كرونو

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

لا تَجْلِدوا أشرف حكيمي .. دَعُوه يُمارس حقَّه في الخطأ

أيوب رفيق (البطولة)

ليْس لأي مغربي إلا ن تغمره مشاعر الفخر والاعتزاز، وهو يملأ ناظريْه بمشهد يؤثّثه مُرتدياً قميص نادٍ بعراقة وتاريخ وإرث . لقد ظلَّت الآمال مُعلقَّة لسنوات من أجل أنْ يُوائم لاعبٌ بين تمثيل منتخب عربي والدفاع عن ألوان الفريق الملكي، حتى صار ذلك ضرباً من الخيال من فرط انتظاره.


التدَّرج في فئات فريق يُشكِّل صرحاً عظيما في عالم كرة القدم ليست مهمة باليسيرة، والانصهار في تركيبة بشرية مُثقلة بالنجوم والأسماء الوازنة إنجازٌ في حدَّ ذاته بالنسبة للاعبٍ لا يتعدَّى 18 ربيعا، أما مسألة الظهور بأداء خالٍ من الهفوات ولا بأس به في المقابلات الأولى تحت إشراف مدربٍ إسمه زين الدين زيدان فلا تحتاج إلى أي تعقيب.


في معرض مُتابعتي للخطوات الأولى التي يسير بها اليافع المغربي، آثرت استبعاد المقاربة التقنية والتكتيكية في تقييمي لحضور حكيمي مع الفريق، بل اسْتَنْفرتُ حواسي لكي أُكتفي فقط بملامسة الشخصية التي يُبديها اللاعب على المستطيل الأخضر، وسلوكاته وأنماط تفاعله مع زملائه إبَّان مجريات اللقاءات.


يُخيَّل للمرء حينما يُشاهد سكنات وحركات حكيمي داخل الملعب أنه ذو باعٍ طويل في مضمار المستديرة، ويجُرُّ خلفه سنوات غزيرة من الخبرة والتجربة، فرأسمال الثقة الذي يفيض منه وهو يحمل الكرة، والرَّزانة التي تُحيط بمُداعبته لها، توحي قَطْعاً بعكس ما تنطق به معطيات الواقع.


صحيح أن السمفيونية التي يعزفها لازالت تُصدر بعض النشاز، والعروض التي يُقدِّمها بها بعض العيوب والشوائب، لكن وضع ذلك في السياق الخاص والمتفرد الذي يؤطر وضعية اللاعب، كونه لازال إسماً شابا يحبو ويتلعثم في المجال، سيجعلنا ننشغل بِصِفاته ونغض الطرف عما عدا ذلك.


لا يستحق أشرف وضْعَهُ تحت مقصلة الانتقادات التي يُكيلها له البعض، كأن المغربي التحق برِيال مدريد في صفقة تبلغ قيمتها عشرات الملايين، وينتظر منه الجميع الإتيان بـ"العصا السحرية" لقهر المنافسين، وإنما ينبغي تقييمه داخل ما يعيشه اللاعب من خصوصية، بصفته وافداً جديداً على المستوى العالي رفقة الكبار.


بدأ الظهير الأيمن لفريق رِيال مدريد في وضع اللبنات الأولى لمسيرة تَعِدُ بالكثير من النجاحات، وتوحي بنجومية مُنقطعة النظير، لمَ لا وحكيمي يتحلَّى بالتركيز والجدية والانضباط وغيرها من صفات الاحترافية، وما إشادة زيدان بِخصاله الشخصية وكدِّه واجتهاده المتواصل إلا سنَدٌ لذلك.


تتواجد الكرة الآن في ملعب الجماهير المغربية، المُطالبة بإحاطة اليافع أشرف بكافةة أشكال المؤازرة والمساندة، حتى يتحسَّسها ويستمد منها طاقةً تمضي به إلى الأمام، في سبيل مواصلة مسار التوهج والبروز الذي رسمه في بداية مغامرته مع نادي العاصمة الإسبانية. 

عرض المحتوى حسب: