كرونو

المغرب التطواني
المغرب التطواني

المغرب التطواني .. غريقٌ يتَهاوَى وحيداً دون مُغيث

يُخيِّم الإحباط والامتعاض على الشارع الرياضي التطواني، في الوقت الذي ينْحسِرُ فيه هامش التفاؤل لدى جماهير مدينة ""؛ وهي ترى فريقها يتهاوى في ترتيب ""، حتّى صار مثل غريقٍ لا يملك الكثير من الخيارات الكفيلة بإنقاذه من مأزقه.


سبع نقاط في 16 مقابلة؛ حصيلة تدعو للكثير من الخجل وتعْكِس بالملموس مدى الانحدار الذي بلغه "الماط"، الذي كان قبل بضع سنوات مُنافسا شرِساً توج بلقب الدوري المحلي في مناسبتيْن، وشارك في كأس العالم للأندية في نسخته الثانية بالمغرب تحت قيادة الإطار الوطني عزيز العامري.


"الماط" .. مسرحٌ يتراقص فيه المدربون

شكَّل المغرب التطواني منذ بداية الموسم الجاري قلْعةً غير حصينة الأسوار يتردَّد عليها المدربون ويتناوبون على المناصب؛ فالمتذيل لسلم ترتيب الدوري حالياً اسْتَعدَّ للموسم تحت إمرة فؤاد الصحابي، قبل أن ينزل هذا الأخير من سفينة النادي بعد هزيمته في كأس العرش أمام جمعية سلا ودخوله في خلافاتٍ مع إبن الفريق المدلل زيد كروش.


وبعد انحياز إدارة النادي للاعبها كروش على حساب الصحابي، قرّرت توجيه البوصلة إلى المدرسة الجزائرية والاستعانة بخبرة الإطار عبد الحق بنشيخة، غير أن الأخير عجز عن فك شفرة الأزمة التي طوَّقت الفريق ولازالت، لينفصل عن "الماط" بعد شهريْن فقط من توليه مهمة الإشراف على النادي.



رقصات المدربين داخل البيت التطواني استمرت مع قدوم الإطار الوطني يوسف فرتوت، في انتقالٍ مُريب ومثير للشكوك من الناحية الأخلاقية، عقب اتفاق الدولي السابق مع اتحاد الزموري للخميسات، قبل أن يغير رأيه بعد يوميْن فقط وينضم إلى دفة تدريب الحمامة البيضاء.



ولم ينجح فرتوت لحدود السَّاعة في ترك لمسته وبصمته الخاصة على أداء وروح المجموعة، فرفاق الحارس محمد اليوسفي لازالوا لم يتذّوقوا طعم الانتصار تحت إشراف لاعب الوداد السابق، مُقابل تجرِّعهم لمرارة الهزيمة في مقابلتيْن وتعادلهم في لقاءيْن آخريْن.


سُخط جماهيري يُحاصر المكتب المسير

يواجه المكتب المسير للمغرب التطواني تذّمراً جماهيريا عارماً تكتنِفُه لغة الانتقاد والطَّعن والاتهامات نحو مسؤولي "الماط"، حيث يرى أنصار الفريق أن القائمين على تدبير شؤون النادي لم يعودوا قادرين على النهوض بالأوضاع سواء من الناحية التسييرية أو المالية.



ويتَّهِم الكثيرون رئيس النادي، عبد المالك أبرون وباقي أعضاء المكتب المسير بغياب الرؤية وعدم ابتكار مصادر لجلب الموارد المالية القادرة على إنهاء الأزمة المادية التي يشكوها الفريق، بينما تظلُّ المبررات والمسوغات التي يقدمها المكتب غير مقبولة بالنسبة لفئة عريضة من المشجعين.


وباتت الصفحة الرسمية للمغرب التطواني على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" مِنصَّة يُعبِّر فيها المتيمون بالحمامة البيضاء عن الشُّحنات العالية من الامتعاض والاستياء التي تلمؤهم، باسطين نظرة تشاؤمية تخص الفريق إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.


انتدابات خجولة وبعيدة عن التطلعات

بينما كان ينتظر المتتبعون للشأن الكروي المحلي والوطني من إدارة "الماط" التوقيع على ميركاتو شتوي قوي، يتضمّن صفقات بإمكانها إنهاء حالة العجز والعقم التي يعيشها الفريق، اكتفى المسؤولون بضم لاعبين محدودين كمَّا لم يُقدِّموا لحدود الآن الإضافة المرجوة منهم.



وتعاقدت الكتيبة التطواني مع يونس الحواصي الذي خاض تجربة غير موفقة مع الدفاع الحسني الجديدي، بالإضافة إلى إعادة إبن الفريق نصير الميموني القادم من رحلة "فاشلة" مع اتحاد طنجة، علاوة على ضم كل من المهدي بلعروصي ووليد الخلدوني من الجديد وأولمبيك أسفي على التوالي.


وبدا مشجعو الفريق غير راضين بتاتاً عن المقاربة التي اعتمدتها إدارة النادي في الميركاتو الشتوي المنصرم، مما جعل المكتب المسير للمغرب التطواني في فوهة بركان ومرمى انتقادات الأنصار والجماهير.


لهيب القسم الوطني الثاني يتراءى للماط

يبدو المغرب التطواني قريبا أكثر من أي وقت مضى للانحدار إلى القسم الوطني الثاني، عِلماً أن الفريق يحتل المرتبة الأخيرة برصيد سبع نقاط فقط، بفارق خمس نقاط عن صاحب المركز ما قبل الأخير، الراسينغ البيضاوي وثماني نقاط عن شباب أطلس خنيفرة، الذي يشغل المرتبة 14.


ولازالت تنتظر رجال الإطار الوطني يوسف فرتوت مباريات صعبة للغاية سواء داخل أو خارج أرضية الملعب، وهو ما يضع أحد الأندية الممثلة للجهة الشمالية في الدوري أمام اختبار عسير لا مجال فيه للخطأ وتضيق فيه مساحة الخيارات.


هذا وحاولت "البطولة" ربط الاتصال بكل من المسؤول الإعلامي داخل الفريق والمدرب يوسف فرتوت، من أجل استيقاء آرائهم بشأن الوضع الذي يعيشه "الماط"، غير أنهم فضّلوا التزام الصَّمت وعدم الخوض في ذلك.

عرض المحتوى حسب: