وجد فريق أهلي جدة السعودي ضالته التيكتيكية في وسط الميدان بالتعاقد مع النجم التونسي "محمد أمين بن عمر" قادمًا من فريق النجم الساحلي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر بداية من شهر يناير الجاري.

الصفقة تعتبر مفيدة فنيًا لأبعد حد بالنسبة للتشكيلة الأهلاوية والتي كانت تبحث عن متوسط ميدان بمواصفات صاحب الـ24 عامًا سواء على الصعيد الهجومي أو الدفاعي، وسنرى تباعًا كيف سيسد بن عمر ثغرات الراقي على المستويين.

عبوس الوجه سمة مشتركة في استقبال بن عمر ومخيتاريان

نقاط قوة الأمين بن عمر

الخليط السحري: ابن مدينة سوسة ينشط في مركز لاعب الوسط الهجين بين "البوكس تو بوكس" وهو اللاعب المنوط به التحرك من الخلف إلى الأمام أي من منطقة جزائه إلى منطقة جزاء الخصم، ولاعب الارتكاز العادي الذي يؤمن خط دفاعه وينقل التمريرات القصيرة والطويلة، بالطبع هذا الخليط اكتسبه بن عمر من تطوره في السنوات الأخيرة وتحديدًا الموسم الأخير وقيامه بأدوار هجومية واختراقات داخل مناطق جزاء الخصم لم يكن عادة يؤديها في المادي مستفيدًا من التغطية الدفاعية التي كان يقوم "أيمن الطرابلسي" على صعيد وسط ميدان الليتوال.

التصويب: لن تنسى جماهير الليتوال حتى الآن أهداف بن عمر رفقة الفريق في المواسم الماضية، وبشكل خاص هدفه في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا ضد النادي الأهلي من تصويبة زاحفة صاروخية بشباك الحارس "شريف إكرامي"، على صعيد التصويبات أصبح بن عمر سلاح لا بأس به لناديه وكذلك منتخب نسور قرطاج في المباريات المعقدة التي تحتاج للمحة فردية من أجل حسمها.

التغطية السليمة: يمتلك اللاعب التونسي رغم عمره الصغير من الخبرة ما يؤهله ليكون واحد من أفطن لاعبي الوسط التوانسة فيما يتعلق بتغطية المساحات في الملعب، فدائمًا ما كان حائط سد خلف الظهير الهجومي من الطراز الأول "حمدي النقاز"، لذلك في الأهلي لن تكون هناك خطورة مع تقدم الأظهرة لتأدية الأدوار الهجومية في ظل وجود بن عمر في وسط الميدان والذي يقوم بتحركات عرضية يمينًا ويسارًا من أجل التأمين الدفاعي.

نقط ضعف ومشاكل فنية

المبالغة في الاندفاع: يمتلك بن عمر من الحماس والتهور ما يجعله صيدًا سهلاً لأي مدرب محنك أو خصم صاحب خبرة في الملعب، أولاً هو كثير الحصول على البطاقات الملونة بسبب تدخلاته المندفعة، ثانيًا كثير الضغط وعدم الالتزام بواجبات مركزه في بعض أوقات المباراة، فمثلا من الممكن أن يتقدم للأمام بشكل مبالغ به ويترك خلفه مساحات شاسعة قد يعاقب منها الراقي خاصًا مع سرعة لاعبي الدوري السعودي، لذلك على المدرب ريبروف ضرورة السيطرة على توربيده الجديد وإلا سيواجه تأثيرًا عكسيًا.

ثنائيته مع كلاوديمير: من المعروف أن اللاعب البرازيلي في وسط ميدان الأهلي مسئول عن الشق الهجومي وصناعة اللعب من الخلف، ومع وجود لاعب جديد سيشاركه هذا الدور قد نجد تضارب بعض الشيء في المباريات الأولى لهما، ولا سيما بعد التحول الذي أصبح عليه محمد أمين بن عمر في الموسم الماضي وانتقاله من لاعب الوسط المحوري إلى اللاعب المتوغل، لذلك إن لم يعد لنسخته السابقة فربما سيحتاج الأهلي للاعب وسط ثالث بينهما يؤدي الأدوار الدفاعية خاصة في الهجمات المرتدة.

هل كان بن عمر أفضل من السعيدي وحامد؟

لا يخفى على أي متابع لقلعة الكؤوس أنهم رصدوا الثلاثي بن عمر طارق حامد وصلاح الدين السعيدي لسد تلك الثغرة التيكتيكية في صفوف الفريق، وفي النهاية استقروا على اللاعب التونسي لأسباب عديدة سواء فنية أو حتى تتعلق بسهولة موقفه تفاوضيًا للانتقال إلى السعودية، فهو فنيًا ربما يكون أكثر فائدة من اللاعب المصري الذي لا يقوم سوى بقطع الكرة فقط لا يجيد التمرير أو تأدية أي دور هجومي، بينما كان من الصعب تخلي الوداد عن السعيدي وبنشرقي في سوق انتقالات واحد، لذلك على صعيد المفاوضات وجد الأهلي سلاسة أكثر مع النجم الساحلي.