل قيَّمنا جودة الملفات التي ترشَّحنا بها؟".  

عرض المحتوى حسب: